381
0
لعقاب يؤكد أهمية الجهد المعرفي الفكري في ادارة قضية السيادة الرقمية

تماشيا مع رهانات الرقمنة و التكنولوجيا، نظمت جامعة الجزائر 03 صبيحة اليوم الإثنين بفندق الجزائر، ملتقى وطني الأول من نوعه في الجزائر تحت عنوان "السيادة الرقمية للدولة.... سياسات وتجارب مقارنة".
شيماء منصور بوناب
جاء الملتقى بحضور وزير الإتصال محمد لعقاب ونخبة من الإطارات الرسمية وبالتنسيق مع كلية العلوم السياسية و العلاقات الدولية وكذا الوكالة الوطنية لترقية الحضائر التكنولوجية وترقيتها وبمساهمة كرسي الألكسو للإعلام الرقمي والأمن المجتمعي، في إطار تحديد المقاربات والتحديات التكنولوجية وفق ما تمليه التجارب الرقمية للدول.
في كلمته الافتتاحية لأشغال الملتقى، تحدث وزير الإتصال على ثلاثة محاور أساسية متعلقة بأجندة الدولة الجزائرية في مجال السيادة الرقمية التي يتطلب تحقيقها توفر الإمكانيات المادية والوسائل التكنولوجية التي تفرض الفصل بين ما هو منتج محلي وماهو مستورد من الخارج؛ وذلك حسب ما يفرضه الواقع في نقطة التوجه نحو التصنيع بشكل عاجل لضمان مطابقة المحتوى مع الوسيلة باعتبارهما خطان متوزيان يوجهان جهود الدولة باتجاه المواطن في المنحى الذي يساعد على خوض معركة حصانة المواطنين من المعلومات الدخيلة.
وتابع مشيرا لأهمية الجهد المعرفي الفكري في ادارة قضية السيادة الرقمية التي تعد منذ التسعينات محور نقاش عام افتتح على ضوئه في جامعة الجزائر 3 أول تخصص عربي في مجتمع الإعلام والمعلومات استنادا على دراسة التأثيرات السياسية للأنترنت و تداعياتها على الدولة و المجتمع.
من جهته قال مدير جامعة الجزائر 03خالد رواسكي أن انعقاد ملتقى السيادة الرقمية جاء في ضل تفاقم رهانات العصر الرقمي وتداعيات الثورة الرقمية التي تتحكم في كل مظاهر الحياة بما فيها نشاط الدولة وأمنها الذي بات مهدد من طرف برامج رقمية واجهزة الكترونية تخطت في مفهومها السيادة الرقمية التقليدية التي تراعي تكثيف الجهود لمكافحة أخطار المجتمع الافتراضي.
مثمنا بذلك جهود الدولة الجزائرية في مجابهة التهديدات والأخطار الرقمية من خلال حماية الخصوصية الرقمية التي تندرج ضمن توصيات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الرامية لتفعيل بوادر الرقمنة بكل شفافية وكذا سن عدة قوانين في مجال الأمن المعلوماتي تحمي المواطنين ومعلوماتهم .
وفي كلمة له؛ أكد سليمان أعراج عميد كلية العلوم السياسية و العلاقات أن مفهوم السيادة الرقمية بات جزء مهم من النقاش العام خاصة بعد جائحة كورونا التي غيرت الواقع الافتراضي الذي يتخذ من المنصات الإلكترونية منبرا لخطاب الكراهية والدعاية المغرضة والتطرف.
موضحا أن أهمية ربط التطور التكنولوجي بالعنصر البشري في المجال يساعد على بناء وتجسيد استراتجية الدولة في ادارة التحولات الكبرى التي تمس بأمنها و شعبها بإعتبار أن الرهنات ليست تقنية فقط انما أمنية اجتماعية و اقتصادية وسياسية .
منوها في ختام كلمته لأبعاد الحصار المعلوماتي التي تفرضه الشركات المتحكمة في قاعدة البيانات كنوع من الاحتكار والضغط وهو الحال الممارس في قطاع غزة وما يعانيه من تهميش معلوماتي ساتر على الحقائق و الوقائع.
وفي مداخلة للعميد بغلول عبد السلام المدير العام لوكالة أمن الأنظمة المعلوماتية ؛ تطرق لمحور الأمن السبراني في خدمة السيادة الرقمية الوطنية التي تراعي مجابهة التحديات و الرهنات خاصة المتعلق منها بكيفية التحكم بالتكنولوجيا المتقدمة من خلال توفير والحفاظ على المورد البشري المتخصص لحماية الهوية الرقمية شرط ضمان مرونة الانظمة.
مركزا في ذات السياق ؛على أهم معطيات الولوج الرقمي لمختلف المنصات و الملفات الشخصية؛ اذا تحصى الوكالة حسب ما أفاده 3إل 5ملايير في اليوم من الهجومات ضد الحكومات مع تسجيل 4100 انتهاك للبيانات المكشوفة .
وفي ذلك تسعى لمجابهة مختلف التهديدات السيبرانية وفق مخطط استراتيجي يراعي التكوين و التوعية كالتزام أولي مرفق بتقديم المرافقة و المساعدة لمختلف الادارات و الهيئات العمومية و الخاصة من أجل تجسيد استراتجية الأمن المعلوماتي.
على صعيد آخر تضمن برنامج الملتقى مداخلات دولية عن بعد تحدد ماهية العلاقة بين الإقتصاد والسيادة الرقمية من وجهة تحديد التهديدات السيبرانية وفق رؤية استشرافية للتجارب الملخصة في الصين والمملكة العربية السعودية مع مراعاة حقائق الفرص الإلكترونية الممنوحة للدول في إدارتها لمعالم الواقع الافتراضي.