91
0
حماية الناشئة على الطريق: المنيعة تطلق الموسم الدراسي بحملة وطنية للسلامة المرورية
المدرسة كقاعدة لترسيخ الثقافة المرورية ومواجهة حرب الطرقات

افتتحت ولاية المنيعة، مع انطلاق الموسم الدراسي 2025/2026، برنامجا وطنيا واسعا للسلامة المرورية يهدف إلى حماية التلاميذ من مخاطر الطريق.
الهوصاوي لحسن
تأتي هذه المبادرة تنفيذا لتعليمات المندوبية الوطنية للأمن في الطرق وتحت إشراف والي الولاية، وتحمل شعار: "ضاعف الحذر… الطفل لا يدرك الخطر”"، ما يعكس التزاما واضحا من مختلف الهيئات الرسمية والمجتمع المدني لترسيخ ثقافة مرورية مسؤولة داخل الوسط المدرسي.
شراكة متعددة الأطراف… المدرسة في قلب الجهد الوطني

احتضنت المدرسة الابتدائية "الشهيد بضياف محمد" الانطلاقة الرسمية للبرنامج، بحضور رسمي واسع تقدمه مدير التقنين والشؤون العامة، حملاوي يعقوب، نيابة عن والي الولاية بن مالك مختار. وفي كلمته، أكد أن "حماية التلميذ مسؤولية وطنية تتطلب تكاتف كل القطاعات الرسمية والمجتمع المدني"، مشيدًا بجهود الشرطة، والدرك الوطني، والحماية المدنية في هذا المسعى.
وشهدت الفعالية حضور ممثلين عن مديرية التربية، مديرية النشاط الاجتماعي، مديري مدارس تعليم السياقة، إلى جانب الكشافة الإسلامية الجزائرية، والهلال الأحمر الجزائري، والمكتب الولائي للاتحاد الوطني للسلامة المرورية للأمن والمواطنة، ووسائل الإعلام.
ويعكس هذا الحضور المتنوع قناعة راسخة بأن مكافحة "حرب الطرقات" لا تتحقق إلا عبر استراتيجية شاملة تجمع بين الأبعاد الأمنية، البيداغوجية، والتوعوية.
من النظرية إلى الممارسة… المحاكاة الميدانية كوسيلة للتربية المرورية
في بعد عملي وملموس، خصصت الحملة فضاء تربويا ميدانيا داخل المدرسة لتعليم الأطفال كيفية العبور الآمن للطريق، عبر حضيرة سيارات بيداغوجية ومحاكاة مباشرة أشرفت عليها عناصر الشرطة والمندوبية الوطنية للأمن في الطرق.

وفي مداخلة له، شدد ممثل الشرطة على أن "التربية المرورية في المدرسة استثمار طويل الأمد في أجيال المستقبل".

فيما أضاف ممثل الدرك الوطني أن "الجانب الأمني لا ينفصل عن الجانب التوعوي، فالمراقبة يجب أن تسبقها تربية مرورية تترسخ في السلوك اليومي للتلميذ".
ولتعزيز الأثر، تم توزيع مطويات ودعائم بصرية، إلى جانب تكريم التلاميذ الأوائل في مسابقات سابقة، ربطا بين التشجيع التربوي والتكوين الوقائي.
المجتمع المدني… رافعة للوعي ومواطنة مسؤولة
برز الدور المدني بشكل قوي، حيث أكدت مريم فهدي، رئيسة المكتب الولائي للاتحاد الوطني للسلامة المرورية للأمن والمواطنة، أن "المجتمع المدني مكمل أساسي للجهود الرسمية عبر المبادرات التطوعية ونشر قيم المواطنة”".
ودعت الأولياء إلى تعزيز التربية المرورية في المنزل، حتى تتحول المدرسة والأسرة معا إلى خط دفاع أول ضد الحوادث.
نحو استراتيجية وطنية مستدامة
لم تكن الحملة التحسيسية في المنيعة مجرد نشاط ظرفي يرافق الدخول المدرسي، بل هي جزء من مخطط وطني مستدام يضع الطفل في قلب المعادلة. وكما أكد المندوب الولائي للأمن في الطرق، فإن "السلامة المرورية مسؤولية جماعية لا تقبل التجزئة، تبدأ من وعي الطفل وتستمر مع التزام الأسرة والسلطات"
وبهذا تعكس المنيعة صورة واضحة للجهد الوطني المبذولمن المدرسة كنقطة انطلاق، إلى الشراكة الأمنية والمدنية كآلية، وصولا إلى حماية التلميذ كهدف استراتيجي. إنها مقاربة تجعل من السلامة المرورية واجبا وطنيا قبل أن تكون مهنة أو وظيفة، في سبيل حماية أجيال المستقبل وضمان حقهم في التعلم بأمان.
وفي تصريح لحملاوي يعقوب، مدير التقنين والشؤون العامة بولاية المنيعة، قال إن الحملة "تجسد إرادة الدولة في جعل المدرسة منطلقا لترسيخ ثقافة السلامة المرورية "، مضيفا أن "تأمين أطفالنا مسؤولية وطنية مشتركة تتطلب تنسيقا مستمرا بين مختلف الأجهزة الأمنية، التربوية، والمجتمع المدني".
وأشار إلى أن "المجهود المبذول اليوم لا ينبغي أن يختزل في مناسبة ظرفية، بل يجب أن يتحول إلى برنامج دائم ومستدام"، مؤكدا أن "الطفل هو ثروة الوطن ورهانه المستقبلي، وحمايته من حوادث الطريق مسؤولية جماعية قبل أن تكون مسؤولية قطاع بعينه".

