179
0
حركة البناء الوطني: من يقف وراء توتير علاقات الجزائر بجوارها الجنوبي مع دولة مالي ؟

أكدت حركة البناء الوطني، في بيان لها اليوم الإثنين، أنها باهتمام بالغ بعض البيانات والتصريحات والتصرفات التصعيدية الصادرة عن بعض الشخصيات في حكومات بعض دول الساحل والتي كان آخرها محاولة تحوير وتزوير الوقائع المرتبطة بإسقاط الدفاع الجوي الجزائري لطائرة مجهولة الهوية مسيرة بدون طيار اخترقت المجال الجوي الجزائري.
كريمة بندو
وأوضح ذات المصدر، إن الحركة تعبّر في البداية عن دعمنا المطلق والكامل لموقف الدولة الجزائرية السيادي بخصوص حماية أمنها القومي والدفاع عن سيادتها بكل الوسائل المشروعة، فإننا نشجب بكل عبارات الشجب و الاستنكار ما ورد من مواقف في البيان الذي وقعه جنرال سلطة الأمر الواقع بجمهورية مالي، والذي حرّض فيه حكومات في دول افريقية شقيقة ضد الجزائر محاولا تشويه صورة الجزائر الناصعة ومكانتها المرموقة في مكافحة الارهاب ودعم السلم والأمن الدوليين وفي المنطقة.
كما كشفت حركة البناء الوطني أنها تدرك جيدا بأن التثمين الدولي الأخير الذي حظيت به المقاربة الجزائرية في مكافحة الارهاب قد أغاض بعض الانظمة الاقليمية التي حرّكت بياذقها في الساحل لمحاولة تحوير الحقائق المرتبطة بتدمير الطائرة المُسيّرة والزعمة بأنها كانت في مهمة لملاحقة جماعة ارهابية كانت تُخطط لأعمال إرهابية.
وقالت الحركة "نعم إن مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة مهام شريفة ومسؤوليات عظيمة ولكن شرف مهمتها لا يناله و لا يضطلع به إلا الدول والكيانات والشخصيات التي لها ايمان عميق بالقيم الانسانية و الارادة الصادقة في الاسهام في تعزيز السلام والأمن الدوليين".
واضافت "يدرك الأشقاء في كل من مالي والنيجر وبوركينا فسو بأن الجزائر لطالما وقفت إلى جانبهم وجانب كل شعوب الافريقية، ولن ينسى في هذا الصدد الشعب المالي الشقيق كم بذلت الجزائر لاحتضان الحوار المالي_المالي، وكيف ساهمت بصدق في إحلال الأمن والاستقرار و دعم التنمية بالمنطقة دون أي أجندات ولا مصالح ضيقة."
وأوضحت الحركة، "إننا في حركة البناء الوطني نعتبر بأن خطوة الاستدعاء الأخير لسفراء الدول الثلاث المعتمدين في الجزائر للتشاور هي خطوة متسرعة جدا و لا تخدم أبدا منطق التهدئة ولا تنسجم مع الروح الإفريقية التي تنتهجها الجزائر في علاقاتها مع جوارها وتعد تصعيدا غير مسؤول و لا يتناسب مع حجم الواقعة المرتبطة بإسقاط الدفاع الجوي الجزائري لطائرة بدون ركاب مسيّرة ومجهولة الهوية اخترقت فعليا مجالنا الجوي".
ولتلافي التصعيد دعت حركة البناء الوطني الأشقاء في مالي والنيجر وبوركينا فاسو إلى تغليب لغة الحوار والاحتكام إلى القنوات الدبلوماسية الهادئة بدلا من الانسياق وراء ردود الأفعال غير محسوبة العواقب.
كما أكدت بأن الجزائر شعبا وحكومة لن تسمح في كل الظروف لأي جهة كانت – صديقة أو شقيقة – بانتهاك حرمة حدودها البرية أو الجوية أو البحرية تحت أي مبرر أو ذريعة.
وتساءلت الحركة "بكل براءة" حسب وصفها، عن من يقف وراء توتير علاقات الجزائر بجوارها الجنوبي مع دولة مالي، ولمصلحة من هذا التوتير الذي يتزامن مع بداية حلحلة الجزائر لعلاقاتها التوتير مع جوارها الشمالي مع فرنسا، و في نفس اليوم تبدأ أزمة جديدة في الجنوب .
وقالت الحركة، أنه رغم حساسية الوضع و تأزم الجوار و الإقليم و الضغوطات الغير مبررة ، فإننا في حركة البناء الوطني على يقين و ثقة بأن الجزائر ستنتصر على كل التحديات وسوف تتجاوز كل هذه الأزمات و وستعالج الأمور بحكمة و بصيرة و روية بما يفوت الفرصة على أعداء الجزائر وأعداء افريقيا، اولئك الذين لن يهدأ لهم بال حتى يروا قارتنا الافريقية متقاتلة و متشرذمة و مهمشة.
في الختام، أكدت الحركة لأشقائنا بأن الجزائر ستظل هي الحصن الحصين والسند المتين للشعوب الإفريقية التواقة إلى السلم والتنمية ولكن دون أن يكون ذلك على حساب كرامة الدولة الجزائرية ولا سيادتها.