1665
0
جديد الدخول المدرسي 2024.. نحو ابراز الكفاءات وبناء جيل واعي
حرصت وزارة التربية الوطنية خلال اعلانها عن جديد الدخول المدرسي لتوفير الراحة للتلميذ أثناء تلقيه للدروس، بالاعتماد على برنامج عمل فعالا من شأنه ضمان موسم دراسي ناجح.
بثينة ناصري
وهذا من خلال الوقوف على تنفيذ العمليات المرتبطة بالدخول المدرسي المقبل، الذي سيشهد الكثير من المستجدات والتحسينات والتي تدخل في إطار استكمال برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي يحظى باهتمام ومتابعة دقيقة منه.
كما حققت المدرسة في السنة الفارطة الكثير من التحسينات والمستجدات التي عادت بالإيجاب على النتائج الدراسية للتلاميذ، وتم إيجاد حلول لعدة مشاكل وعراقيل، كتخفيف وزن المحفظة، وتثبيت مادة اللغة الإنجليزية في التعليم الابتدائي وإسناد تدريس مادة التربية البدنية والرياضية إلى أساتذة متخصصين واستحداث مديرية عامة للرياضة المدرسية وغيرها من المستجدات التي أخذت اهتمام أولياء التلاميذ.
اجراءات جديدة تخدم التلميذ والأستاذ
وعليه حاولنا أن نلم بهذه المستجدات،حيث أكد لنا عمر معمر رئيس سابق بلجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي وعضو اللجنة العامة حاليا، في تصريحه أن ملفات التربية لهذه السنة تصب اهتمامها حول تعميم الرقمنة في كل المراحل وفي كل العمليات سواء ما تعلق بتسجيل التلاميذ المتعلقة بالتحويل من مؤسسة إلى أخرى، أو الحركة العادية للمديرين، مشيراً إلى أنه بقي جزء بسيط فقط لم تمسه هذه التقنية هو حركة الاداريين والمشرفين وغيرها من موظفي قطاع التربية والتي ستعمم لاحقا أو لحاجة الوزارة إلى إبقاء المجال اللامركزي.
وعلى مستوى البرامج أيضا هناك جديد -يقول معمر- "بعد مراجعة شاملة لبرامج التعليم الإبتدائي وكثير من التوصيات التي كانت سواء في استقبال وزير التربية على مستوى المجلس الشعبي الوطني في العام الماضي أو من خلال المراسلات الخاصة بزيارتنا للمؤسسات التربوية، فكل هذه التوصيات أخذت بلا شك بها الوزارة وراجعت برامج التعليم الابتدائي والاحجام الساعية والتي ستنفذ هذا العام".
وأوضح معمر في حديثه عن استخدام اللوحات الالكترونية أن المنظومة التربوية العالمية ككل تسير نحو تحديث التعليم فاللوحات الالكترونية وسيلة بيداغوجية، وهذه الخطوة محاولة لمسايرة التكنولوجيا فيما يخص التعليم، مشيرا إلى ايجابيات الرائعة التي سيسجلها استخدام هذه اللوائح، الرامية إلى التخفيف من عبىء المحفظة ومن الحمل التي كان يعاني منها التلميذ وآثارها الصحية عليه، بالإضافة إلى استيعاب المادة العلمية، باعتبار أن استعمال التكنولوجيا يستهوي التلميذ والطفل فهذه الوسيلة الإلكترونية أصبحت أسهل وأكثر نفعا.
ولفت ذات المتحدث إلى نسبة التغطية في المدارس الابتدائية التي تعد قليلة جدا، أين تغطي الوزارة في كل بلدية مؤسسة تربوية واحدة سنوياً فنجد في كل بلدية واحدة ثلاث مدارس أو أربع التي تتوفر على هذه اللوحات الالكترونية، موضحاً أن هذه الأخيرة معرضة للتلف، فهل هنالك جانب آخر للتصليح والصيانة لهذه اللوحات الالكترونية؟ ومن جهة أخرى ما مدى اثر هذه اللوحة الالكترونية على صحة التلميذ من حيث النظر؟.
وتحدث عضو لجنة التربية والتعليم عن الايجابية التي سجلها تلاميذ الابتدائية في مادة اللغة الإنجليزية في السنة الفارطة في طور الثالثة والرابعة ابتدائي، مؤكدا أن هذا الإجراء يدخل في سياق برنامج رئيس الجمهورية في إدراج اللغة الانجليزية باعتبارها لغة العالم وتم تعميمها هذا العام للسنة الخامسة.
