42
0
لا اعتراف يستبدل حقيقة فلسطين

آسيا احمد علي
فلسطين ليست مجرد قضية سياسية ولا ورقة تفاوضية ترمى على طاولة المؤتمرات.
فلسطين وُجدت قبل أن يُكتب التاريخ الحديث، واسمها نقشٌ خالد في ذاكرة البشرية منذ الأزل.
هي الأرض التي مرّت عليها الحضارات، وسجد على ترابها الأنبياء، وارتوت بدماء الشهداء.
من يتوهّم أن الاعتراف بفلسطين هو بداية وجودها، يجهل أن فلسطين موجودة قبل أن يولد الطغاة، وستبقى بعد أن يزولوا.
فالاعتراف الحقيقي هو بقاء الشعب الذي لم ينكسر، وبقاء الهوية التي لم تُمحَ، وبقاء الذاكرة التي لم يقدر العدو أن يطمسها.
فلسطين ليست خطوطًا على خرائط مزوّرة، بل هي وجدان أمة، وهيبة أحرار، وصوت الأرض الذي لا يصمت.
هي التي تعلّم الأجيال أن الظلم مهما طال فإن له نهاية، وأن الطغيان مهما تجبّر فمصيره إلى زوال.
كل محاولة لمحوها تتحول إلى لعنة على الغاصب، وكل جريمة بحقها تُكتب شاهدًا على نهايته.
فمن يجرؤ على تحديها، يجرؤ على مواجهة الأبد، ومن يحاول إسكاتها، يوقظ ملايين الأصوات التي تهتف باسمها ليلًا ونهارًا.
فلسطين هي الرعب الكامن في قلب كل غاصب، وهي الحقيقة التي تلاحقه أينما ذهب، وهي الحلم الذي لا ينام في ضمير كل حر.
فلتكن رسالتنا للعالم واضحة:
فلسطين لا تنتظر اعترافكم… بل أنتم من يحتاج أن يعترف أمامها.
فهي الأرض… وهي الهوية… وهي الأبد.

