717

0

في يومهم العالمي معاناة اطفال غزة ...جريمة تخدش الانسانية وعار يلاحق دول العالم

في يومهم العالمي، يواجه أطفال قطاع غزة مأساة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعانون من أوضاع قاسية نتيجة العدوان المستمر الذي تشنه القوات الصهيونية على القطاع منذ 18 شهراً. 

نسرين بوزيان 

هؤلاء الأطفال، الذين أصبحوا هزيلين جسدياً بفعل الجوع والدمار، يعيشون بلا مأوى تحت وطأة إرهاب الاحتلال، ويُحرَمون من أبسط حقوقهم في الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية، في صورة مأساوية جعلت من حياتهم جحيما لا يطاق.

يسلب احلامهم ويهدم براءتهم 

يسلب  العدوان من الأطفال أحلامهم ويهدم براءتهم تحت الركام ،حيث يواجه الأطفال الفلسطينيون كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث اسفر العدوان عن استشهاد 50,021 فلسطينياً، بينهم 17,954 طفلاً، منهم 274 رضيعاً ولدوا واستشهدوا تحت القصف، و876 طفلاً دون عام واحد، و17 طفلاً ماتوا جراء البرد في خيام النازحين، و52 طفلاً قضوا بسبب التجويع وسوء التغذية الممنهج.

كما أصيب 113,274 جريحاً، 69% منهم أطفال ونساء، بينما لا يزال أكثر من 11,200 مواطناً مفقوداً، 70% منهم من الأطفال والنساء.  
أما في الضفة الغربية، فقد استشهد 923 مواطناً، بينهم 188 طفلاً، و660 جريحاً  من الأطفال منذ بدء العدوان الصهيوني ،حتى تاريخ كتابة هذا التقرير.

 أكبر أزمة “يُتم” 

أفاد الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء أن عدد الأطفال اليتامى في قطاع غزة بلغ 39 ألف طفل، مما يجعلها أكبر أزمة “يُتم” في التاريخ الحديث. 
هذه الأزمة تزداد تفاقماً مع استمرار العدوان، حيث يعيش هؤلاء الأطفال في بيئة مليئة بالدمار والصراعات.

كما تشير التقديرات السكانية إلى أن عدد سكان فلسطين بلغ 5.5 مليون نسمة بنهاية عام 2024، مع تشكّل الأطفال دون سن 18 عاماً نحو 43% من إجمالي السكان، أي حوالي 2.38 مليون طفل، منهم 1.39 مليون في الضفة الغربية و0.98 مليون في قطاع غزة. 

 يشكّل الأطفال في قطاع غزة  دون 18 عاماً حوالي 47% من السكان، ما يعكس حجم الفئة الشابة التي تعيش في ظروف مأساوية.

أكثر من 1,055 حالة اعتقال 

كشف تقرير صادر عن مؤسسات حقوق الأسر عن تصاعد غير مسبوق في اعتقالات الاحتلال الصهيوني للأطفال الفلسطينيين، حيث وثّق خلال العام 2024، وحده، اعتقال ما لا يقل عن 700 طفل، ليرتفع إجمالي الأطفال المعتقلين منذ اندلاع الحرب إلى أكثر من 1,055 طفلاً.  
وتعرض هؤلاء الأطفال لانتهاكات جسيمة أثناء الاعتقال، شملت اقتحام منازلهم ليلاً، والاعتداء عليهم بالضرب أمام ذويهم، وإطلاق النار عليهم، إضافة إلى تقييد أيديهم وأرجلهم وتعصيب أعينهم وحرمانهم من المساعدة القانونية، في انتهاك واضح للقانون الدولي، واتفاقية حقوق الطفل.  
وحتى بداية مارس 2025، لا يزال الاحتلال يحتجز أكثر من 350 طفلاً أسيراً، وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار في كانون الثاني 2025، تم الإفراج عن 51 طفلاً من الضفة الغربية والقدس والخط الأخضر، إضافة إلى 44 طفلاً من قطاع غزة، اعتقلوا بعد السابع من تشرين الأول، وذلك ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل.

 

المجاعة وسوء التغذية تهدد حياة الأطفال 

أظهر تقرير التصنيف المرحلي للأمن الغذائي (IPC) أن نحو 1.95 مليون شخص في قطاع غزة يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، مع توقعات بأن 345,000 شخص قد يواجهون انعداماً غذائياً كارثياً. 
من بينهم 60,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، مما يهدد حياتهم وصحتهم بشكل خطير.