ويرى محدثنا أنه من الضروري التساوي في الأحجام الساعية بين اللغات غير اللغة الأم للبلد وهي لغة الهوية العربية، فمن غير المعقول أن نعلم لغة على حساب لغة أخرى، ونترك التلميذ بعد ذلك أن يبرع فيما يشاء من هذه اللغات كما هو معمول به في الدول الأخرى الأوروبية أو غيرها، وقد لاحظنا من خلال زيارتنا نحن كلجنة التربية إلى الابتدائية تفاعل التلميذ مع اللغة الانجليزية والذي أصبح يجد سهولة في تعلمها والتفاعل معها ربما أكثر من اللغة الفرنسية.
توظيف مادة القرآن الكريم.. غرس لمبادئ الهوية وتعلم النطق الصحيح للغة العربية
وقال معمر "إن تخفيف المواد على السنة الأولى والثانية والثالثة ابتدائي كان قراراً صائبا لأنه لا يعقل أن التلميذ في السنة الثالثة ابتدائي يتلقى 14 مادة التي تفوق استيعابه، يكفينا أن التلميذ في هذا السن يتعلم ثلاثة أشياء مهمة، "كيف يقرأ، كيف يحسب، وكيف يكتب"، ونؤكد أنه في هذا السن وفي هذه المراحل الثلاثة يجب على الطفل تعلم اللغة العربية وإتقانها والتمكن منها لأنها هي اللغة الوطنية وهي اللغة الأم، بالإضافة إلى تعلمه الحساب والتربية الإسلامية لغرس مبادئ الهوية الوطنية فيه.
ونوه ذات المتحدث إلى اقتراح اللجنة على وزير التربية في جلسات الاستماع إلى إدراج مادة القرآن الكريم بحكم أنها تعلم اللغة العربية تحسن نطقها بطريقة صحيحة، بالإضافة لما تغرس فيه معنى الهوية الوطنية، وجاء وهذا من خلال المتابعة للكثير من الجمعيات ونوادي القرآنية وغيره، مشيراً إلى أن تخفيف المواد ركز على ستة مواد، فالوزارة أصابت في اختيار هذه المواد الستة التي تركز على التلميذ وتخفف من حمل المحفظة من الكراريس والكتب وتخفف من التشويش على ذهن التلميذ.
وأشار إلى أهم الأشياء التي تجعل التلميذ ناجحا محبا للمدرسة فيما تبقى من مساره الدراسي متكوناً تكويناً صحيحا لابد أن البداية الأولى تكون صحيحة، وكذا تكوين المربي أو المعلم وخاصة في التعليم الإبتدائي مع إتخاذ معايير متشددة في اختيار معلمي الدور الإبتدائي، باعتباره أول معلم سيتعامل معه التلميذ لجذب التلميذ للدراسة في هذه المرحلة.
وفي الأخير دعا معمر وزارة التربية الوطنية إلى فتح مراجعة للمناهج مع شركاء هذا القطاع، التي نقصد بها أولياء التلاميذ والجمعيات المهتمة بقطاع التربية، وأيضا الخبراء من الجامعة من علماء النفس والتربية وغيرهم من أجل دراسة هذه المناهج، للاستفادة من التجربة والعلم والإنفتاح على التجارب العالمية.
ووجه نداءا للمعلمين قائلا "أبناؤنا أيها المعلمين هم أكبادنا تمشي على الأرض وهم مستقبل الجزائر وهم بناة هذا الوطن وحماته في المستقبل، فعلينا أن نحسن تربية هذا التلميذ لأن أكثر نموذج للتربية هو أن يتربى هذا التلميذ بالقدوة لأنه في هذا السن لا يستمع إلى النصائح فقط وإنما يرى المعلم كقدوة للقيم والأخلاق فإذا أحسنت ان تكون قدوة أصبح هذا التلميذ ناجحا وإلا فالعكس صحيح".
اسماعيل دباح "الموسم الدراسي الفارط شهد العديد من الإيجابيات"
وقد أتت الاستراتيجية التي اعتمدت الموسم الماضي بثمارها، وعلى الأرجح سيتم استكمالها في السنة الدراسية الجديدة، مع إدخال جملة من الإصلاحات، وهذا ما صرح به خبير المناهج التربوية اسماعيل دباح، موضحاً أن الجزائر شهدت في الفترة الاخيرة هدوءا كبيرا جدا وشاملا بما في ذلك قطاع التربية، ولم يشهد في العهدة السابقة لرئيس الجمهورية أية اضطرابات ولا اضرابات ولا احتجاجات مما جعل الموسم الدراسي السابق وما قبله يمر بشكل هادئ و مستقر، وهذا الذي سينطبق على الدخول الاجتماعي والدراسي لهذه السنة 2024، مؤكدا أن تسهيل العمل للمعلمين والاداريين والمستخدمين بصفة عامة وهذا أكبر جديد حيث تطبق المناهج وتحقق الكفاءات في جو كله جد ومثابرة وعمل وهذا أهم مستجد بالنسبة لهذا الدخول الاجتماعي.
