فقدت، صبـاح اليوم، ولاية غرداية أحد أبطال الثورة التحريرية المجيدة من المحكوم عليهم بالاعدام المجاهد الفذ "الدين زاوي بن قدور" عن عمر نـاهز 91 سنة، المجاهد المرحوم تم تكريمه أول أمس، السبت، من طرف والي الولاية "عبد الله آبي نوار" بمناسبة احياء ذكرى اندلاع الثورة الجزائرية الخالدة.

بوجمعة عبد القادر ملاخ

التكريم الذي تم عندمـا زاره الوالي بمنزله في حي ثنية المخزن وسط غرداية رفقة السلطات الأمنية والعسكرية والمحلية اعترافاً له بجهاده ودفاعه عن الوطن ضد المستدمر الفرنسي، الفقيد الحاج "الدين" أوصى بوحدة الشعب والحفاظ على الجزائر، وكان يتحدّث بكل راحة واطمئنان، فرحاً بالزيارة شاكراً الجميع على الوفاء لتضحيات المجاهدين والشهداء 

 

المجاهد الحاج "الدين زاوي بن قدور" من مواليد 1934 بمتليلي الشعــانبة، تتلمذ بكتاتيب منطقة الحاضور على يد الشيخين عبد الباقي وعلي الذيبة، انتقل إلى غرب البلاد في سن العاشرة للعمل، ثم عاد ليفتح دكاناً بمولاي أحمد بالحديقة، التحق بالثورة في لحظاتها الأولى سنة 1954 مكلّفاً بالتمويل والتسليح، وكان ينشط بالولاية التاريخية السادسة، ويتنقل إلى الولاية التاريخية الخامسة المنطقة الثامنة تحت قيادة مولاي ابراهيم عبد الوهاب، وكان يرافق الشهيدين الرمزين عيسى اعمير ولعمور قادة دليل المجاهدين مرافقة دائمة، سنة 1958 انتقل لجبل بوكحيل مع قادته مخلوف، قوجيل علي، وعلي شريف.

وكان يتحرك على مسـار الجلفة البرواقية البويرة آقبو بجاية، وفي 29 جانفي 1961 تمت محاصرة جبل ڨمرة بضواحي بوكحيل من طرف الفرنسيين، فتم تكليف المجاهد "الدين" بنقل جميع وثائق الثورة لأعلى القمة، لكنه تعرّض مع من معه إلى اطلاق النار، فأصيب في كتفيه، فتم القبض عليه واعتقل مباشرة في سجن الجلفة ثم سجن البرواڨية فحكمت عليه المحكمة العسكرية بالإعدام شنقاً بعدها خفّف المحكومية إلى المؤبد ونقلوه إلى سجن ورقلة مع زميليه بشرودة أحمد من ورقلة ولشلڨ بحوص، بعد الاستقلال أطلق سراحه، وفي 1963 شـارك الراحل في حرب الرمال أمـام المغاربة لوقف أطماعهم التوسعية، ليغادرنا اليوم 3 نوفمبر ويدفن بمسقط رأسه قلعة الثوار متليلي الشعــانبة.