عودة شلل الأطفال إلى القطاع 
شهد قطاع غزة تفشي فيروس شلل الأطفال للمرة الأولى منذ 25 عاماً في جويلية 2024، بسبب انخفاض نسبة التطعيم من 99% إلى 86% نتيجة الأوضاع الصحية الصعبة.  
استجابة لذلك، نفذت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة الأخرى ووزارة الصحة الفلسطينية ثلاث جولات تطعيم لمكافحة انتشار المرض،تم خلال الجولة الأولى تطعيم 559,161 طفلاً أعمارهم بين 0 و10 أعوام باستخدام اللقاح الفموي الجديد من النوع 2 (nOPV2)، تبعها تطعيم 556,774 طفلاً في الجولة الثانية، أما الجولة الثالثة فقد اشتملت على تطعيم 602,795 طفلاً.  
أسهمت هذه الجهود في الحد من انتشار الفيروس رغم التحديات المستمرة.

 

التعليم في غزة...ضريبة يدفعها الأطفال

أصبح التعليم في غزة ضحية رئيسية للعدوان، حيث دمرت قوات الاحتلال 111 مدرسة حكومية بشكل كامل، فيما تعرضت 241 مدرسة لأضرار بالغة، بالإضافة إلى تدمير 89 مدرسة تابعة للأونروا.

أدى القصف إلى استشهاد 12,441 طالباً و519 معلمًا، بينما أصيب 19,819 طالباً و2,703 معلمين. 
كما يعاني قطاع التعليم في غزة من تدهور بالغ بسبب العنف المستمر والقيود المفروضة على الحركة.
كما تسبب العدوان في انقطاع الدراسة النظامية لمدة عامين دراسيين متتاليين، حيث توقفت الدراسة لمدة 300 يوم دراسي حتى تاريخ 28/01/2025.  
وعلى الرغم من اعتماد وزارة التربية والتعليم لمسارات تعليمية بديلة مثل التعليم الإلكتروني المتزامن وغير المتزامن والمدارس المؤقتة، تشير بيانات وزارة التربية والتعليم العالي إلى أن أكثر من 298 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة ملتحقون بالمدارس الافتراضية.  
إلا أن العديد من هؤلاء الطلاب لم يتمكنوا من تلقي تعليمهم بشكل فعّال طوال هذه الفترة، بسبب عدم وجود مناطق آمنة، إضافة إلى انقطاع الكهرباء والإنترنت، وقلة توفر الأجهزة اللازمة، ما يُنذر بفجوة تعليمية تهدد مستقبل جيل بأكمله.  

وسجلت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية 2,274 حادثة عنف طالت المنظومة التعليمية، منها 109 هجمات استهدفت مدارس بالتخريب أو الاعتداء المباشر، حيث اقتحم مستوطنون مسلحون فصولاً دراسية واحتجزوا طلاباً ومعلمين، أو تنكيلاً بالتلاميذ خلال تنقلهم إلى المدارس.  
وأشار التقرير إلى تعرّض أكثر من نصف الطلبة في المناطق الأكثر تضرراً للمضايقات أو التأخير القسري أثناء ذهابهم إلى مدارسهم، ما أدّى إلى حرمان نحو 806,000 طالب/ة من الوصول الآمن إلى التعليم.  

 

 

العيش مع الكوابيس والقلق و الاكتئاب 

فيما حذرت منظمة “يونيسف”  في 17 مارس المنصرم ،من أن الأطفال في فلسطين يعيشون في أوضاع مقلقة للغاية، حيث يعانون من تداعيات قاسية نتيجة لحرمانهم من المساعدة الإنسانية والحماية. 
حيث يعيش حوالي 2.4 مليون طفل في غزة في خوف وقلق مستمرين، مع استمرار تداعيات النزوح والقصف. 
وأظهرت دراسة ،التي أعدها مركز متخصص في الصحة النفسية في قطاع غزة أن 96% من أطفال غزة يشعرون بأن الموت وشيك، بينما يعاني 87% منهم من خوف شديد و79% من الكوابيس.
وأفادت الدراسة التي أعدها،مركز التدريب المجتمع وادارة الأزمات الفلسطينية  ،بأن 92% من أطفال غزة لا يتقبلون الواقع، و77% يتجنبون الحديث عن الأحداث الصادمة، فيما يظهر 73% منهم سلوكا عدوانيا، بينما قال 49% من أطفال عينة الدراسة إنهم يتمنون الموت بسبب الحرب.

 

 

معاناة أطفال الخدج 

 

حذرت المتحدثة باسم “اليونيسف” في غزة  روزاليا بولين من  أن الحصار المستمر بسبب نقص الوقود في القطاع الخاضع لـ"حصار كامل، بالاضافة  إلى منع إدخال المساعدات الأساسية، مثل اللقاحات وأجهزة التنفس الصناعي للأطفال الخدج، مما يعرض حياة الأطفال للخطر. 
وأضافت :"إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فقد يتوقف التطعيم الروتيني، ويصعب رعاية الأطفال حديثي الولادة".

منذ 7 أكتوبر 2023، تشهد غزة إبادة جماعية تحت دعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء. إضافة إلى 11 ألف مفقود، مما يبرز مأساة إنسانية غير مسبوقة.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services