117
0
لقاء برلماني لمناقشة المسائل التي تهم المنطقة المتوسطية
في إطار التعاون بين البرلمان الجزائري و الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلس
كشف اليوم الإثنين، صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة، أن الجزائر تستضيف وفود برلمانية لتسليط الضوء على ما تمخض عن التعاون القائم بين البرلمان الجزائري والجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي.
نزيهة سعودي
و في هذا الصدد، قال قوجيل بمناسبة لقاء العمل بين البرلمان الجزائري والوفد البرلماني المشترك للمجموعة الخاصة بالمتوسط والشرق الأوسط ولجنة الديمقراطية والأمن واللجنة الفرعية للمرونة والأمن المدني التابعة للجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي، أن هذا اللقاء يشكل مناسبة تتيح دراسة ومناقشة المسائل التي تهم منطقتنا المتوسطية لاسيما منها التحديات الأمنية وغير الأمنية التي تواجهها، وصياغة رؤية مشتركة من شأنها أن توفر لهذه المنطقة وجوارها الجيوسياسي المباشر حماية أكبر من التداعيات الخطيرة لحالة عدم الاستقرار التي تتخبط فيها.
و أضاف قوجيل أن "ذلك ما يوحي بِوًجُوبْ تَحَرُكنا في منطقتي حوض المتوسط، بهدف تعزيز التنسيق والتعاون في مواجهة التحديات القائمة والمتعددة على غرار التنمية والإرهاب والاجرام المنظم العابر للحدود والتدخلات الخارجية، فضلا عن التحديات الاجتماعية والاقتصادية المشتركة: الطاقة والأمن الغذائي، والتغير المناخي ومسألة الهجرة.
و بالنسبة للعلاقات الدولية أوضح رئيس مجلس الأمة أنه إنطلاقا مما يعيشه العالم اليوم من تقلبات وإختلالات في التوازنات الكبرى للعلاقات الدولية، تتمسك الجزائر بالمبدأ الثابت التي تقوم عليه سياستها الخارجية وهو المساواة في السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتحرص على النأي بنفسها عن التجاذبات الحاصلة بين مختلف الأطراف، وتعمل على إعادة التوازن وتعزيز العمل الدولي المتعدد الأطراف من أجل عالم يسوده التضامن والتعايش السلمي والعدالة واحترام الحقوق.
ضرورة تحديد الإلتزام بالمبادئ التأسيسية لحركة عدم الانحياز
كما استحضر قوجيل ما أكد عليه رئيس الجمهورية في خطابه أمام القمة 19 لحركة عدم الانحياز، إذ أكد خلالها "ضرورة تجديد الالتزام بالمبادىء التأسيسية للحركة، والقائمة على قيم العدالة واحترام الالتزامات الدولية وسيادة الدول وسلامة أراضيـها، وعدم التدخل في شؤونـها الداخلية، وحماية الـمصالح الـمتبادلة وتعزيز الـمنظومة الـمتعددة الأطراف، كركائز أساسية لبلوغ الأهداف، التي سطرها الآباء الـمؤسسون للحركة، الـمنبثقة عن روح ميثاق منظمة الأمم الـمتحدة ومباديء باندونغ، والـمتسقة مع أهداف التنمية الـمستدامة لأفق 2030".
وفي هذا الإطار، ندد بسياسة الكيل بمكيالين، التي تميز حاليا تعامل المجتمع الدولي مع قضايا الشعوب المقهورة، مشيراً أن هذه السياسة ازدادت ممارستها انتشارا وبشاعة، تجاه الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
من جانب آخر، اعتبر قوجيل أن ستبقى بلادي وفية لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، وستضم جهودها مع بقية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لإضفاء فعالية أكبر على الجهود الأممية الرامية لمنع نشوب النزاعات، وحلها عبر السبل السلمية، كما ستواصل بتوجيه وإشراف من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، جهودها ومرافعتها من أجل تمكين هذه الهيئة الدولية الجامعة، من خلال إصلاحها، من تحقيق أهدافها وتجسيد تطلعات الشعوب نحو الأمن والحريات والإنصاف.
القضية الفلسطينية مفتاح رئيسي لاستعادة الأمن و الاستقرار
و شدد في ذات السياق أن معالجة القضية الفلسطينية تظل المفتاح الرئيسي لاستعادة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وذلك من خلال تكريس حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس، طبقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
و أكد في الاخير، دعم الجزائر للطلب الذي تقدمت به دولة فلسطين لنيل العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، ونتطلع إلى استقبالها قريبا بصفتها الدولة الكاملة العضوية، و دعم الجزائر لحق الشعب الصحراوي في إنهاء احتلال أراضيه وممارسة حقه غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير المصير والاستقلال، انطلاقا من مبدئها التاريخي الثابت المناهض للاستعمار، داعيا البرلمانيين في الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي، إلى الدفاع عن التعبير الحر لإرادة الشعوب، من خلال بذل الجهود المطلوبة من أجل تطهير العالم من آفة الاستعمار.