734
0
قعدة و عادة... جلسات شعبية تعزز الهوية الوطنية و تحفظ العادات والتقاليد العاصمية

في مسعى الحفاظ على العادات و التقاليد الجزائرية الخاصة بالقصبة العريقة ، احتضن متحف خداوج العمياء أمسية اليوم الخميس فعاليات اللقاء الثقافي التراثي من تنظيم الشاعرة و الباحثة في التراث تاج لريام تحت شعار "عرس القاعة" ؛ قصد احياء الجلسات العاصمية الجزائرية و الترويج لها من منظور ثقافي يعزز الهوية و يحفظ الذاكرة.
شيماء منصور بوناب
تحت مسمى عرس القاعة تحدثت الباحثة تاج لريام عن زخم هذا الإرث الثقافي الوطني الذي كان معهود عند أبناء القصبة انطلاقا من العادات الإحتفالية عند المرأة الجزائرية البسيطة التي تتخذ من عرس القاعة فرصتها لإسترجاع ما قدمته في أفراح عائلتها و أقربائها من خلال تنظيم جلسات شعبية تتغنى بما يسمى المسامعية و الآلية تتداول فيه النساء على إلقاء البوقالات و الأحاديث الشعرية التقليدية.
منوهة في ذات الصرح إلى من تحضر لعرس القاعة تكون محرومة من زفة أو طهارة أحد أبنائها،فتتخذ من ذلك سبيل لمعرفة أحبابها و من يساندها عبر تجريد ما يقدم لها من مال أو ما يطلق عليه بالتاوسة كمصطلح شعبي متداول تعرف من خلاله من لا زال في عهد قربتها ومن أراد قطع الصلة.
من جهتها قدمت الصحفية ياسمين جنوحات لمحة تاريخية عن متحف خداوج العمياء الذي يعود لسنة 1570 خاص بالأميرة خديجة خزناجي؛مشيرة إلى أنه قد تم تصنيفه معلما تاريخيا منذ1887 باعتباره أيقونة من أيقونات المحروسة التي اصبحت تضم اليوم المتحف الوطني للفنون و التقاليد الشعبية.
على صعيد آخر قدمت الكاتبة فتيحة بن رحماني عرض مختصر لإنجازاتها الفكرية المتعلقة بأطفال التربية الخاصة منوهة بذلك لتجربتها مع طفلها من عالم الهمم العالية الذي كان دافعها للكتابة التي تركز فيها على سبل التعامل مع الأطفال منذ سن الطفولة إلى غاية المراهقة.
على هامش اللقاء الثقافي ألقت الشاعرة تاج لريام قصديتها تحت عنوان "دار العز" التي تروي من خلالها ما عاشته رفقة عائلتها في الصغر من القصبة العتيقة ، لترافقها بذلك السيدة لالة عواوش ببعض الأمثال الشعبية و البوقالات التي تحاكي واقع التراث الجزائري . ليتواصل بعدها الإحتفال تحت شعار "فرحة وزهوة" بموسيقى شعبية تعود لزمن التراث.
اختتم اللقاء برسالة وعي قدمها الدكتور عبد الله طمين الناطق الرسمي لشبكة سفراء السلام في العالم إلى جيل اليوم من الشباب للحفاظ و الإعتزاز بالإرث الوطني الجزائري الذي أصبح حسب ما أفاده في اندثار و اهمال نتيجة تغير المعتقدات و الذهنيات التي حولت اهتمامات الشباب نحو الرقمنة والتكنولوجيا دون الإلتفات للعادات و التقاليد.