947
0
خبراء ومختصين يناقشون دور الجامعة في تعزيز ثقافة الأمن السيبراني
نظمت جامعة الجزائر 3، بالتعاون مع فرقة البحث "الأمن السيبراني والسيادة الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي في الجزائر"، وفرقة البحث "التحول الرقمي للإدارة العمومية في الجزائر: الفرص والتحديات"، ومكتب استراتيجية الرقمنة لجامعة الجزائر 3، ملتقى علمي وطني حول دور الجامعة في تعزيز ثقافة الأمن السيبراني، وذلك بمدرج نلسون منديلا بكلية علوم الإعلام والاتصال بالجزائر العاصمة.
مريم بوطرة
في كلمته الترحيبية، أكد خالد رواسكي، مدير جامعة الجزائر 3، أن هذا الملتقى الذي يركز على دور الجامعة في تعزيز ثقافة الأمن السيبراني يعد مبادرة نوعية،ويأتي ضمن سلسلة المبادرات التي قامت بها الجامعة عبر كلياتها ومعاهدها، مع التأكيد على الأهمية البالغة التي أولاها قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر لموضوع الأمن السيبراني.
وفي هذا السياق، أوضح أنه تم اعتماده من قبل وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمحور بحث رسمي رابع ضمن الأولويات البحثية الوطنية، بالإضافة إلى الأمن الطاقوي والغذائي والصحي حيث ستعتمد جامعة الجزائر 3 في برامج البحث لسنة 2025 لديها على 150 بحث وطني، مشيدا بجهود إطارات الجامعة من أساتذة وباحثين، مما جعلها سباقة في اقتراح مبادرات مثل هذا الملتقى وإثراءه.
وأضاف أن الأمن السيبراني ونظرا لأهميته يحظى بأهمية كبيرة لدى الدولة، حيث تم تدشين مدرسة وطنية عليا خاصة بالأمن السيبراني من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ما سيعزز مستوى الأمن السيبراني في الجزائر وفي الجامعة وفي التكوين الجامعي بشكل عام.
ومن جانبها أكدت دليلة العوفي رئيسة الملتقى على أهمية الأمن السيبراني في عصرنا الحالي، حيث أصبح عاملاً حاسماً في حماية البيانات والأنظمة الرقمية من التهديدات الخارجية يستجيب لتحديات التحول الرقمي واعتماد الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في مختلف المجالات، مبرزة التحديات والتهديدات التي تواجه الأمن السيبراني في الوقت الحالي منها ارتفاع مستوى التهديدات السيبرانية مع زيادة التكنولوجيا وتوسع استخدام الإنترنت، بالإضافة إلى التهديدات المتزايدة من الهجمات السيبرانية المتطورة والهجمات الإلكترونية الهادفة إلى تعطيل البنية التحتية الرقمية للمؤسسات والحكومات.
أهمية توعية وتدريب مستخدمي الإنترنت على الممارسات الآمنة
و شددت العوفي على ضرورة توعية الطلاب بأهمية الأمن السيبراني وتعزيز ثقافتهم في هذا الجانب، حيث يعد تشجيع الطلاب على المشاركة في فعاليات تعزيز الأمن السيبراني وتوفير الدورات التدريبية وورش العمل في هذا المجال، خطوة أساسية نحو بناء جيل واعٍ ومدرك لتحديات الأمن السيبراني في المستقبل وتأتي هذه الجهود تعزيزاً للقدرة الوطنية على التصدي للتهديدات السيبرانية وحماية البنية التحتية الرقمية للدولة والمؤسسات.
وفي مداخلته، أشار نوفيل حديد، رئيس مكتب استراتيجية الرقمنة، إلى أهمية التركيز على الجوانب المفاهيمية للتهديدات والدفاعات في مجال الأمن السيبراني والجرائم السيبرانية، موضحا أن الأمن السيبراني يعني القدرة على حماية الفضاء الإلكتروني والدفاع عنه ضد الهجمات الإلكترونية، وفقًا لتعريفات المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا NIST.
وشدد على أهمية توعية وتدريب جميع المستخدمين على الممارسات الآمنة في الإنترنت، مؤكدا أن الاستثمار المستمر في البحث والابتكار في مجال الأمن السيبراني ضروري لمواجهة التهديدات المتطورة التي تواجهها الشبكات الإلكترونية بشكل فعال.
أما الدكتور مصطفى بوروبي من جامعة الجزائر 03 إعتبر الأمن السيبراني جزءًا لا يتجزأ من الاستراتيجيات الاقتصادية والتنموية للدول
أبرز زين الدين بودقنة، مدير عام مؤسسة CYBEARS المتخصصة في أمن المعلومات، دور الجامعة في مجال الأمن السيبراني، حيث أكد على أهمية الموارد البشرية المتخصصة في هذا المجال، والتي تعتبر قليلة جدًا في الجزائر وعلى مستوى العالم، منوها بضرورة تدريب وتأهيل الكوادر البشرية في ذات المجال وتطوير البرامج التعليمية والبحثية لزيادة الوعي والمهارات السيبرانية للطلاب والباحثين مؤكدا على أهمية تعزيز التعاون بين الجامعات وكافة المجالات ذات الصلة لضمان توافر الخبرات والتقنيات الحديثة في مجال الأمن السيبراني.
استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في رصد وتحليل ومكافحة التهديدات السيبرانية
أما هند بن ميلود، المحامية المعتمدة لدى المحكمة العليا ومجلس الدولة، فقد استعرضت دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن السيبراني داخل الجامعات، مشيرة إلى أهمية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في رصد وتحليل ومكافحة التهديدات السيبرانية بفعالية ،كما أشارت إلى أهمية تكامل الجهود مجتمعيا لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني وتحقيق التطور والتقدم في هذا المجال.
في مداخلته، تطرق أحمد كاتب، مدير الدراسات والبحث بالمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة (INESG)، إلى إشكالية خلق المحتوى الوطني في الفضاء الرقمي، وطرح سؤالًا مهمًا حول مفهوم السيادة في العصر الرقمي، سواء بالنسبة للسيادة الجغرافية التقليدية أو السيادة الرقمية غير المادية، كما استعرض مفهوم الفضاء العمومي الهابرماسي، حيث يتمتع المواطنون بالولوج الحر والمضمون إلى مجالات الحوار العامة، مشيرًا إلى أهمية العقلانية والتفاعل الديمقراطي داخل هذا الفضاء خاصة مع انتقال المفهوم التقليدي للفضاء العمومي إلى مفهوم جديد ورقمي، مما يتطلب تفكيرًا جديدًا في دور الوسائط الرقمية ودورها في صياغة الواقع ي ظل تزايد التوترات والتناقضات داخل الفضاء العمومي الجديد، مما يعكس تنوع الخطابات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي تتلاقى فيه.
وفي سياق متصل قدم عبد القادر بلخير، مدير مختبر أنظمة الإعلام الآلي بجامعة باب الزوار، نظرة حول مشكلة الجريمة السيبرانية وأثرها السلبي في العالم الرقمي و استعرض تحديات وتداعيات الجريمة السيبرانية، وصاغها بأنها "وباء العصر الرقمي".
جهود الدرك والأمن الوطني في مكافحة الجرائم السيبرانية
في مداخلته حول دور الدرك الوطني في مكافحة الجريمة السيبرانية، قدم المقدم مولود زيتوني من المديرية العامة للدرك الوطني عدة نقاط حيث تحدث عن واقع استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال في الجزائر، حيث يبلغ عدد مستخدمي الهواتف المحمولة حوالي 50.6 مليون مستخدم، ومستخدمي الإنترنت حوالي 33.5 مليون مستخدم، وعدد مواقع فيسبوك المستخدمة يصل إلى حوالي 25 مليون موقع.
وذّكر بالتشريعات المتعلقة بمكافحة الجريمة السيبرانية في الجزائر، مثل المادة 394 من قانون العقوبات المتعلقة بالمساس بأنظمة المعالجة الآلية للمعطيات، والمادة 196 المتعلقة بنشر الأخبار المغلوطة، وقوانين أخرى.
وأشار إلى الهياكل المختصة في مجال مكافحة الجريمة السيبرانية في الجزائر، مثل الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال، والقطب الجزائي الوطني لمكافحة الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال، وغيرها.
قدم أيضًا أرقامًا حول أعمال الدرك الوطني في مجال مكافحة الجريمة السيبرانية، حيث تمت معالجة حوالي 1654 قضية في عام 2020، وحوالي 2413 قضية في عام 2021، وحوالي 2316 قضية في عام 2022، وحوالي 2473 قضية في عام 2023، وحوالي 1209 قضية في السداسي الأول من عام 2024 وختم مداخلته بإعطاء أمثلة على حالات ملموسة لاستغلال ثغرات أمنية في الفضاء السيبراني.
وفي مداخلته بعنوان "مجهودات المديرية العامة للأمن الوطني في مجال الوقاية ومكافحة الجرائم السيبرانية"، أوضح محافظ الشرطة، أمين مطمط، عدة محاور هامة منها حالة الفضاء السيبراني والتهديدات السيبرانية في الفضاء الوطني، مشيرًا إلى مخطط المديرية العامة للأمن الوطني في هذا الصدد، وأبرز بعض القضايا التي تم معالجتها من قبل مصالح مكافحة الجرائم السيبرانية للأمن الوطني، مثل التبليغ عن الجرائم السيبرانية عبر القنوات الخاصة بالمديرية العامة للأمن الوطني، كما استعرض الصعوبات التي تشكلها التهديدات السيبرانية والجرائم المتعلقة بأنظمة المعالجة الآلية للمعطيات، بالإضافة إلى الجرائم التي يُسهل تنفيذها باستخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصال.
وأشار مطمط إلى تواجد فرق متخصصة في مجال مكافحة الجرائم السيبرانية، بالإضافة إلى دوائر لتحليل الأدلة الرقمية في المخبر المركزي والمخابر الجهوية، مشيرا إلى جهود تطوير التعداد البشري المختص وتوفير التكوين المناسب، بما في ذلك تكوين محققين مختصين ومتدخلين أوليين، وتأسيس علاقات تعاون في مجال التكوين مع الجامعات ومؤسسات البحث العلمي.