في إطار نشاطها السنوي 2024 – 2023، نظمت الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية - مكتب العاصمة -  اليوم الخميس ، بالتنسبق مع الجمعية الثقافية الجاحظية و مخابر البحث "الجماليات واشكالية البحث العلمي"، ندوة  علمية بعنوان: عبد الله شريط في ذكرى وفاته قراءات في مشروعه النهضوي.

شيماء منصور بوناب

وفي كلمته الافتتاحية، أوضح صحراوي عبد الحميد ، رئيس جمعية الجاحظية،  أن الراحل عبد الله شريط ،  يعد قامة من القامات  الجزائرية التي تستحق التذكير و الوقوف على أهم محطاته المخلدة للمنجزات الحضارية الفكرية التي تبنى الأمة وتعزز هويتها.

وأبرز صحراوي دور النخبة المثقفة و المجتمع المدني في تعزيز ذكرى رجالات الجزائر من خلال هذه الندوات و المناسبات التي تحافظ على سيرتهم وتعزز دورهم في المجتمع بين جيل اليوم الذي هو بحق بحاجة لفكر هؤلاء القامات لبناء مستقبل واعي وراقي بكل المفاهيم الحضارية المشبعة بالثقافة و الهوية.

نماذج الفكر النقدي عند الراحل عبد الله شريط

وفي سياق المداخلات، أكد الدكتور عليش لعموري، أن الحديث عن شخصية فكرية عظيمة مثل عبد الله شريط، يفرض البحث في نماذج فكره التي تستدعى  انجاز  دراسات عميقة حول هذا المنهاج الفلسفي و الأدبي الفكري الإستثنائي.

مشيرا لأبرز القضايا التي اهتم بها الراحل، لاسيما ما تعلق باللغة العربية من ناحية اصلاح مناهجها وفق مقاربة قائمة على العلم اللغوي، الذي يساهم في تغيير اللغة من حالتها الصماء إلى حالتها الحية الأكثر علمية ووضوحا وابداعا.

كما اهتم بواقع الثقاقة في الشأن الجزائري، بحكم الاستعمار الذي هز كيان الدولة الجزائرية ثقافيا، ماجعل الاهتمام بالهوية و الدين والثقافة أمرا بالغ الأهمية ."حسب ذات الأستاذ المحاضر".

وفي مسألة اللغة، يضيف، أن الراحل رحمة الله عليه، ناضل من أجل ابقاء اللغة الفرنسية دون أن تحل  محل اللغة الأصلية للامة الجزائرية، لأنه ينظر لها على انها لغة ضرورية للبحث في العلوم الغربية ،وعلى ذلك شجع الطلبة من اتقانها بجانب اللغات الأخرى من أجل تعزيز تمكينهم العلمي.

في ذات الشأن،  قال علوش  أن  للتنمية الحظ أيضا من مجال اهتمامه، حيث يعتقد أن التنمية ترتبط ارتباطا وثيقا بالإنسان وتعليمه الذي يؤسس لمجتمع قوي فكريا وحضاريا.

ونوه أن الراحل ترك  كتابات حول تحليل المشاهد و المشاكل والعوائق التي وقفت أمام استقلال  الجزائر لاسيما ما تعلق بالهوية و اللغة، التي تعد منطلقه الأساسي الثابت من خلال الرجوع للقضايا العامة و تحليلها فلسفيا وفكريا.

دور الراحل عبد الله شريط في توجيه المجتمع

بدوره ، تطرق الأستاذ طارفة بوجمعة، لسيرة الراحل عبد الله شريط، الذي كان مجاهدا ووطنيا، يمثل نموذجا للمثقف الذي قدم  للوطن في كل محطة ما يستحق  بالقلم و العلم و الفكر.

حيث عمل في إطار نضاله كرجل اعلام ومترجم للمقالات التي تتحدث عن تاريخ الجزائر و الثورة، ثم عمل بعد الاستقلال  على اخراج الأمة من التخبط والتخلف   نحو الحداثة الرقمية بمنحزات أثرت  في العقول و النفوس على حد سواء."يضيف ذات المتحدث".

وبخصوص إهتمامه بالفلسفة، قال أنه استغل الفلسفة في معالجة قضايا المجتمع ، خاصة ما كان موجها نحو معركة المفاهيم التي خصص لها مؤلفا ثريا بالمعارف و المعلومات التي تفيد المجتمع وتسلط الضوء على أهم أركانه.

في الختام،  تطرق الكاتب حميدة عياشي، لشخصية الراحل من منطلق أنه من القامات التي لايمكن   اختصارها في ندوة  أو محاضره  واحدة ، إنما لابد من تعزيز الجهود الدورية في كل فرصة للاستفادة من خيرة أعمال ومنجزات هذا الرجل العظيم.