822
0
لقاء ثقافي تحسيسي يشيد بأهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي

تحت شعار "نتوما هما الوردات"نظمت الشاعرة و الباحثة في التراث تاج لريام، أمسية اليوم الخميس، بالمتحف الوطني للفنون الجميلة -الحامة-، جلسة ثقافية تحسيسية بمناسبة الشهر الوردي للوعي بأهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي.
شيماء منصور بوناب
وفي كلمة لها بالمناسبة، قالت تاج لريام بأن لقاء اليوم جاء مواكبة لمجريات الأحداث في غزة الشقيقية التي تتطلع منا كعرب عامة و كجزائريين خاصة توحيد موقفنا و شد لحمة التضامن مع القضية المركزية، باعتبارها قضية تستوقف واقعنا للتعريف بها و تستنطق ضمائرنا للحديث عنها بالتنديد للممارسات الإستبدادية الصهيونية على أبناء غزة المضطهدين.
وعن الجديد الذي تقدمه تشير تاج لريام للنشاطات التوعوية التحسيسية كمحور أساسي أدرج في سياق عملها الثقافي الفني والادبي ، محاولة بذلك بناء قالب نوعي لمبادرتها التي تمزج بين الجانب الثقافي الذي يروج للهوية الوطنية و الحضارة الجزائرية من منظور العادات والتقاليد، مع الجانب التوعوي الفكري الذي يعزز بوادر الوعي المجتمعي في السياق الذي يحقق الإرتقاء و التنمية الفكرية.
و على ضوء ذلك تقول " الإنتقال من جلسات الأدب و الفن الذي يستحضر الثقافة الجزائرية بعاداتها و تقاليدها ،إلى جلسات علمية توعوية إنما هو بادرة نوعية إتخذت منها سانحة تواكب التحولات العامة للمجتمع الراهن في شقها المعرفي و التحسيسي الذي لا يقوم إلا بخلفية ثقافية عريقة ."
من جهتها قدمت المختصة النفسية سهام بوصبيعات في مداخلة لها ، أهمية التكفل النفسي لمرضى السرطان و غيرهم من المرضى و حتى المعافين ،باعتبار أن الدعم النفسي يغطي النقص الذي يشعر به الفرد في أزمته الصحية .
مؤكدة بذلك على أن المحطات الإنسانية التي يعيشها الإنسان، خاصة تلك التي تكون في شكل ابتلاءات تفرض عليه تهيأة ذاته جسديا ونفسيا، مع الأخذ بعين الاعتبار فيض المشاعر التي تجوب ذاته من يأس و تشتت و حتى انهيار، انما هي حالة عادية تلازم المريض في محطات تشافيه الأولى و ليست بمشينة أو عار ،حسب ما هو متداول في ثقافتنا العامة التي تتخذ من الضعف النفسي نقصا و عيبا .
وفي حديثها عن أنجع سبل العلاج من العلة الخبيثة أي السرطان، تشير ذات المختصة للعلاج الروحي أو على وجه التدقيق العلاج النفسي الاسلامي الذي يعزز علاقة المريض بربه من حيث الطمأنينة و الرضا بما كتبه له ،دون تناسي المداومة على العلاج و الاستعداد لأي واقعة قد تحول بينه وبين الشفاء .
يضاف إليه حسب ذات المتحدثة دعم المحيط العائلي و ما جاوره للفرد من حيث التفهم العقلاني الذي يفرض بدوره الارتقاء بالثقافة و الوعي المجتمعي الذي يلعب دور كبير في التأثير على نفسية المصاب سواء من الجانب الإيجابي الذي يعزز بوادر التحسن و الشفاء أو من الجانب السلبي الذي يعرقل حركة التشافي بالمنحى الذي يحطم معنويات الفرد و يضعف ذاته.
وفي مداخلة لرئيسة جمعية الأيادي الحرفي نصيرة بوديسة، تشير للجانب الوراثي الخاص بمرض السرطان الذي يعي على الشخص المصاب المراقبة و المتابعة لحالته من حيث التأزم و التحسن ،دون تناسي المتابعة النفسية لمرافقي المريض الذين نجدهم غالبا أكثر ضررا من المريض بحد ذاته لما يعايشونه في رحلة التشافي بين المستشفيات و العيادات.
وللحديث بالأرقام كشفت رئيسة جمعية الفجر للسرطان عن آخر احصائيات مرضى السرطان بمختلف أنواعه، والتي بلغت في سنة2023ما يصل إلى 2000حالة ،تشمل الأطفال و النساء و كل الفئات . التي لم يعرف أسبابها و لا خلفيتها التي آلت بالاوضاع إلى هذا الحد .
واختتم اللقاء بجلسة شعرية تغنى بها الشعراء بالوطن الأم و بغزة الأبية التي كتب فيها ما يصف مآسي شعبها في ضل تصاعد حدة العدوان و الهجمات المتطرفة للكيان الصهيوني.