أما باقي المستجدات -يضيف دباح- قرار تعميم تعليم التحضيري وشموله لجميع أطفال الجزائر البالغين سن الدخول إلى التحضيري أي ما قبل التمدرس، ولهذا عندما كان التوقع بأن عدد الأطفال سوف يكون كبيراً جداً بالمقارنة مع الهياكل، جعل التعليم التحضيري في فوجين فوج يدرس اليوم الأول والثاني ونصف يوم، والفوج الموالي يدرس نصف يوم ثم اليوم الخامس والسادس، أي بمعدل يساوي خمسة عشر أسبوعاً لكل طفل خلال هذه السنة، إلى جانب تكييف المناهج وتخفيف المناهج التحضيرية.
وتابع حديثه عن مراجعة الحجم الساعي للتعليم الإبتدائي خاصة الطور الأول وإدخال إلى جانب الرياضة مواد الإيقاظ وغير ذلك مما يساعد الطفل على إكساب المهارات الأساسية للتعليم الابتدائي، منوها إلى أن اللوحات الالكترونية تعد مشروع مستمر يتم تحقيقه جزئيا وهي أداة من الأدوات المساعدة للتلميذ المتمدرس وللاستاذ أيضاً، باعتبار أنها تخفف للتلاميذ حمل المحفظة والكتب والكراريس وغيرها ثم تجعلهم أكثر اتصالا بالتكنولوجيا لكن دون الغرق في هذا، فالطفل يحتاج كذلك إلى مهارات حركية حسية حتى لا تجعله هذه اللوحة الالكترونية طفلا جديدا يجبس في كرسيه وملتصق بالشاشة طول الوقت انما هناك فترات يحتاج إلى نشاطات أخرى.
ونوه إلى أن مشروع اللغة الانجليزية حقق نجاحات خاصة بأن المعلمين والادارة اكتسبوا خلال السنتين السابقتين خبرة كبيرة في إدارة الأقسام ومواد الانجليزية، وتعرفوا على أهم المشاكل التي يعاني منها المتعلم باعتباره يتلقى أكثر من لغة عربية انجليزية وفرنسية، مبرزا أن هذا الأمر يدخل في رصيد الإدارة المحلية، والمفتشين إلى جانب المعلمين.
وأضاف أن الأولياء قد أصبح عندهم في الأسرة أكثر من تلميذ، فإذا التحق التلميذ الجديد للسنة الجديدة تكون الأسرة قد تعرفت على أهم المشاكل وأهم الصعوبات مع طفلها الذي درس السنة الفارطة، موضحاً أن الأمر كله هو تراكم خبرات وتجارب وتطوير كفاءات حتى تكون المادة محققة لغاياتها ومحققة لاهدافها ويكتشف أطفالنا لغة أخرى للعلم وللبحث يحتاجها في كل حياته العلمية إلى ما بعد التخرج.
وصرح خبير المناهج التربوية أن كثير من المنظومات التربوية في العالم تعتني بالتعليم الابتدائي أكثر من غيره باعتباره مرحلة التأسيس والبناء والغرس لهذا كل فمهارات الاستماع والحديث، القراءة، الكتابة ومهارات الحساب، يكتسبها التلميذ في السنوات الأولى، "فكلما كان البناء قويا والأساس متينا، كلما كانت التعلمات نافعة مؤسسة وراسخة".
وبالحديث عن النهوض بالمدرسة الجزائرية -يقول دباح- تحتاج هذه المرحلة إلى تقييم سنوي يكون أولا من أبناء المدرسة من معلمين وأساتذة ومفتشين وإدارات ونقابات يكون تقييما شاملا مؤسسا علمياً بعيداً عن المزايدات الحزبية والخطابات الشعبوية، ثم يتوسع للشركاء في المدرسة من المجتمع باعتبار هذا الأخير يبعث بأبنائه أسرة كانوا أو جمعيات رياضية أو منظمات أو أحزاب أو سياسيين، ويكون لهم رأي كذلك فيمكن أن توسع إلى هؤلاء للاستشارة والتقييم، لافتاً أن بهذه الطريقة يكون التقييم دوريا، ويتم تحضيره على الأقل كل سنتين أو ثلاثة بعيد عن الضغط السياسي والنقابي مع تسجيل نتائج إيجابية ترجع بالفائدة على الوزارة الوصية وكذا الأسرة التربوية.