213
0
قبة إسرائيل تنفجر فوق تل أبيب... "فتاح" يفتح باب السقوط الصاروخي والذعر الصهيوني

**
.jpg)
بقلم: ضياء الدين سعداوي
في واحدة من أكثر اللحظات إحراجًا وهشاشة في تاريخ "القبة الحديدية" ومنظومات الدفاع الصاروخي الصهيوني، دوّى انفجار جديد الليلة الماضية فوق تل أبيب، لم يكن الإنفجار ناتجًا عن ضربة معادية، بل من صاروخ "آرو" اعتراضي انفجر فور انطلاقه، للمرة الثالثة خلال أقل من 72 ساعة، ومع كل انفجار مماثل، تنفجر معه صورة "التفوّق الإسرائيلي" الذي طالما روّج له إعلام الإحتلال في الداخل والخارج.
لكن هذه المرة، أتى الإنهيار بالتزامن مع بيان شديد اللهجة من الحرس الثوري الإيراني، الذي تبنّى الهجوم، مؤكداً أن "صواريخ فتاح" هي من اخترقت السماء الإسرائيلية، في الموجة الحادية عشرة من عملية "الوعد الصادق 3"، وأن هذه الموجة ليست سوى بداية "نهاية أسطورة الدفاع الجوي الإسرائيلي".
**صاروخ ينفجر في السماء... ونظام كامل ينهار تحت الأقدام**
المشهد ليس خيالًا سينمائيًا، صاروخ "آرو"، المُصمم لإعتراض الصواريخ الباليستية، ينفجر فوق المناطق السكنية في وسط الكيان الصهيوني، مُخلّفًا شظايا وموجة رعب اجتاحت الشارع الإسرائيلي، بينما اشتعلت الحرائق في أكثر من موقع داخل تل أبيب، من بينها مركز لتجميع السيارات احترقت فيه عشرات المركبات.
إلى جانب ذلك، تؤكد المشاهد المصورة غياب تام لأي انفجارات جوية ناتجة عن التصدي للصواريخ، وهو ما يشير إلى فشل مطلق في اعتراض الصواريخ الإيرانية ، هذا الغياب فضح حقيقة المنظومات التي كانت تتفاخر بها إسرائيل وتُسوّقها للعالم تحت مسمى "القبة الحديدية"، و"مقلاع داوود"، و"آرو" بأنواعه.
*"فتاح" يفتح بوابة الرعب في تل أبيب**
البيان الإيراني الصادر عن الحرس الثوري لم يكن عابرًا، بل مدروسًا ومشحونًا بالرمزية والدقة العسكرية ، استخدام صواريخ "فتاح" – وهي صواريخ تفوق سرعة الصوت ومناورة – يعني أن إيران أرادت اختبار أقصى درجات التحدي، بإطلاق ذخائر لا تتيح وقتًا للمنظومات الإعتراضية حتى لتحديد مسارها.
وقد جاء في البيان أن "صواريخ فتاح القوية والمناورة، اخترقت الدرع الصاروخي للعدو، وزلزلت مرارًا ملاجئ الجبناء الصهاينة"، وهي رسالة تتجاوز بُعدها العسكري، إلى البعد النفسي والسياسي، إذ تُحيل مباشرة إلى زعزعة الداخل الإسرائيلي وتفكيك أسطورة الردع، في وقت لم تتوقف فيه تهديدات تل أبيب بشن ضربات على إيران وحلفائها.
**حين تشتعل تل أبيب و يصمت الدرع**
على الأرض، شهدت الليلة نفسها **سقوط 30 صاروخًا إيرانيًا من طراز "فتاح" على دفعتين** خلال 20 دقيقة فقط، وسط تل أبيب ومحيطها، مسببة حرائق في خمس نقاط على الأقل، وفقًا للقناة 12 العبرية. لم تُسمع صافرات الإنذار بشكل فعال، ولم تُشاهد عمليات اعتراض ناجحة، ما عزّز من حالة الذهول والهلع في الشارع الصهيوني.
