34
0
جمعية العلماء المسلمين تدعو لدعم المقاومة الفلسطينية الباسلة

أصدرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بيانا شديد اللهجة، عبّرت فيه عن إدانتها المطلقة للعدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، محملة الاحتلال مسؤولية الجرائم اليومية المرتكبة بحق المدنيين، وداعية إلى تحرّك عربي وإسلامي عاجل لإنهاء الحصار، ودعم المقاومة، ورفض جميع أشكال التطبيع.
نسرين بوزيان
وجاء في نص البيان الصادر اليوم: "كل ساعة تمر على هذا العالم، نشهد فيها مجزرة جديدة في حق أهلنا في غزة. نرى ونسمع استغاثات تقطع الأكباد، وتمزق القلوب، في ظل حصار وتجويع هو الأفظع في التاريخ المعاصر،ومما يزيد من القسوة والألم، أن الجميع غائب عن المشهد، ولم يستطع أحد أن يتحرك ميدانيًا لإنقاذ من بقيت فيه رمق حياة من الجرحى والجوعى."
وأشارت الجمعية إلى أن الاحتلال لا يزال "يعربد في المنطقة، متحديًا العالم أجمع، ويمنع المنظمات الأممية والوكالات التابعة لها من أداء عملها الإنساني"، مؤكدة أن الكيان الصهيوني "ينصب مصائد الموت تحت غطاء عمليات يزعم أنها إنسانية واغاثية ".
مؤكدة دعمها الكامل للمقاومة الباسلة الفلسطينية "نشيد بدور المقاومة الباسلة التي تربك الاحتلال، وتخنق عصاباته الإجرامية، وتحدث الذعر والرعب في صفوفه وصفوف حلفائه، وتحطم آلياته، وتحوّلها إلى قبور ملتهبة بالنار والدمار".
كما جددت الجمعية دفاعها المطلق عن الحق المشروع للشعب الفلسطيني في المقاومة المسلحة وغير المسلحة، باعتبارها "وسيلة دفاعية مشروعة عن الحرية والكرامة والاستقلال".
داعية الدول العربية إلى فتح المجال أمام شعوبها للتعبير عن غضبها وتضامنها مع فلسطين وغزة، مشيرة إلى أن "حراك الشعوب ضمانٌ لمواقف الحكومات، وتعبير صادق عمّا ينبغي أن يكون عليه الموقف الرسمي الموحد"، مشددة أن هذا التضامن يجب أن يكون "ضمن إطار يحافظ على الأمن والاستقرار الداخلي، ويصون مكاسب الأوطان، ويوجه كل الجهود نحو نصرة الشعب الفلسطيني".
وفي سياق متصل، نددت الجمعية مواقف العديد من الدول العربية والإسلامية التي وصفتها بـ"العاجزة أمام الهيمنة الصهيونية"،مطالبة بـ"إجراءات عملية عاجلة لفتح المعابر وإدخال المساعدات”"،ومحذّرة من أن "التاريخ سيسجّل مواقف الحكومات المتخاذلة إن لم تُراجع نفسها وتتدارك ما يمكن تداركه".
كما أشادت بـالموقف الجزائري المشرف، الرافض للتطبيع، والداعم الثابت لفلسطين في المحافل الدولية "الجزائر تواجه اليوم معركة حامية الوطيس، ومؤامرات خبيثة تحاول عبثًا تطويع موقفها الوطني الراسخ، وكسر صلابته،ونحن في الجمعية، نؤكد دفاعنا الثابت والمستميت عن وطننا، من أجل أن يواصل أداءه المشرف في نصرة القضية الفلسطينية وسائر الواجبات الوطنية".
وثمّنت الجمعية كل أشكال الحراك العالمي لكسر الحصار عن غزة، معتبرة إياه "تعبيرًا حيًا عن ضمير إنساني حي"،ودعت إلى توحيد الصفوف وفضح ممارسات الكيان الصهيوني، والعمل على تقويض هيبته وجرائمه.
كما أشادت بالدعوات المتصاعدة إلى المقاطعة الاقتصادية، ووصفتها بأنها "وسيلة فعّالة لإضعاف مصادر تمويل الاحتلال"،معتبرة أن "أي تعامل اقتصادي مع الكيان الصهيوني هو جريمة موازية للعدوان، لا تقلّ عنه مثقال ذرة، بل هي جريمة متكررة في حق أطفال وأهل غزة الصامدة".
مؤكدة أن "دماء أطفال غزة أمانة في أعناق المسلمين"،داعية إلى الانتقال من الشعارات والكلمات إلى الفعل الميداني المطلوب، مشددة على أن التطبيع هو ما منح الاحتلال شرعية الاستمرار في القتل والإبادة.
كما طالبت الجمعية كل الأنظمة التي تمارس التطبيع بـ"التحلل من هذه الجريمة، والعودة إلى الأخلاق الإسلامية والقيم العربية والمروءات الإنسانية، لاتخاذ موقف موحد يُعلن فيه قطع العلاقات مع المجرمين القتلة".
واختتمت الجمعية بيانها بالتأكيد على الارتباط العميق بين القضية الجزائرية والفلسطينية، قائلة: "نسير على درب علمائنا ونتمسك بتاريخنا المشترك العريق، الجزائري الفلسطيني، ونعتبر أن تاريخ الجزائر في النضال والثورة لا يزال يُلهمنا ويُقوّي شجاعتنا، ويفرض علينا الوضوح والصراحة في التعامل مع قضيتنا الفلسطينية".