136
0
ضعف السيناريو ذريعة لاتكفي..السينما تنتظر عودة البريق

ضعف السيناريو ذريعة لاتكفي..السينما تنتظر عودة البريق
متعطشون بشغف لمشاهدة أفلام ومسلسلات بقوة ووزن “الحريق”، ونرغب في تكرار تجربة السفر المبهرة التي حلق معها الجزائريون وغيرهم من المشاهدين في فيلم رائعة،”معركة الجزائر”، التي اختزلت نضال الشجاعة وكفاحا مريرا علم العالم كيف تؤخذ الحرية من أنياب الوحوش، عبارات كثيرا ما يرددها الجزائريون الذين مازالو يتطلعون لمشاهدة أعمال فنية جزائرية، تترك فيهم أثرا وتعيد للفن السابع بريقه..فمن المسؤول عن هذا الشحوب والضعف والتراجع؟ لماذا لم نتمكن من طرح أعمال فنية تقترب من أداء “الأفيون والعصا”..وأفلام عديدة تعذر علينا أن ننتج أعمالا بمستواها؟
فضيلة بودريش
ليس من الصعب تحديد الخلل وتجاوز العوامل المجهضة لسطوع نجم السينما والدراما الجزائرية، صحيح أن هناك من يوجه أصابع الاتهام للنص ويشتكي من ضعف السيناريو ويكتفي بهذا القدر كذريعة، من دون تقديم بدائل والبحث عن حلول تمهد لمسار العودة، لأننا في الواقع مشاهدين كنا أم مثقفين، نتطلع لإنتاج غزير بقوة تنافسية عالية، لا يمكن للنص الجيد وحده أن يشيد ملامحه، بل الانفتاح على واقع سينمائي ودرامي أفضل، يبدأ من رسم ملامح الخطة.. كيف ننطلق بشكل صحيح؟..وما هي الأولويات؟.. ومن ثم تأتي مرحلة تكوين المخرجين والممثلين، وتوفير أماكن التصوير، من استديوهات، وتقنيات حديثة ومصورين بارعين، وعودة نشاط دور السينما، وما إلى غير ذلك.
المشكل في الوقت الحالي يكمن في تبني خطوة تهيئة الأرضية وإعداد وتوفير كل مايلزم، لتكون الانطلاقة صحيحة، حيث كل رديء أو ضعيف يتلاشى من تلقاء نفسه ويسقط من حلقة الترشيح، ولن يجد له مكانا مع الجودة والإبداع الراقي، وبالتالي خلق منافسة نزيهة يسود فيها الأفضل، ويتألق فيها الألمع، وفي كل ذلك الجمهور أول وآخر حكم يغربل.
السينما والدراما صناعة ثقافية وقوة ناعمة يمكن أن تتغلغل بذكاء برسائل مؤثرة في مجتمعات بعيدة لا نعرفها، لا تقل أهمية عن الصناعات الأخرى سواء كانت غذائية أو إلكترونية أو ميكانيكية أو تكنولوجية يحتاجها المتلقي “المستهلك”، لأنه دائما وباستمرار في رحلة بحث عن كل من يشد انتباهه ويبهره، في ظل عولمة فتحت أمامه منصات تختص بصناعة وعرض الأفلام والمسلسلات، في وقت مازالنا نعجز عن إطلاق العديد من الأعمال تسلط الضوء على تاريخ كبير، ينبغي أن يعرفه العالم..فمتى نقرر أن تكون العودة ونحدد سقفا لجودة أعمالنا؟. علما أن خلاصة القول، تكمن في كون ضعف السيناريو ذريعة لا تكفي..لأن السينما الجزائرية تنتظر عودة البريق.