475
0
غرداية - مسرحية "الشارع المنسي" تستقطب جمهوراً غفيراً للمرة الثالثة على ركح سينما ميزاب

لثالث مرة، وعلى ركح قاعة "سينما ميزاب" وسط مدينة غرداية، عرضت، عشية أمس السبت، مجموعة "حكايتنا حكاية" مسرحية "الشارع المنسي"، من إخراج "جمال نور الدين" وسيناريو "عثمان حميدة".
بوجمعة عبد القــادر ملاخ
في البداية استمتع الحاضرون من بينهم مدير الثقافة والفنون "محمد نميلي" ولمدة ساعة كاملة باحترافية الممثلّين الهواة الذين أبدعوا في تقمّص شخصيات المسرحية، بداية من دور "الطباخ" الذي يكفل ويستغل الأطفال المجهولين في التسول، مرورا بدور "المهبول" الذي أحضر معه رضيعا في آخر العرض دون معرفة والديه ولا معرفة مكان جَلبه ليأخذه منه الطبّاخ بكل غبطة وفرح مُخطّطا له مستقبلاً أسود تنطبق عليه كلمة "مستقبل لغبينة".
ليأتي دور "السخيف" الرجل الحاذق والوسخ ورائحته الكريهة تملأ زوايا الشارع المنسي يرفض أكل الحرام ولكنه ذكي وله من الوعي ما يحذّر به الشباب الضائع، هذا الشباب الذي يتسائل عن مصيره وحاله التعيس بالرغم من تواجد بينهم "الرسام" و"البائع الفطن" و"المهرّج المتشائم" و"المهرّج" غير سعيد و"الطفل الدرويش" و"الطفلين زعيط ومعيط" المسكينين.
وفي ظل هاته الفوضى الاجتماعية الذي جارت عليها الأزمان يظهر من بعيد "سي الطاهر" الغني المبتز والذي يسير محروساً بحارس في مشهد اذلال واحتقار للآخرين، ويرافقه دوما ذلك "الشيكور" و"الشاف" الذي يلعب على الحبلين وذو الوجهين، ولن يقف في وجهه إلا "السبع" ذلك المافيا قاطع الطرق السارق المحترم في نفس الوقت.
المسرحية وبديكورها المتجانس الرائع كانت تحمل المعاني العميقة في مجتمعاتنا البائسة التي تعاني "شبيبتها" من آفات قاتلة، نسب مجهول بطالة خانقة استغلال بشع وفقر مدقع، ومن الحاجة إلى الأكل كذلك، والفاقه الذي تؤلم والضرر الدائم وفراغ رهيب، فالشارع المنسي، المنسي سمي به ذلك الرضيع المسروق من "المهبول" لإيصال رسالة مفادها باختصار "هنا أرواح مجاهيل تعيش بيننا" وما علينا إلا رعايتها وإعادتها "معاليم" مفيدة.