82

0

بن عامر لـ"بركة نيوز": 24 فيفري رمز للنضال النقابي وحماية الثروات الوطنية

 

حاوره: سعيد بن عياد 

 

تحيي الجزائر اليوم الاثنين 24 فيفري 2025 الذكرى التاريخية المزدوجة لميلاد الاتحاد العام للعمال الجزائريين الموافق لـ 24 فيفري 1956 إبان ثورة التحرير المجيدة ولتأميم المحروقات في ذات اليوم من سنة 1971. 

هذا اليوم التاريخي الذي يرمز للنضال والكفاح من أجل تحرير البلاد وحماية الثروات الوطنية وتسخيرها للتنمية، هو محطة لاستلهام العبر وتجديد عقد الثقة تحت مظلة الحفاظ على السيادة الوطنية والتصدي للتحديات.
 ولتسليط الضوء على هذا اليوم ودلالاته الاقتصادية والاجتماعية، كان لنا لقاء مع النقابي فريد بن عامر الأمين العام لاتحاد العمال الجزائريين لولاية الجزائر، الذي أوضح أن احياء هذه الذكرى هذا العام يأتي في سياق مميز يتسم بانتعاش عالم الشغل من خلال عودة حركية ملموسة في المؤسسات بكل القطاعات وبروز مؤشرات إيجابية بفضل ديناميكية الاستثمار التي تغذي دواليب التشغيل الذي يبقى التحدي الأكبر لادماج طالبي العمل في عالم الشغل خاصة الشباب وحملة الشهادات. 
وفي هذا الإطار من المقرر تنظيم حفل إحياء الذكرى 69 لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين والذكرى 54 لتأميم المحروقات يوم الثلاثاء 25 فيفري بمقر المركزية النقابية وهو ما دعا اتحاد ولاية الجزائر كافة العمال للمشاركة فيه تعبيرا عن التمسك بالمبادىء النقابية الحقيقية التي تضع مصالح العمال والمؤسسات في صدارة أولويات المرحلة لتعزيز مناخ الاستثمار المنتج في ظل الاستقرار والتنمية.
وبهذا الخصوص ثمن بن عامر ارتفاع سقف المكاسب التي يجري تحقيقها منذ السنوات القليلة الماضية مشيرا إلى جدوى وثقل القرارات والخيارات التي سطرها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لإعادة الاقتصاد الوطني إلى سكة النمو بضح نفس جديد في كافة دواليب الآلة الإنتاجية.

وتجدر الإشارة هنا ـ يضيف محدثنا ـ على سبيل الذكر إلى تدشين الرئيس لمصنعين لتحلية مياه البحر عشية حلول ذكرى 24 فيفري من جملة 5 محطات جاهزة مما يعكس عمق الرؤية الاستراتيجية التي تقود إلى مستقبل واعد ستوعب تطلعات الأجيال الجديدة من العمال الذين يسيرون على درب الأجيال التي حررت البلاد واسست لنهضتها لتكون الجزائر بحق منارة للبلدان الطائرة في طريق النمو والارتقاء إلى بلد ناشىء كما كانت بالأمس قبلة لحركات التحرر من الاستعمار.
وحول إعادة النهوض بالعمل النقابي مجددا بعد كل التراكمات السلبية التي اضرت بسمعة الاتحاد العام للعمال الجزائريين في مرحلة سابقة أوضح الأمين العام لاتحاد العمال لولاية الجزائر، أن هناك مقاربة سطرتها المركزية النقابية بقيادة الأمين العام لاتحاد العمال الجزائريين عمر تاكجوت، ترتكز على قاعدة العودة إلى المنبع الأصلي الذي اسسه الشهيد عيسات ايدير تحت عنوان بارز هو الدفاع عن مصالح العمال من خلال الدفاع عن المصالح العليا للجزائر وذلك عبر التخلص نهائيا من ممارسات أنانية ومصلحية وفئوية نتج عنها في سنوات مضت فساد أضر بالعمل النقابي وبسمعة الاتحاد.

مشددا على أنه من الآن فصاعدا لن يكون هناك تسامح مع أي تقصير او تهاون او خروج عن القانون الأساسي للمنظمة، بحيث تكون منظومة القيم والمبادىء النقابية الأصيلة هي المعيار الذي يحسم معادلة تمثيل الاتحاد.
وانطلاقا من معالم هذه المقاربة، التي تضع خطا فاصلا بين النقابي الذي يحمل هذه القيم ومن يسعى لتوظيف الصفة النقابية لخدمة مصالح خاصة او فئوية بحيث يكون للميدان وحده فرز الصفوف.

وأضاف فريد بن عامر أنه تم الاهتمام اولا بتجديد الهياكل القاعدية بالتوجه إلى ارادة العمال في انتخاب ممثليهم وهم فقط أي العمال من يراقب ويحاسب من وضعوا فيهم الثقة إلى جانب الهيئات الوصية التي تحرص على انتهاج الشفافية والحرية في الاختيار. 
وأشار أيضا إلى أن هناك عمل كبير يجري تجسيده على مستوى البناء التنظيمي وتفعيل آليات الاتحاد الأفقية والعمودية لتعزيز موقع النشاط النقابي في المؤسسات الاقتصادية والإدارية لتوسيع مساحة تمثيل الاتحاد العام للعمال الجزائريين من خلال العمل الجواري والحوار والحضور في الميدان كقوة اقتراح لحلول تعالج نزاعات واختلالات قد تشكل عائقا أمام العمل النقابي.
وذكّر بن عامر بأهمية الحوار الاجتماعي في عالم الشغل وفقا لما أكد عليه مرارا رئيس الجمهورية الذي يولي المسألة النقابية أهمية قصوى عبر اصلاح التشريعات ذات الصلة ووضع الحوار كعامل استقرار ينبغي الإلتزام به من طرف الشركاء مسيرين ونقابيين الأمر الذي يوفر المناخ الايجابي للعمال للقيام بمهامهم بروح المبادرة.
وأفاد محدثنا أن التواصل بين الهيئات النقابية في إطار منظم هو عامل محفز لتحقيق أهداف المقاربة الجديدة وهو ما يتحقق في الميدان لمعالجة كل انشغال في حينه والتضييق على اي نزاعات قد تعيق ديناميكية نشاط المؤسسة الاقتصادية ولذلك كان التنسيق  والتشاور احد الضمانات لبلوغ الهدف المشترك ممثلا في الرفع من مستويات الإنتاج وحماية القدرة الشرائية وتحصين الاقتصاد الوطني في زمن عولمة شرسة تستهدف البلدان المرشحة لأن تصبح بلدان ناشئة كما هي طموحات الجزائر اليوم التي قطعت اشواطا معتبرة على هذا الطريق بفضل عمالها واطاراتها وسداد رؤية رئيس الجمهورية نحو أفق رحب يستوعب تطلعات عالم الشغل.
وبالمناسبة توقف الأمين العام لاتحاد العمال الجزائريين لولاية الجزائر، فريد بن عامر عند جانب الذاكرة وأهمية التعاطي معها بروح إيجابية لتحصين المستقبل مشيرا إلى أن للتاريخ مكانة بارزة في أبجديات العمل النقابي وكان موعد يوم الشهيد محطة أخرى سجل الاتحاد مشاركته فيها للاستلهام من تضحيات شهداء الحرية عبر مسيرة الحركة النضالية الوطنية التي توجت باندلاع ثورة اول نوفمبر المجيدة التي تبقى البوصلة الحية والدقيقة للأجيال والنقابيين بالذات لمواصلة حمل رسالة الوطنية الصادقة.

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services