تشهد غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، حيث تتكشف يوماً بعد يوم آثار الدمار الهائل الذي خلفته الحرب المستمرة منذ أشهر، وسط تحذيرات أممية من كارثة بيئية وصحية وإنسانية غير مسبوقة.

ماريا لعجال 

كشف رئيس بلدية غزة أنّ نحو 90% من آبار المياه في القطاع قد دُمرت بالكامل نتيجة القصف، مما جعل كميات المياه المتوفرة لا تغطي سوى 25% فقط من احتياجات السكان. وأضاف أن الجهود تتركز حالياً على تحلية مياه البحر لتأمين الحد الأدنى من مياه الشرب للأهالي في ظل انقطاع الكهرباء ونقص الوقود اللازم لتشغيل محطات الضخ والمعالجة.

تكلفة إعادة الإعمار تتجاوز 70 مليار دولار

ووفقاً لتقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، فإن تكلفة إعادة إعمار غزة قد تصل إلى 70 مليار دولار، في حين تشير المعطيات الميدانية إلى وجود ما لا يقل عن 55 مليون طن من الأنقاض المنتشرة في أرجاء القطاع، ما يجعل عملية إعادة البناء من أكثر العمليات تعقيداً في تاريخ المنطقة.

 

وأشار البرنامج إلى أنه خلال عمليات إزالة أولية للأنقاض، تم العثور على ثلاث جثث، مع توقعات بوجود المزيد من الضحايا تحت الركام، في ظل صعوبات لوجستية وأمنية تحول دون تسريع جهود الإغاثة والبحث.

 وضع صحي حرج وآلاف المرضى في خطر

من جهتها، أكدت منظمة الصحة العالمية أنها تمكنت من الوصول إلى مستشفى الأهلي في غزة، حيث تم نشر عدد من الفرق الطبية لدعم الطواقم المحلية المنهكة.

وذكرت المنظمة أن هناك أكثر من 15,600 مريض بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل خارج القطاع لتلقي العلاج، في حين بُترت أطراف أكثر من 15 ألف شخص جراء القصف المستمر.

وتحذر المنظمات الدولية من أنّ الدمار الهائل في البنية التحتية، إلى جانب نقص المياه الصالحة للشرب والدواء، قد يؤدي إلى كارثة انسانية اكبر.