189
0
معارك التحرر نموذج حي لتقرير مصير الدول المستعمرة
تزامنا والذكرى السبعون لاندلاع الثورة الجزائرية والفيتنامية، نظمت اليوم الاثنين، السفارة الفيتنامية بالجزائر بالتعاون مع المتحف الوطني للمجاهد ندوة تاريخية بعنوان: "انتصار ديان بيان فو إلى الثورة الجزائرية: دروس تاريخية وآفاق مستقبلية"، بحضور ممثلي سبعة سفارات بالجزائر.
بثينة ناصري
وبالمناسبة هنأ وزير المجاهدين العيد ربيقة الجزائريين بذكرى اندلاع الثورة المجيدة التي تخللها احتفال عسكري مهيب وبحضور دول شقيقة، مشيرا إلى أن الجزائر تعتز باشعاع ثورتها المجيدة والحفاظ على أصدقائها من خلال دعم القضايا العادلة وتسعى للبقاء حصنا للدفاع عن حق الشعوب في الحرية والسلم.
وأكد ربيقة أن معركة ديان بيان فو تتزامن مع ذكرى ثورة نوفمبر اللذان سيبقيان ذكرى لتخليد قوة وصلابة الشهداء، معتبراً إياها ذكرى عظيمة لكل الأحرار باعتبار أنها غيرت الكثير من العقائد والنظريات في العالم واعادة الحسابات التي رسختها.
ولفت أن الجزائر بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون ستضل حصنا للدفاع عن قضايا التحرر بما فيها القضية الفلسطينية والصحراء الغربية وكل الشعوب المستضعفة، وستبقى قضايا التحرر نموذجا حيا لتأكيد حق الشعوب في تقرير مصيرها.
وفي ذات السياق، أوضح ربيقة أن معركة ديان بيان فو غيرت الكثير من العقائد والنظريات لدى العسكريين وخبراء الإستراتيجية القومية في العالم، ودفعت الخبراء والمتخصصين شرقا وغربا إلى إعادة حساباتهم على الأسس التي رسختها هذه المعركة، في فن القتال واستخدام السلاح وفي تكنولوجيا التسليح وتصميم الأسلحة والمعدات، وتحطيم نظرية الجيش الذي لا يهزم.
وأشار وزير المجاهدين إلى أن القوات الفيتنامية تغلبت وببساطة وسائلها على أعقد التحصينات ودمرت أقوى الدفاعات وأدارت المعركة بعنف شديد، واشتركت فيها قوات بحجم ونوع لم يسبق حدوثه في المنطقة، مبرزا إلى أن اسم البطل العسكري الثوري " فونكين جياب" سيظل صديق الثورة الجزائرية راسخا في ذاكرة.
ونوه ڨنام هوهين أحد شهود المعركة الفيتنامية بقدم العلاقات الدبلوماسية الحميمة التي تجمع الجزائر بالفيتنام الراجعة إلى عهد الراحل هواري بومدين، واصفا إياها بالعلاقة التاريخية والمميزة والمبنية على التفاهم الثنائي، مشيرا بذلك إلى جهود دولة الفيتنام للتوسع لبناء علاقات مع الدول الإفريقية الأخرى.
ومن جهته أكد الدكتور أحمد ميزاب الخبير في الشؤون الأمنية أن معركة الثورة التحريرية المجيدة و معركة ديان بيان فو الفيتنامية تعد محطات التحول التاريخي للاستعمار، من خلال نشر الوعي الدولي لفكر التحرر، مؤكدا أن الوضع الجيوسياسي لعب دورا كبيرا في نيل الاستقلال والمتعلق بالدعم الشعبي، باعتبار أن قائد المعركة الفيتنامية خلق هذا الالتفاف الشعبي بتوفر ارادة قوية للتوجه نحو الاستقلال.
وأشار إلى أن المستعمر الفرنسي وضع استراتيجية تعتمد على ترسانة عسكرية وتكنولوجية، في حين كانت هذه الرؤية الاستراتيجية التي اعتمدتها الفيتنام أقوى من العدو الذي استخدم مختلف الاسلحة المتطورة، موضحا أن هذان الثورتان أصبحتا نموذج يعتمد عليه في حركات التحرر وأعطى دافعا قويا لاتخاذ قرار بخصوص الاستعمار، والتوجه نحو قضايا التحرر من العدو.
وشدد ميزاب على أن العالم اليوم لا زال بحاجة لدروس الماضي لبناء المستقبل آمن واقرار حق الشعب في تقرير مصيره، داعيا بذلك المجتمعات الدولية للنهوض لبناء عالم آمن من خلال تصفيه الاستعمار والحفاظ على قيام السلم والأمن.