في خطوة تعكس تزايد الوعي الصحي وتنامي ثقافة الوقاية داخل المؤسسات العمومية، أطلق الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأُجراء بولاية المنيعة حملة وطنية للكشف المبكر عن سرطان البروستات، وذلك ضمن المخطط السنوي لسنة 2025، وبالتزامن مع فعاليات نوفمبر الأزرق المخصص للتوعية بهذا المرض الذي يُعد من بين أكثر الأورام انتشاراً لدى الرجال.

الهوصاوي لحسن

الحملة، التي امتدت من 17 إلى 19 نوفمبر، لم تقتصر على نشاط ظرفي محدود، بل جاءت ضمن رؤية شاملة تستهدف تعزيز الوقاية الصحية وسط فئة المؤمن لهم اجتماعياً. وقد تبنّى الصندوق مقاربة متعددة الجوانب، شملت بثّ مضامين توعوية عبر وسائل الإعلام السمعية البصرية والمكتوبة والرقمية، مع إطلاق فضاءات إعلامية داخل هياكله يشرف عليها أطباء مختصون وأعوان خلايا الإصغاء، لضمان تقديم إرشادات دقيقة حول المرض وطرق الوقاية منه.

ولم يتوقف نطاق الحملة عند المقرّات الإدارية؛ إذ حرصت المديرية الولائية على توسيع العملية إلى الفضاء العام من خلال الشباك الجواري المتنقل الذي يجوب الإدارات والمستشفيات والمؤسسات الاقتصادية، في مسعى لتقريب الخدمة من العمال والمواطنين، وتعميم ثقافة الكشف المبكر. كما تم توزيع مطويات ودعائم إعلامية تحمل شروحات مبسطة حول الأعراض، عوامل الخطر، وأهمية الفحص الدوري بعد سنّ الخمسين.

 

وفي تصريحها، أكدت بوسعيد سميرة، الطبيبة المستشارة لدى الصندوق، أنّ الكشف المبكر يظل “الحل الأكثر نجاعة لتقليل المخاطر الصحية وضمان علاج فعال قبل استفحال المرض”، مشددة على ضرورة تجاوز الحرج الاجتماعي الذي يمنع الكثير من الرجال من إجراء الفحوص الوقائية.

 

من جهته، شدّد بوخاري عبد الحليم، مدير الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية بالمنيعة، على أنّ هذه الحملة “تندرج ضمن استراتيجية وطنية تهدف إلى الانتقال من الطب العلاجي إلى الطب الوقائي، وتقليص العبء المالي والاجتماعي للأمراض غير المتنقلة”، مؤكداً أن الوكالة تعمل على ترسيخ ثقافة صحية متجددة لدى المؤمن لهم اجتماعياً.

 

أما طالب أحمد سيد علي مسؤول خلية الاصغاء الاعلام والاتصال، فثمّن تفاعل العمال والمواطنين مع المبادرة، معتبرًا أن "نوفمبر الأزرق أصبح موعداً صحياً ثابتاً يعزز وعي الرجال بأهمية الفحص الدوري"، ومشيراً إلى أنّ الحملة حققت انتشاراً واسعاً بفضل التنسيق مع مختلف الفاعلين المحليين.

وتأتي هذه الجهود في إطار التوجه الوطني لتعزيز الوقاية من الأمراض غير المتنقلة، لا سيما الأورام السرطانية، في ظل تزايد المؤشرات الصحية التي تظهر أهمية الكشف المبكر في رفع نسب الشفاء وتقليل تكلفة التكفل الطبي.

بهذه المقاربة الوقائية، تؤكد المنيعة انخراطها في الحملة الوطنية للأمن الصحي، وتبرز دور الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية باعتباره فاعلاً أساسياً في تعزيز الوعي الصحي وترقية الخدمة العمومية.