213

0

قافلة الصمود لكسر الصمت قبل الحصار

 

بقلم: سامية  بن يحي

 

قيل أن العبور إلى غزة يجب أن يتم على جثث الأنظمة، وقيل أيضا أن كلمة الشعوب تم وأدها تحت نعال الاستبداد والليبرالية المزيفة، وقيل أينما توقفت القافلة تلك هي حدود إسرائيل، فهل ستثبت قافلة الصمود هذه الحقيقة أم ستفندها إلى غير رجعة؟

مهما قيل عن قافلة الصمود ووصفها بكل الأوصاف التي تنم عن قذارة التفكير البشري الذي يحاول هدم ما تبقى من انسانية تحت مسميات ومفاهيم لا تناسب المهووسين بالسلطة والقيادة المذلة للشعوب، يكفي أنها انبثقت من عالم تعفنت قيمه الأخلاقية والإنسانية والديمقراطية لأجل إرضاء شيطان العالم اسرائيل وأمريكا.

فمن حق الشعوب قول كلمتها والانتفاضة ضد كل هذا العار الذي لحق بعصر التكنولوجيا المزعوم والذي وثق كل مشاهد التوحش الانساني في أفضع صوره منذ الحربين العالميتين، إنه عالم أصيب بالعجز رغم هذا الزخم من القوانين والمنظمات والمجتمع المدني الغربي والعربي والإسلامي.

رغم التأكيد بأن القافلة "عمل رمزي" وليست محملة بمساعدات؛ وتهدف إلى الوصول إلى معبر رفح الحدودي المغلق إلى حد كبير منذ العام الماضي، وهو ما عبرت عنه منظمات المجتمع المدني التونسية والجزائرية، التي تقف وراء القافلة إنها تهدف إلى المطالبة "بالرفع الفوري للحصار الجائر على قطاع غزة".

 كما بينت أن الحكومات العربية لم تبذل جهدًا كافيًا لإنهاء الحرب التي استمرت 20 شهرًا بين إسرائيل وحماس وهذا الهدف الذي أكد عليه يحيى صاري، أحد منظمي القافلة الجزائريين، "هذه القافلة تخاطب أهلنا في غزة مباشرةً وتقول: لستم بمفردكم، نشارككم ألمكم ومعاناتكم".

وإن لم يتحقق هذا الهدف لأن الأغلب بل هي الحقيقة المنطقية بعيدا عن العاطفة التي نجزم بها أن مصر لن تسمح بدخول هذه القافلة، وهنا نفتح قوسا لسنا متحاملين ضد دولة مصر وسيادتها ولا نزايد على شعبها، مع ذلك فإن مصر أمام لحظة تاريخية قد تُخَلِّدُ  لها ولدول الطوق موقفا حاسما من جهة يتوافق وموقف شعوب المنطقة وعلى الطرف الآخر يمنح دعما انسانيا وأخويا لشعب غزة.

 لذا لا يُتَوَقَّعُ السماح للقافلة بدخول غزة دخولا مباشرا لكن على الأقل السماح بالاحتجاج عند معبر رفح وعلينا دحض كل المزايدات والإدعاءات التي تُلبِسُ قافلة الصمود عباءة  الحزبية أو المؤامرة على مصر أو أيا كانت الصفة.

الأهم من ذلك، فإن القافلة  تحمل رسالة تضامن مع غزة، ورسالة تحدٍّ وإصرار على مواصلة الجهود الشعبية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة ومن جهة تأكيدًا على حق الفلسطينيين في الحصول على المساعدات ومواد الإغاثة -التي تم منعها خلال حرب الإبادة التي تشنّها دولة الاحتلال الإسرائيلي على غزة-  لكسر حملة التجويع.

مكاسب استراتيجية مهمة لقافلة الصمود تجسدها على أرض الواقع

أولا: السعي لفرض موقف شعبي مؤثر يرفض الإبادة الجماعية.

ثانيا: الضغط على المجتمع الدولي ودول الطوق لإدخال المساعدات الإغاثية الانسانية.

ثالثا: التأثير على الأنظمة لبذل مواقف أكثر ايجابية من أجل وقف الحرب على القطاع خاصة الدول التي تعتبر شريكة في هذه الحرب، من خلال صمتها وتقديمها للاحتلال كل أشكال الدعم العسكري والسياسي والاستخباراتي.

رابعا:  التأكيد على أن موقف الشعوب لا يعبر دائما عن إرادة أنظمتها خاصة اذا كانت ضد القيم الانسانية ومتفرجة على جرائم الكيان الصهيوني أمام تحالف دول غربية مقيت ضد شعب غزة.

خامسا: دعم المسيرة العالمية من أجل غزة ووقف حرب الإبادة.

سادسا: الضغط على المنظمات الانسانية والدولية لضرورة تحمل مسؤولياتها الانسانية ولا تتعامل بمنطق ازدواجية المعايير وهو ما يتناقض مع القوانين الدولية والأخلاق والقيم المباديء التي تأسست عليها هذه المنظمات.

سابعا: إعلاء صوت الحق الإنساني والشرعي لكل الشعوب في أن تعيش حرة على أراضيها ورفض كل أشكال الهيمنة والاحتلال بحجة المصالح وإعادة تشكيل الشرق الأوسط واتخاذ الإبادة والتجويع سلاحًا لتحقيق أجندة أمريكا وإسرائيل.

ثامنا: المساهمة في تشكيل الوعي الشعبي وتعزيز دوره كفاعل من فواعل تشكيل الرأي العالمي.

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services