والأهم من ذلك أن هذه الصواريخ لم تكن عشوائية أو من طراز تقليدي، بل تنتمي إلى الجيل الأول من الصواريخ الفرط صوتية الإيرانية **فتاح**، التي أعلن عنها الحرس الثوري رسميًا، ووصفتها تقارير استخباراتية غربية بأنها **كابوس الدفاعات الجوية**.
**ما هو "فتاح"؟*
"فتاح" هو صاروخ إيراني من فئة **الصواريخ الفرط صوتية (Hypersonic)**، يتمتع بقدرات فريدة : * **سرعة تفوق 13 ماخ (13 ضعف سرعة الصوت)**، أي ما يعادل أو أكثر من 15,000 كم/س . و له * **قدرة مناورة عالية داخل وخارج الغلاف الجوي**، ما يمنحه القدرة على تغيير المسار خلال التحليق، وتجنّب أنظمة الرادار والدفاع الجوي. يملك * **رأس حربي دقيق الإصابة**، مزوّد بنظام توجيه متطور يتيح له إصابة الأهداف بنسبة خطأ منخفضة جدًا. فهو * **مُصمّم خصيصًا لإختراق الدفاعات الصاروخية المتقدمة**، مثل "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود" و"آرو".
إستخدام هذا النوع من الصواريخ يُعتبر بمثابة إعلان استراتيجي بأن الردع الإيراني لم يعد قائمًا على الكم، بل على نوعية السلاح ودقته وسرعته، في مواجهة أنظمة يفتخر بها الغرب ويعتمد عليها الكيان الصهيوني لحماية عمقه.
**تآكل الردع... وتفوق إيران في حرب الأعصاب**
الرسائل التي بثّها الحرس الثوري الإيراني في بيانه الأخير لا تترك مجالًا للبس ، **إيران باتت تفرض سيطرة جوية جزئية على أجواء الكيان،** أو على الأقل، أصبحت قادرة على اختراقها متى شاءت ، في حين أصبح **سكان إسرائيل "مكشوفو الظهر"،** بحسب تعبير البيان، وهي عبارة تحمل دلالة نفسية خطيرة تتجاوز المعنى الحرفي، وتشير إلى انهيار الشعور بالأمان في الجبهة الداخلية ، كم أن **حليف تل أبيب "المهووس بالحرب"،** في إشارة مباشرة إلى واشنطن، بات أيضًا في مرمى الرسائل الإيرانية، وهو ما يؤشر إلى توسيع إطار التحدي.
**نحو معادلة ردع جديدة في الشرق الأوسط**
في الماضي، كانت تل أبيب تقصف عواصم العرب دون أن يجرؤ أحد على الرد. أما اليوم، فإن صواريخ "فتاح" تُحلّق فوق سماء فلسطين المحتلة وتضرب أهدافها بدقة دون أن يُفلح نظام دفاعي بمليارات الدولارات في صدّها. هذا التحول الجذري، يعني أن معادلة الردع في الشرق الأوسط على وشك الإنقلاب.
لم تعد إسرائيل تملك "اليد العليا"، بل تُجبر على الترقب، والتعامل بردود أفعال، دون ضمانة لنتائجها ،الأسئلة التي تُطرح اليوم في الداخل الإسرائيلي لم تعد "متى نضرب؟" بل أصبحت "هل نستطيع أن نحمي أنفسنا؟"
**إسرائيل تشتعل، و"القبة" تنكسر تحت صواريخ الوعد**
ما يجري اليوم هو أكثر من جولة صاروخية. إنها حرب إرادات ومعارك نفسية تُخاض على ارتفاعات شاهقة من الرمزية ،القبة التي رُفعت كرمز للقوة الإسرائيلية، تنفجر الآن فوق رؤوس الإسرائيليين، بينما تقف القيادة السياسية والعسكرية عاجزة أمام صواريخ تُمطر سماءهم في منتصف الليل، كالوعد الصادق ، تمامًا كما أطلقت على تسميته طهران.