680

0

معرض الحرف و الصناعات التقليدية... مبادرة فنية ترتقي بالمنتوج المحلي

اختتمت فعاليات معرض الحرف و الصناعات التقليدية بقصر رياس البحر اليوم الأحد والتي انطلقت يوم عشرين أوت تحت رعاية وزارة الثقافة و الفنون و بالتنسيق مع مديرية السياحة والصناعة التقليدية لولاية الجزائر، تعزيزا لقيمة الموروث الثقافي الوطني و تثمينا للمنتجات المحلية الجزائرية.

 

شيماء منصور بوناب

 

عرف المعرض مشاركة العديد من الفنانين الحرفيين من مختلف ولايات الوطن للتعريف بأعمالهم و الترويج لعاداتهم و ثقافتهم الخاصة في كل منطقة قصد تثمين المبادرات الداعمة للمرجعية الوطنية و الهوية الثقافية، التي شددت عليها مكلاتي نورة رئيسة المكتب الولائي لمنتدى دعم وترقية المرأة الريفية لولاية تيبازة من خلال العمل على مرافقة المرأة الماكثة في البيت و دعمها في مجال صناعتها اليدوية و الحرفية التي تحيي بها عادات و تقاليد الأجداد.

 

و تابعت مشيرة لأعمال الحرفية حرطاني فاطمة التي تركز على صناعة المواد الغذائية الطبيعة و الصحية مثل "الكسكس بأنواعه" خاصة طعام الزعتر و الحلبة الذي يسمح بمعالجة العديد من الأمراض و الأزمات الصحية خاصة تلك المتعلقة بالأمراض المزمنة التي يعاني منها أغلب الجزائريين.

وعما تقدمه الحرفية شريفة بوجمال منذ ما يزيد عن ثلاثين سنة خبرة في مجال صناعة الفخار و المواد الغذائية الطبيعية تقول الحرفية أنه رغم الصعوبات و العراقيل التي تكبح مزاولتها لعملها إلا أن رغبتها في الاستمرار على المنوال التقليدي الذي عهدناه من أجدادنا كان الخلفية الحقيقية لتقديم الأفضل في كل مرة في قالب محافظ على الثقافة الجزائرية بكل أشكالها سواء في الأواني الفخارية أو الأكل التقليدي ومكوناته الطبيعية.

وتجدر الإشارة إلى أن الحرفيات الريفيات يعتمدن في عملهن على الطريقة البدائية في صنع منتوجاتهم انطلاقا من احضار المواد الأولية من مناطق صعبة في الغابات و الجبال في ضل الظروف المناخية المختلفة على مدار السنة ، ولعل ذلك ما خلق التميز في أعمالهم الطبيعية المحضة دون لمسات عصرية تفقد الهوية أو المرجعية.

ومن ناحية الصعوبات تشير مكلاتي نورة لمشكل التسويق للمنتجات التي يفرض وجود مكان لعرض الأعمال التي عرفت بعد أزمة كورونا العالمية تراجع كبير في عدد المعارض التي أصبحت تقترن بالمناسبات فقط دون احتساب قيمة العمل الذي يبذله الحرفي ودوره في الترويج للثقافة الجزائرية عبر منتجاته .

وفي رواق صناعة الجلود تعرفنا الحرفية لعروسي كتيبة بتقنية الرسم على الجلود الذي جعلت منها في السنوات الستة الأخيرة حرفية محترفة تأخذ من الهامها وخيالها رواية تجسدها في أعمالها الجلدية برسومات مختلفة تتأرجح بين الطابع البربري و الطاسيلي الذي يصف في تفاصيله مفهوم الحضارة والثقافة.

وتابعت مشيرة لتقنية الرسم على الجلود كتقنية جمالية تبرز الصورة الفنية لأساطير وروايات تستنبطها من تاريخ الحضارة دون الحاجة لأدوات و مواد كثير على غرار الجلد و المكواة التي تتخذ منها منطلقا لصنع عدة أعمال فنية كالزرابي و الوسادات أو مقتنيات التزيين "الديكور".

من جهته عرض الحرفي قاسم دادي بابا حرفي متخصص في صناعة التحف الفنية الفخارية أهم منتجاته التي تعكس أصالة مدينة غرداية في الشكل و اللون برمزيات و دلالات مختلفة ذات طابع بربري محض يرتكز على الزربية المعروفة في غرداية بتفاصيلها و ألوانها التي تميز تحفه الفنية انطلاقا من النقش المرسوم في شكل الصمعة و النجوم و النخل ....

وتابع ذات المتحدث مشيرا لأهم العراقيل التي تصادفه في مجال صناعة التحف الفنية التي تفرض عليه استوراد بعض المواد الأولية خاصة الألوان التي رغم قلتها في السوق الجزائرية إلا انها بأسعار خيالية تفوق إمكانية الحرفي الذي يفضل التوجه للأسواق الخارجية في اقتنائه للمواد التي يحتاجها في صناعة تحفه و منتجاته .

في الختام أعرجت طاوش زهيرة حرفية متخصصة في الحلي التقليدي للزخم التراثي المتعلق بالحلي الجزائري لكل ولاية ومنطقة باختلاف عاداتها و تقاليدها التي باتت اليوم تفرض الرجوع اليها بشكلها المعهود للحفاظ عليها من النهب و السرقة .

وعن أسلوبها في صناعة الحلي التقليدي تشير محدثتنا لإدراجها للأحجار نصف ثمينة في الحلي قصد التمسك بأصله التقليدي مع لمسات عصرية بسيطة تواكب بها متطلبات المجتمع الحديث .

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services