408
0
قوجيل يؤكد: "التجربة الديمقراطية الجزائرية ازدادت نضجا بنجاح الانتخابات الرئاسية"
افتتحت صباح أمس الأربعاء، أشغال المؤتمر الثاني عشر لرؤساء البرلمانات الإفريقية، والذي ينظمه البرلمان الإفريقي بمقره الدائم في ميدراند بجمهورية جنوب إفريقيا في الفترة من 18 إلى 20 سبتمبر 2024، وذلك بحضور جمهورية زمبابوي ضيفا شرفيا.
بثينة ناصري
ينعقد هذا المؤتمر السنوي تحت شعار: "تعليم إفريقي مناسب للقرن الحادي والعشرين: بناء أنظمة تعليمية مرنة لزيادة الوصول إلى التعلم الشامل مدى الحياة وعالي الجودة والملائم في إفريقيا"، وهو موضوع الاتحاد الإفريقي لعام 2024.
وحسب بيان مجلس الأمة فقد أكد رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل في كلمة ألقاها نيابة عنه ممثله في هذا المؤتمر، السيد محمد رضا أوسهلة، نائب رئيس مجلس الأمة، مكلف بالعلاقات الخارجية، أن الجزائر تدرك تماما دور التعليم الفعال في تكريس النهضة، وتلبية متطلبات الانتقال إلى اقتصاد المعرفة في الجزائر الجديدة التي يرسي دعائمها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
ولفت قوجيل إلى أن هذه الدعائم تأتي من خلال سياسة تربوية تستمد أسسها من أحكام الدستور والنصوص التشريعية والتنظيمية، مشيرا أن الجزائر قد باشرت عديد المبادرات منها اعتماد الكتاب الرقمي وتزويد المدارس الابتدائية باللوحات الالكترونية، وكذا عصرنة الجامعة وإنشاء مدارس للذكاء الاصطناعي، وفتح حاضنات في الجامعات الجزائرية، كل ذلك دون التخلي عن مجانية التعليم في جميع أطواره، والذي يعد أحد المكتسبات الثابتة لاجتماعية الدولة.
أوضح أن سياسات التعليم في الجزائر تسعى إلى بناء أجيال محصنة بالوعي وبالمواطنة والقيم الوطنية النابعة من مبادئ ثورة نوفمبر المجيدة، من أجل حمايتها من التضليل والفتن التي تتفشى في القارة الإفريقية، وتقتات عليها القوى الاستعمارية والجماعات الإرهابية وحركات التطرف، مؤكدا أن الجزائر لا تنفصل عن بعدها الإفريقي الذي يحظى باهتمام خاص من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وذلك من خلال برامج تبادل الخبرات التعليمية مع الدول الإفريقية، وكذا العمل عبر المنظمات القارية وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي والبرلمان الإفريقي على تحسين وضع التعليم وزيادة تمويله والمعالجة الجذرية لأسباب عرقلته، من خلال حل النزاعات بالطرق السلمية ومكافحة الإرهاب والتغير المناخي والفقر والهجرة غير الشرعية، والقضاء على الاستعمار وممارساته الاستبدادية التي تتعمد تجهيل الشعوب مثلما حدث في الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية.
ودعا رئيس مجلس الأمة في خطابه إلى صياغة تحول ديمقراطي حقيقي بخصوصية إفريقية خالصة، واستحضر باعتزاز نجاح الانتخابات الرئاسية التي جرت في السابع من سبتمبر الجاري، وبالتجربة الديمقراطية التي ازدادت نضجا وشكلت مرحلة مفصلية جديدة في الجزائر الجديدة التي يستكمل بناءها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بعد أن حظي بثقة الشعب للمرة الثانية نظير التزامه بوعوده.
كما أكد أن الديمقراطية في الجزائر ليست شعارات وطقوس، بل ممارسات ودروس، واستعداد لرفع التحديات ومواصلة حصد الإنجازات بتلاحم فريد بين الشعب وقيادته وجيشه الشعبي الوطني سليل جيش التحرير الوطني بحق وجدارة، داعيا إلى تكثيف الجهود من أجل إيجاد حلول إفريقية ناجعة لمشاكل إفريقيا، والتكاتف مع الجزائر بوصفها عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، في مسعاها إلى رفع الظلم عنها وإصلاح هذا المجلس لتمكين القارة المظلومة من مقعد دائم في هذه الهيئة.
وفي هذا السياق، دعا رئيس مجلس الأمة، إلى رفع ظلم الأفارقة عن الأفارقة، عبر تخليص الشعب الصحراوي من براثن الاستعمار وتمكينه من حقه في تقرير مصيره، وعبر احترام حق ممثليه الشرعيين في المشاركات الدبلوماسية الدولية كعضو كامل الحقوق في الاتحاد الإفريقي وفي البرلمان الإفريقي، وعدم التشويش بابتذال على مساهماته الفاعلة والمشروعة في برامج التعاون والشراكة، تحضيرا لبناء دولته الحرة المستقلة.
كما دعا إلى الارتقاء بالأداء البرلماني في إطار البرلمان الإفريقي الذي يحيي هذا العام الذكرى العشرين لتأسيسه، والتوقف للتقييم والإصلاح وتجديد العهد مع مبادئه السامية من أجل تفعيل مساهمة البرلمانيين في تجسيد أهداف التنمية المستدامة.
وذكر الحضور بمأساة الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، والإبادة الجماعية التي يتعرض لها من طرف الاحتلال الإسرائيلي المجرم، وما يتبعها من إبادة ممنهجة للنظام التعليمي الفلسطيني، مؤكدا أن استهداف التعليم كان ولا يزال منهج الاستعمار الاستيطاني، وأن التجربة التاريخية للجزائر المنتصرة، قد أثبتت للعالم أن كل السياسات الاستعمارية لا تشكل إلا دافعا للكفاح والتحرر والصمود.