596
0
فيلم وثائقي لأول مرة عن المجاهد المخضرم "ابراهيم أق ابكدة"
عمل فني تاريخي يبرز بطولات التاسيلي وكفاح الثوار في الصحراء

عمل فني تاريخي يسلط الضوء على ثوار الجنوب الكبير لتبرز لنا شخصية المجاهد الثائر ابراهيم أق ابكدة، رجل أرهب المستعمر في منطقة التاسيلي وبطل خاض معارك طاحنة في ثورة نوفمبر المجيدة.
بمبادرة من وزارة المجاهدين وذوي الحقوق تم عرض شرفي لفيلم وثائقي عن الرجل الرمز في قاعة ابن زيدون برياض الفتح مساء أمس، بحضور الوزير العيد ربيقة ووزير السياحة والصناعات التقليدية مختار ديدوش ، فضلا عن أعيان التاسيلي وكذا إطارات الدولة وممثلي الأسرة الثورية .
زهور بن عياد
وبالمناسبة أثنى وزير المجاهدين وذوي الحقوق على هذا العمل التاريخي الهام بمضمونه والذي يحمل قيم التواصل بين جيل الجهاد والثورة وجيل اليوم، مبرزا أهمية هذه الشخصية الثورية معتبرا إياه شخصية متفردة في تاريخ الجزائر والذي جمع بين المقاومة الشعبية والجهاد في صفوف الثورة المجيدة، إلى جانب الشيخ أمود وأشاوس التاسيلي وآخرزن في الأهقار.
وأشاد ربيقة بدورهذا المجاهد المخضرم في الدفاع عن الأرض والعرض والوقوف في وجه مخططات فرنسا الإستعمارية من تنصير ومحاولة فصل الجنوب عن الشمال بالاضافة إلى دوره في توعية وتعبئة أبناء الصحراء وتجنيدهم في الثورة،تلك المواقف يضيف الوزير قدمت الدعم والمساندة للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في المرحلة الاخيرة من المفاوضات.
ليختم الوزير كلامه بتثمين ماحققته الجزائر بقيادة الرئيس تبون بقوله "الجزائر شقت طريقها نحو نجاحات متعددة في ظرف قياسي قصير واستراتيجية مدروسة ونظرة متبصرة".
ليشيرفي الأخير أن هذه العمل التاريخي الخاص بالمجاهد ابراهيم أق ابكدة ماهو إلا انطلاقة لمجموعة من الأعمال التاريخية حول أبطال الجنوب الكبير.
نظال رجل دحض مشروع فرنسا الإنفصالي
وفي ذات السياق ثمن أمين عقال الطاسيلي غومة بكري هذا العمل التاريخي الذي اشرفت عليه وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، مبرزا شخصية بطل الصحراء ابراهيم أق ابكدة الذي وقف في وجه فرنسا ومشروعها الإنفصالي، مشيرا الى لقائه التاريخي بالرئيس الراحل أحمد بن بلة في طريقهما الى البقاع المقدسة أين دار بينها الحوار عن كيفية تنسيق الجهاد بين الشمال والجنوب.
واضاف ذات المتحدث موضحا خصال هذه الشخصية التاريخية التي عبرت عن تشبث الإنسان بأرضه وحضارته للحفاظ على سيادة الجزائر ووحدتها.
واستطرد في ذكر مناقب الرجل وأخلاقه العالية في احترام حقوق الإنسان ولا سيما الأسرى لينهي كلامه بكلمة تقدير وامتنان للسيد رئيس الجمهورية وجهوده في إبراز بطولات الشعب الجزائري.
كاتبة السيناريو ومخرجة الفلم تبرز تفاصيل العمل التاريخي
وعن تفاصيل الفيلم الوثائقي أكدت شافية بن أعراب كاتبة السيناريو ومخرجة هذا العمل التاريخي أن الفيلم يتكون من 70 دقيقة يروي مسيرة الكفاح والثورات التي خاضها المجاهد ابراهيم أق ابكدة ضد المستعمرفي الصحراء.
وبخصوص البيئة التي احتضنت تصوير مشاهد الفيلم أوضحت بن أعراب أنه تم في ولايتي جانت وإليزي في المناطق التي عرفت هذا القائد والتي شهدت الثورات، مشيرة أنها بيئة استثنائية وديكورات طبيعية.
بالنسبة للمراجع المعتمدة أفادت بالقول "اعتمدنا على الشهادة الشفوية لأن المجتمع الترقي يحفظ الذاكرة التاريخية بدقة وأمانة هذه الشهادات تم تناقلها من جيل لآخر، وحاولنا نقلها من خلال هذا العمل، أما عن المادة المدونة والتي كانت قليلة، فقد اعتمدنا على مراجع فرنسية وشهادات لجنود فرنسيين شاركوا في الثورات التي خاضوها ضد ابراهيم أق ابكدة، بالإضافة إلى كتاب محمد لحسن زغيدي الموسوم بشخصيات نموذجية وتحدث فيه عن مسيرة هذا الرجل".
وعن أهمية العمل التوثيقي أبرزت كاتبة ومخرجة الفيليم أن الكثير من الأحداث هناك لم تتم معالجتها في برامج سمعية بصرية كالافلام التوثيقية والتي تبرز أهميتها في كتابة التاريخ، مشيرة أن هناك العديد من المشاريع تخص الذاكرة في الصحراء في الأفق القريب.
وفي إجابتها عن سؤالنا حول دوافع التوجه للجنوب وارهاصات هذا العمل الأول من نوعيه حول هذه الشخصية قالت "شغفي بالصحراء جعل أركز عليها وقد بادرت بتصوير سلسلة فكاهية لأول مرة بالتارقية، وخلال ستينية الثورة فكرت في مشروع حول المقاومة في الصحراء، خاصة هذه الشخصية المجهولة التي تكاد تنعدم الكتابات حولها رغم رصيدها الحافل وتاريخها الزاخر، ولا تزال هناك العديد من الشخصيات التي لابد علينا إماطة اللثام عليها لانها مجهولة تماما حتى بين أبناء المنطقة".