2183

1

" جنرال " ميلة المجاهد القائد السعيد بوجعدار ، في ذمة الله

سيرة و مسيرة !!

 

مصطفى محمد حابس : جينيف / سويسرا

 

قال سبحانه و تعالى :

﴿ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)﴾ - صدق الله العظيم.

ببالغ الحزن وكامل الرضا بقضاء الله وقدره، تلقينا نهار يوم الثلاثاء 18 رمضان 1446 هـ الموافق لـ 18 مارس2025، نبأ وفاة مجاهد الثورة الحاج السعيد بوجعدار، عن عمر ناهز 94 سنة، بعد مرض عضال ألزمه في السنوات الأخيرة، حيث فاضت روحه بالمستشفى العمومي بمدينة ميلة بالشرق الجزائري.

المجاهد القائد الحاج السعيد بوجعدار، من مجاهدي الثورة المباركة (1954-1962) ومن رموزها في منطقة القرارم ولاية ميلة بالشرق الجزائري، وكان يكنى أيامها في المنطقة، الى اليوم بـــ : "الجنرال".

إذ يعد المجاهد السعيد بوجعدار، أحد صناع تاريخ الثورة المباركة في منطقة القرارم قوقة و قد وري الثرى في جو رمضاني جنائزي مهيب، في جنازة حاشدة شعبية ورسمية، مدنية وعسكرية بالناحية العسكرية الخامسة، تليق بمقام رموز الثورة المباركة. وقد تمت مراسيم الدفن هذه بعد صلاة الظهر من محل سكناه، إلى المقبرة العمومية بعنوش على/ القرارم قوقة بولاية ميلة.

" الجنرال" السعيد بوجعدار من مواليد 10 أوت 1931 بقرية بوبازيل دوار بني فرقان، كما أدى الخدمة العسكرية مجبرا كبعض أقرانه إبان الاستعمار البغيض، في صفوف الجيش الفرنسي مدة سنة ونصف، أي 18 شهرا، منها 4 أشهر في قسنطينة و 14 شهرا (1954 - 1953 ) بألمانيا، بمعسكرات منطقة بادن بادن.

كما يعد من أول مسؤولي مجموعة مجاهدي منطقة ميلة، و المنظم للثورة من بدايتها والذي يظم 29 شخص في مشاط و بني فرقان، بولاية ميلة حاليا.

اختارته القيادة الثورية المسلحة للتخطيط وتنفيذ عملية إغتيال الحاكم الفرنسي، آنذاك : "الجنرال شارل ديغول"، في نهاية خمسينات القرن الماضي، لما حط رحاله في زيارة تفقدية للمنطقة في الشمال القسنطيني، و يحكى أنه بعد تحضير وتجهيز محكم للعملية عدة وعتادا، طلب منه في آخر لحظة إلغاء العملية الفدائية لأسباب لم تذكر، كما شارك قبلها و بعدها في معارك عديدة مع أصحابه في مناطق عديدة، حيث فقد مجموعة من زملائه الشهداء لا يزال يذكرهم و يتذكرهم بالأسماء والمناقب و المهام، حسب شهادات أبنائه و بعض معارفه، رغم مشاكله الصحية المزمنة في أخر عمره من ضعف في البصر و السمع والذاكرة. و يحكي لنا أحد أبنائه، أنه مخافة على تدهور صحته أكثر، لم يخبر حتى بوفاة زوجته و أم أولاده العام الماضي، حسب شهادة الدكتور عبد الحق، أحد أبنائه المقيمين في فرنسا .

 

اختير سنة 1987 في اللجنة العسكرية لكتابة تاريخ الثورة  الجزائرية المباركة مع العقيد عمار بن عودة وصالح بوبنيدر المعروف بإسم "صوت العرب" و آخرين.

اشتغل مطلع الاستقلال رئيس بلدية مسعود بوجريو (عين كرمة سابقا) وهي إحدى أقدم بلديات ولاية قسنطينة ثم عاملا في شركة النفط والغاز الجزائرية "سونطراك" بميناء سكيكدة بالشرق الجزائري، وله مشوار طويل في الوطنية والبطولات، قد نعود الى سيرته مستقبلا ، إذا استلمنا من أصحاب الاختصاص في المنطقة من مجاهدين و مؤرخين بعض الوثائق و الشهادات، لما لا وقد كان مشرفا على منطقة عسكرية كبيرة في الشرق الجزائري و زامل رموز الثورة المسلحة، أمثال المرحوم حسين آيت أحمد، و بن طوبال، و الرئيس علي كافي، و الرئيس محمد بوضياف، و العقيد عميروش، و كم هائل من القادة و الثوار بولايات الشرق ، منها قسنطينة وسطيف، برج بوعريريج، بجاية،  أم البواقي باتنة، وسكيكدة و غيرها، رحمهم الله جميعا.  

المرحوم والد كل من:

زميلنا الأخ العزيز الدكتور عبد الحق بوجعدار، الخبير الدولي في الإعلام الآلي بفرنسا،

ووالد أستاذنا الكبير البروفيسور جمال بوجعدار ، عميد جامعة سكيكدة

وبهذا المصاب الجلل يتضرع الإخوة والاخوات، أساتذة وطلبة في "منتدى دراسات النهضة الحضرية" و كذا الافاضل و الفضليات من معارفه في أوروبا، إلى الله سبحانه وتعالى بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يفسح له في جنته، ويلحقه بعباده الصالحين، وأن يرزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.

 اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده. والحمد لله على ما أعطى وعلى ما أخذ، و صدق الله العظيم القائل :

﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services