47
0
جمعية مشعل الشهيد تكرم المجاهدة زهية خرف الله

في إطار إحياء اليوم الوطني للمحكوم عليهم بالإعدام، عرفانا وتكريما لنضال وجهاد المرأة الجزائرية، نظمت اليوم الاربعاء، جمعية مشعل الشهيد بالشراكة مع جريدة المجاهد.
شروق طالب
احتضن منتدى الذاكرة، ندوة لتسليط الضوء على المجاهدات المحكوم عليهن بالإعدام، هذا بجانب تكريم المجاهدة المحكوم عليها بالإعدام زهية خرف الله.
وفي كلمته خلال اللقاء، الذي شهد حضورا لافتا من المجاهدين والمجاهدات، وبرلمانيين، وأساتذة، وطلبة، أكد رئيس جمعية مشعل الشهيد ، محمد عباد، أن هذا الحدث يأتي تكريمًا خاصًا للمجاهدات المحكوم عليهن بالإعدام، على رأسهن المجاهدة زهية خرف، في وقفة اعتراف وامتنان لنضال المرأة الجزائرية التي سجلت مواقف بطولية خالدة في مسار الثورة التحريرية.
وأوضح عباد أن اختيار هذا الموضوع بالذات يعكس أصالة وشجاعة المرأة الجزائرية، التي وقفت جنبًا إلى جنب مع الرجل في معركة تحرير الوطن، مؤديةً رسالتها الوطنية في أصعب الظروف.
مشيرا إلى أن العديد من المجاهدات اللاتي صدرت بحقهن أحكام بالإعدام كنّ في سنٍّ صغيرة لا تتجاوز العشرين عامًا، ومن بينهن من لم تتجاوز الـ16 سنة، وهو ما يبرز مدى التضحيات التي قدمتها المرأة الجزائرية منذ نعومة أظافرها، ولعل من بينهن جميلة بوحيرد، جوهر أكرور، وباية حسين.
كما لفت ذات المتحدث إلى أن هذا اللقاء، لا يقتصر فقط على تخليد بطولات الماضي، بل يمثل أيضًا وقفة تضامنية مع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة، تأكيدًا على موقف الجزائر الثابت والداعم لقضايا التحرر، ووفاءً لنهجها الثوري الأصيل ومواقفها الثابتة إلى جانب الشعوب المظلومة.
من جهته، قال المجاهد بوعلام شريفي وفي حق " زهية خلف الله" بأنها رمزا من رموز المرأة الجزائرية في شجاعتها و وصدقها وفي سلوكها، وهي مثال للمرأة الحرة.
وأردف شريفي بالقول " كما هو معلوم ان جميع الأشخاص ذاهبون والباقي هو التضحيات والمبادئ التي ينشأ عليها الأجيال، والمحكموم عليهم بالاعدام كما اطلق عليهم عبد الرحمان بن حميدة "الشهداء الأحياء"، نظرا لما عاشوه وهم ينتظرون الموت في كل دقيقة في الزلزالة.
وأضاف شريفي بان تنفيذ الأحكام كان يتم في الليل قبل الفجر، وهو ما جعل كل دقيقة تمر عليهم بمثابة لحظة استشهاد، بهذا إنهم شهداء عاشوا الموت ألف مرة."
وفي شهادة حية مؤثرة، استعاد المجاهد عبد الدايم عبد الدايم، في حديثه "لبركة نيوز" الذي حُكم عليه بالإعدام مرتين، بعضًا من ملامح تلك المرحلة الصعبة، حيث شاءت الأقدار أن ينجو ويواصل نضاله في صفوف جيش التحرير الوطني.
وفي كلمته قال "لا تكفي الكلمات في وصف الشهيدات الأحياء، اللاتي صدر بحقهن حكم الإعدام، فليس من السهل أن تتخذ فتاة في مقتبل العمر قرارًا بالانخراط في صفوف الثورة، والمشاركة في عمليات فدائية بكل وعي وشجاعة".
أما في شهادة المجاهدة زهرة ظريف، التي استهلتها بشكر جمعية مشعل الشهيد، على هذا اللقاء التكريمي في حق صديقة دربها في النضال زهية خرف الله، والتي شهدت لها بالعزم والكفاح دون فشل أو كلل، وحتى هي محبوسة لمدة طويلة في الزلزالة تنتظر كل يوم تنفيذ حكم الإعدام، حيث كان خوفها الوحيد ليس انهاء حياتها، إنما الموت قبل أداء رسالتها الوطنية.
للإشارة، تخلل اللقاء، مراسيم تكريم المجاهدة زهية خرف الله، بجانب شهادات حية من قبل مجاهدين ومجهدات، الذين اتفقوا عن شجاعة وأصالة هذه المكافحة.
جدير بالذكر، أن جمعية "مشعل الشهيد" تواصل جهودها الحثيثة للحفاظ على الذاكرة الوطنية، باعتبارها أمانة الشهداء ورسالتهم الخالدة إلى أبناء الجزائر.
وتسعى الجمعية من خلال تنظيم لقاءات حية مع من صنعوا ملحمة الاستقلال، إلى إبراز التضحيات الجسيمة التي قدمها أبطال كتبوا تاريخ الجزائر بحروف من ذهب، وضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن يبقى صوت الجزائر عاليًا بين الأمم.