نظم المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، اليوم الأحد، وقفة احتجاجية وطنية جمعت عدد من الأئمة والمرشدين والمرشدات من كل نواحي الوطن، بسبب رفضهم لمضامين القانون الأساسي الذي صدر مؤخرا، وهذا بعنوان "كرامة الامام من كرامة الأمة".

بثينة ناصري

وأجمع الحضور على أن هذه الندوة الاحتجاجية تعتبر امتحان رسالي وندوة تاريخية مفصلية في قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، مؤكدين أنها ستنقل القطاع من عهد قديم إلى عهد جديد، من خلال إعادة فتح ملف القانون بحيث سيتم رفع الانشغالات التي ستخرج بها هذه الندوة إلى الوزارة بهدف إعادة النظر فيه وفي مختلف قوانينه.

كما عبروا عن عدم رضاهم بالوضع السائد، مشيرين إلى أن هذا التوافد دليل قوي لتوحيد الصف بالرغم من إختلاف المناصب، والذي يعكس  روح التضامن خدمة للدين والوطن.

وكشف الأئمة عن أن الوزارة وعدت بمرافقتهم إلى أن يحققوا مطالبهم، باعتبار أن هذا القانون الأساسي سيحدث خللا في القطاع وسيؤدي إلى فتنة بين المتعاونين لخدمة المسجد.

وفي تصريح خص به جريدة "بركة نيوز" أوضح جمال غول رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة في قطاع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، أن الحضور القوي الذي شهدته هذه الندوة الوطنية من جميع ولايات الوطن يهدف إلى تبليغ الرسالة للجهات المختصة، مشددا على ضرورة تعميم التعديل على الجميع، وتحسين أوضاع خدام القطاع بما يجعل القيمة الاجتماعية قيمة مضافة.

وأكد أن القانون الذي صدر مؤخرا فيه عيوب وتناقضات واختلالات لابد من إعادة النظر فيها ومراجعتها، في حين أنه لا يمس إلا فئه واحدة فقط عن باقي الفئات، مشيرا إلى أنه لم يشمل أية زيادات لا في المنح ولا في الترقيات .

وأشار ذات المتحدث إلى أن الحضور الكبير يعبر عن مساعي خدام هذا القطاع في معالجة هذا القانون، باعتباره ليس بالمطلب المستحيل، مبرزا إلى جملة من مطالبهم المتمثلة في إعادة النظر في المنح المقدمة لخدام المساجد وهذا بالنظر إلى تراجع القدرة الشرائية، بالإضافة إلى بعض المنح التي حرمنا منها ويجب المطالبة بارجاعها.

ضرورة حصول خادمات المساجد على حقوقهن

ومن جهتها أگدت زوليخة مغراوي مفتش التوجيه الديني لولاية البليدة، أن هذا القانون شمل سلك الامام فقط، وهذا بالنظر إلى تعدد الاسلاك التي يشهدها قطاع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف من معلم للقرآن،و المؤذن  والقائم بالامامة والمرشدات وغيرها، وبهذا فإن هذا يعد اجحاف بحق الاطراف الاخرى.

وتابعت حديثها أن "هذه الوقفة كانت من المفروض أن تكون وقفة احتجاجية ولكن مع تدخل النقابة مع الوزير ارتات أن تكون في مكان مغلق حفاظا على أمن الوطن، فالهدف منها لا يتغير وهو إعادة النظر في هذا القانون وصياغة مختلف مضامينه".

وذكرت ذات المتحدثة عن مثال بسيط على هذه النقائص التي تضمنها هذا القانون في رتبه معلم القرآن المتضمنة "معلمة القرآن يرقى ومعلمة القرآن لا ترقى" متناسين بذلك عما تقدمه المرشدات وكل الاخوات من مجهودات في تربية الجيل الصاعد على أسس وقيم ديننا الحنيف.

وفي ذات السياق عبرت المرشدة يماني سعيدة من ولاية بومرداس عن ما تواجهه المرشدات من صعوبات وضغوطات التي تعرقل عملها النبيل في تربية جيل المستقبل، مبرزة أن هذا الالتفاف سيكون سانحة مهمة لارجاع مكانة وهيبة المرشدة على مستوى القطاع.