أطلقت وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية، بالتنسيق مع مختلف القطاعات والهيئات المعنية، حملة وطنية للحد من التبذير خلال شهر رمضان الكريم.

نسرين بوزيان

وجاء هذا في إطار الجهود الوطنية لتعزيز الاستهلاك الرشيد ومكافحة التبذير، نشر ثقافة الترشيد والوعي بأهمية الاستهلاك المسؤول، خاصة خلال شهر رمضان، حيث يشهد الطلب على المواد الغذائية ارتفاعا ملحوظا.
وتتضمن الحملة سلسلة من الأنشطة التوعوية، تشمل حملات إعلامية وتحسيسية، بالإضافة إلى حملات ميدانية بالتعاون مع التجار والمنتجين والجمعيات المهنية وحماية المستهلك .

في  السياق، أكد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار،  في تصريحه " لبركة نيوز"على الأهمية الكبيرة التي تكتسيها الحملة الوطنية للحد من التبذير، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تأتي استجابة لتحديات عالمية حيث تعمل العديد من حكومات ودول العالم على مكافحتها. 
وأوضح بولنوار أن التبذير يؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد الوطني، مما يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة،وكذالك  الهدر في المواد الغذائية يؤثر أيضًا على توفر المواد ويؤدي إلى الندرة واضطراب الأسعار.
وأشار  بولنوار إلى أن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة تحرص بشكل دوري على تنظيم ملتقيات وورشات عمل تهدف إلى تحسيس المجتمع حول خطورة التبذير الغذائي.
كما أرجع المتحدث أسباب التبذير إلى غياب الثقافة الاستهلاكية، وقلة التكوين وبرامج التوعية بالترشيد والاستهلاك في المؤسسات التعليمية. 
ولفت إلى أن طريقة الدعم الخاطئة للمواد الغذائية من قبل المواطنين، وعدم إعطاء قيمة مالية للمنتجات، تساهم في تفشي هذه الظاهرة، داعيا إلى تغيير طريقة الدعم ليكون موجهًا إلى المواطنين بدلًا من المواد نفسها.
كما أكد  بولنوار على تعزيز ثقافة الاستهلاك الرشيد  من خلال توسيع نطاق التوعية ليشمل المساجد والمؤسسات التربوية و، بالإضافة إلى التنسيق والتعاون بين الهيئات الحكومية المختلفة ،بالاضافة إلى  تجنب جميع أنواع التبذير، بما في ذلك تبذير المنتجات في المخازن والمصانع.

المهمة صعبة ....لكننا سننجح

من جانبه، قال فادي تميم، المنسق الوطني للمنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، في تصريحه " لبركة نيوز": “كمنظمة جزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، نحن على استعداد لدعم الحملة الوطنية للحد من التبذير خلال شهر رمضان، التي أطلقتها وزارة التجارة الداخلية لضبط السوق مؤخراً، وذلك من خلال الجانب التحسيسي والتوعوي عبر مكاتب المنظمة البلدية والولائية في مختلف أنحاء البلاد.”
وأضاف تميم أن تبذير المواد الغذائية يُعد من السلوكيات السلبية التي يمارسها المواطنون في الشهر الفضيل، خاصة ظاهرة تبذير الخبز التي تتزايد بشكل ملحوظ في رمضان.
وأشار إلى أن "ظاهرة التبذير في تراجع طفيف مقارنة بالسنوات الماضية، وفقا لإحصائيات جمع النفايات"، إلا أنها  ما زالت قائمة، لذلك تواصل المنظمة جهودها في الجانب التوعوي والتحسيسي للحد من هذه الظاهرة، وتحفيز المواطنين على أهمية ضبط الشراء واقتناء ما يلزم فقط لتلبية حاجاتهم الغذائية،مضيفا أن المهمة ليست سهلة، لكن الحملة ستنجح.
وختم قائلاً: “نحن على أبواب انطلاق الأسبوع العربي للمستهلك، وكذلك اليوم العالمي لحقوق  المستهلك الذي يصادف الخامس عشر من مارس، والذي يحمل هذا العام شعار  انتقال عادل نحو انماط حياة مستدامة".