33

0

فصائل المقاومة الفلسطينية: "نرفض رفضا قاطعًا أي وصاية أجنبية على قطاع غزة"

 

 نشرت حركتا المقاومة الإسلامية "حماس" و الجهاد الإسلامي في فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بيانًا مشتركًا مساء اليوم الجمعة، أكدت فيه أن تحرير الأسرى ووقف الإبادة يمثلان أولوية وطنية، وأن إدارة قطاع غزة شأن فلسطيني داخلي خالص لا يخضع لأي وصاية أجنبية.

كريمة بندو

البيان جاء تعقبيا على الإعلان عن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى،وجاء في البيان: "شعبنا الفلسطيني الأبي.. في ضوء الإعلان عن المرحلة الأولى من اتفاق وقف وإنهاء حرب الإبادة، والمفاوضات الماراثونية التي خاضتها الفصائل ووصلت إلى هذا الإنجاز الوطني، تتقدم القوى الثلاثة بتحية إجلال وإكبار إلى جماهير شعبنا العظيم، وخصوصًا أبناء قطاع غزة الذين واجهوا أفظع الجرائم الصهيونية بصمود وثبات أسطوري".

وقالت فصائل المقاومة أن صمود أبناء الشعب الفلسطيني في وجه العدوان والإبادة والتجويع والنزوح هو "رمز حي لإرادة شعب لا تنكسر"، مشيدة في الوقت نفسه بـ "ثبات المقاومين والطواقم الطبية والإسعاف والدفاع المدني والصحفيين والنازحين"، الذين أفشلوا – بحسب البيان – "مخططات التهجير والاقتلاع وسجلوا درسًا خالدًا في الصمود والتحدي".

وأوضحت أن المشاهد المهيبة لعودة النازحين إلى مدينة غزة ومخيماتها المدمرة "تجسد إرادة شعب يرفض الهجرة القسرية ويصر على البقاء على أرضه رغم الدمار الهائل".

كما أثنت الفصائل على بطولات المقاومة الفلسطينية التي "صمدت شامخة بين الركام وكسرت معنويات العدو وألحقت به خسائر فادحة"، مؤكدة أن "العدو لم يتمكن على مدار عامين وأكثر من كسر إرادة المقاومة رغم امتلاكه آلة حربية ضخمة وفتاكة".

وفي السياق ذاته، تقدمت المقاومة بـ "تحية فخر واعتزاز لجبهات الإسناد في اليمن ولبنان والجمهورية الإسلامية في إيران والعراق"، مشيدة بمواقفهم "إلى جانب شعبنا ومقاومته وتقديمهم الشهداء على طريق القدس والأقصى".

كما أعرب البيان عن تقدير القوى الفلسطينية للوسطاء الأشقاء – مصر وقطر وتركيا – و"كل من ساند هذا المسار"، داعيًا "الطرف الأمريكي والوسطاء كافة لمواصلة الضغط لضمان التزام الاحتلال ببنود الاتفاق وعدم الانحراف عنها".

وثمنت أيضا الحراك العالمي التضامني مع فلسطين وغزة، معتبرة أنه "رسالة قوية بأن قضية شعبنا قضية سياسية وإنسانية عالمية"، وأن هذا الدعم الدولي "يمثل دفعة معنوية كبيرة لشعبنا المقاوم، ويؤكد أن الاحتلال كيان مارق يعيش عزلةً متزايدة يجب أن تتصاعد".

وأوضح البيان أن الاحتلال "سعى لتفجير المسار التفاوضي وتعطيل الاتفاق"، لكن الوفد الفلسطيني المفاوض "تمسك بمطالب أبناء شعبنا بوقف حرب الإبادة"، ما أفضى إلى اتفاق لتطبيق المرحلة الأولى التي تمثل "خطوة جوهرية نحو المطلب الملح بوقف العدوان نهائيًا وانسحاب الاحتلال ورفع الحصار".

وأضافت القوى أن الاتفاق يشكل فشلًا سياسيًا وأمنيًا للاحتلال، وكسرًا لمخططاته في فرض التهجير، وتحقيقًا جزئيًا لإنهاء معاناة الشعب وتحرير المئات من الأسرى والأسيرات "في خطوة تعبر عن صلابة المقاومة ووحدة الموقف الوطني".

وأكدت الفصائل أن خوضها للمسار التفاوضي تمّ "في ظل حرب إبادة ومعاناة غير مسبوقة"، وتعاملت معه بـ "مسؤولية وطنية عالية"، حرصًا على "فتح أفق جديد للحياة في غزة"، مشيرة إلى أن المسار وآلية تنفيذ الاتفاق ما زالا بحاجة إلى يقظة وطنية عالية ومتابعة دقيقة لضمان نجاح المرحلة الحالية.

وأوضحت أنها بذلت جهودًا مضنية لإطلاق سراح جميع الأسرى والقيادات الوطنية الأسيرة، إلا أن الاحتلال "أجهض إطلاق سراح عدد كبير ومهم منهم"، مضيفة أنها "آثرت المضي في تنفيذ الاتفاق لضمان وقف حرب الإبادة ومنع الاحتلال من مواصلة جرائمه".

وأكدت الفصائل الثلاثة في ختام هذا المحور: "نعاهد شعبنا وعائلات الأسرى بأن قضية تحريرهم جميعًا ستبقى على رأس جدول أولوياتنا الوطنية، ولن نتخلى عنهم أبدًا، كما نبارك لشعبنا حرية هذه الثلة المباركة من أسرانا وأبطالنا".

وشدد البيان على أن المرحلة الراهنة تمثل فرصة لتعزيز التكافل الاجتماعي داخل غزة عبر دعم الأسر المتضررة وتأمين مقومات الحياة اليومية وتفعيل أطر التعاون بين الفصائل والمؤسسات المحلية والدولية "لخلق بيئة صامدة وموحدة قادرة على مواجهة التحديات".

كما جددت المقاومة، نداء الوحدة والمسؤولية الوطنية، ودعت إلى "الشروع في مسار سياسي وطني موحد مع جميع القوى الفلسطينية"، معلنة عن العمل مع جهود مصرية كريمة لعقد اجتماع وطني شامل وعاجل من أجل "الخطوة التالية بعد وقف إطلاق النار"، بهدف توحيد الموقف وصياغة استراتيجية وطنية شاملة وإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية على أسس الشراكة والشفافية.

ورفضت الفصائل رفضًا قاطعًا أي وصاية أجنبية على قطاع غزة، مؤكدة أن تحديد شكل إدارة القطاع وأسس عمل مؤسساته شأن فلسطيني داخلي تحدده "مكونات الشعب الوطنية بشكل مشترك"، مع "الاستعداد للاستفادة من مشاركة عربية ودولية في مجالات الإعمار والتعافي ودعم التنمية، بما يعزز حياة كريمة لشعبنا ويحفظ حقوقه في أرضه".

وفي ختام البيان، جددت المقاومة، وفي هذه اللحظة التاريخية الحاسمة، وفاءها للشهداء والأسرى والجرحى والمقاومين، وتؤكد تمسكها الثابت بحقوق شعبها في أرضه ووطنه مقدساته وكرامته، وإصرارها على مواصلة المقاومة بكل أشكالها حتى "تحقيق حقوقها كاملة وعلى رأسها إزالة الاحتلال وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services