36

0

قسنطينة تحتضن ملتقى وطني حول التقويم البيداغوجي في زمن الذكاء الاصطناعي

 

احتضنت المدرسة العليا للأساتذة الكاتبة آسيا جبار بقسنطينة، يومي 5 و6 نوفمبر الجاري، فعاليات الملتقى الوطني حول "مسألة التقويم في عصر الذكاء الاصطناعي"، الذي نظمه مخبر البحث في تكوين أساتذة اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية، بمشاركة نخبة من الأساتذة الباحثين وطلبة الدكتوراه من مختلف الجامعات والمدارس العليا عبر الوطن.

صبرينة دلومي

وأوضح الأستاذ رابح طبجون، مدير المدرسة العليا للأساتذة، أن هذا الملتقى العلمي جاء ليكرّس التبادل الأكاديمي بين الباحثين، ويوفر فضاءً لمناقشة قضية باتت مركزية في الحقل التربوي، وهي تحديث آليات التقويم في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي يشهده العالم، لاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي الذي أصبح يفرض نفسه في مختلف مجالات المعرفة والتعلم.

وأضاف طبجون أن هذا اللقاء يشكّل فرصة للتفكير الجماعي بين المختصين من مختلف التخصصات، من أجل إعادة النظر في أساليب التقويم البيداغوجي بما يتماشى مع متطلبات التعليم العصري، مؤكدا أن المدرسة العليا للأساتذة آسيا جبار تسعى إلى ترسيخ ثقافة الجودة والتميز في التكوين، انسجامًا مع رؤية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الرامية إلى تطوير الأداء التربوي والرفع من مستوى التكوين الجامعي.

وأكد مدير المدرسة أن الدخول الجامعي لهذه السنة يتميز باعتماد نظام تكوين جديد استجابة لتوجيهات وزارة التربية الوطنية الرامية إلى تحسين مستوى الطلبة وتعميق التكوين البيداغوجي، حيث تم تحديد مدة التكوين بخمس سنوات لأساتذة التعليم الابتدائي والمتوسط، وست سنوات لأساتذة التعليم الثانوي، مع الإبقاء على النظام القديم بالنسبة للطلبة القدامى.

وأشار الأستاذ طبجون إلى أن المدرسة شهدت خلال هذه السنة توظيف عدد من خريجي الماستر في اللغة الإنجليزية، بهدف تعزيز التأطير البيداغوجي وتموين مختلف الأطوار التعليمية بأساتذة مختصين في تدريس اللغة الإنجليزية، تماشيا مع توجهات الدولة نحو تعزيز مكانة اللغة الإنجليزية في المنظومة التعليمية الوطنية.

واختتم مدير المدرسة العليا للأساتذة كلمته بالتأكيد على أن السنة الجامعية الجديدة تمثل انطلاقة متجددة نحو التميز الأكاديمي، من خلال الاستثمار في البحث العلمي، وتحفيز الكفاءات الشابة، والعمل المتواصل على تطوير برامج التكوين وفق مقاربة الجودة، بما يخدم المدرسة الجزائرية ويواكب التحولات التكنولوجية والعلمية في العالم.

وفي تصريح إعلامي، أكدت الدكتورة ليلى جويمعة، أستاذة محاضرة ورئيسة فرقة بحث بمخبر تكوين أساتذة اللغة الإنجليزية، أن هذا الملتقى جاء لطرح إشكالية مدى مواكبة أساليب التقويم الحالية لمتغيرات العصر الرقمي، موضحة أن الذكاء الاصطناعي بات يفرض تحديات جديدة على المنظومة التعليمية، سواء من حيث تقييم أداء الطلبة أو من حيث تطوير مهارات الأساتذة في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية.

وشهد الملتقى حضور ما يقارب 120 باحثًا من مختلف ولايات الوطن، قدّموا مداخلات علمية تناولت محاور متعددة تتعلق بالتقويم، البيداغوجيا، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم. وأشارت الدكتورة جويمعة إلى أن النقاش العلمي الذي جمع مختلف الباحثين والطلبة سمح بتبادل الرؤى حول إعادة تعريف مفهوم التقويم البيداغوجي، وضرورة الانتقال من التقييم التقليدي إلى تقييم قائم على الكفاءات والمهارات، خاصة في ظل تطور أدوات الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تسهم في تحسين نوعية التعليم وتخصيصه حسب احتياجات المتعلمين.

وعلى هامش الملتقى، نُظمت ورشات بيداغوجية لفائدة طلبة المدرسة من مختلف الأطوار، تناولت بالتحليل والنقاش كيفية توظيف التقنيات الحديثة في تطوير أساليب التقويم، وخلق بيئة تعليمية أكثر تفاعلاً وابتكارًا.

وفي سياق متصل، شهدت المدرسة العليا للأساتذة الكاتبة آسيا جبار بقسنطينة افتتاح السنة الجامعية 2025–2026 في أجواء احتفالية تزامنت مع اليوم العالمي للمعلم، حيث تم تكريم الأساتذة الذين تمت ترقيتهم إلى رتب أستاذ التعليم العالي، أستاذ محاضر (أ)، وأستاذ محاضر (ب)، إلى جانب تكريم الطلبة المتفوقين من خريجي تخصصات التعليم الابتدائي، المتوسط والثانوي.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services