330

0

دار الخلدونية للنشر والتوزيع... عقدين من الوجود وإنتاج أزيد من 1500 عنوان

 لطالما صنعت الجزائر سمعتها الواعدة على مختلف الميادين أين كان لها الصدى الكبير في معارضها الدولية وخاصة معرض الكتاب الذي يثبت اهتمام الجزائر عموما وشعبها بالخصوص لعالم الكتاب والقراءة في ديناميكية تفاعلية مستمرة، يقود الجيل الصاعد لبناء مستقبل مشرق.

بثينة ناصري 

كما تتوفر الجزائر على عدد هائل من دور النشر ومواهب وقدرات إبداعية وباحثين، وللحديث عن ذلك كان لجريدة "بركة نيوز" لقاء مع الاستاذ عامر جعيجع مدير دار الخلدونية للنشر والتوزيع والتي تأسست منذ أكثر من عقدين من الزمن ولها من المنتوج ما يقارب ألف و500 عنوان في مختلف التخصصات من بينها الكتاب الاكاديمي والقصة، الرواية، والكتاب الفكري والدعوي والقانوني والاقتصادي إلى آخره. 

عالم الكتاب اقتصاد معرفي خلاق للثروة

وأفاد جعيجع أن عالم الكتاب في الجزائر بعد جائحة كورونا تغير تغيرا جذريا لاعتبارات عدة، الاعتبار الأول أن المنتوج الفكري زاد لأن الناس تفرغت في أزمة كورونا واكملت مشاريعها الثقافية والفكرية والاكاديمية، ولكن بالمقابل المقرؤية نقصت نوعاً ما، مؤكداً أن الكتاب الآن لا ينظر إليه كبقية البضائع الكتاب هو في الحقيقة يدخل في اقتصاد المعرفة.

موضحاً أنه عندما ينجز الكاتب في شكل  رواية أو رسالة دكتوراه أو سيرة ذاتية وغيرها فهذا قد يحول إلى عمل فني يُصدر إلى خارج الوطن وأيضا يستغل داخل الوطن، وبالتالي فإن هذه العملية تحقق ريع اقتصادي .

وتطرق في حديثه عن مختلف مشاكل عالم القراءة، وأوضح أن الأزمة الأولى أزمة المكتبات، والأزمة الثانية المقروئية لأن العوامل التكنولوجية أحدثت طفرة في موضوع القراءة، مبرزا أن دار الخلدونية للنشر والتوزيع اعتمدت في هذا السياق على جمع تراث الأستاذ محمد مفتاح في الأعمال الروائية المقدرة بـ 16 رواية.

وحسب متحدثنا فإن هذا الاختيار جاء لعدة أسباب الأول لمحاربة الرذيلة فيما يكتب والأمر الثاني في لتقديم معلومات لطلبة الدراسات العليا من ليسانس ودكتوراه يستطيعون من خلالها تقديم بحوث جيدة وصحيحة، مشيراً إلى أن دار النشر تقوم بتشجيع كل المؤلفات التي تتحدث عن المناطق الأثرية وتقاليد وعادات وطنية تصدر من أنامل جزائرية.

كتب مألوفة تعرف رواجا هائلا تبقى محل تساؤل 

وبخصوص توجه الشباب في الفترة الأخيرة إلى كتب الجن والشياطين، يرى أن هذا الموضوع يحتاج من علماء الاجتماع وأهل التخصص دراسة الظاهرة لأن الموضوع مبهم بعض الشيء، فمن الغريب وجود وفود الشباب وطوابير على هذا النوع من الروايات، مضيفاً أن الذكاء الاصطناعي يلعب دور مهماً في التأثير على عقول الشباب.

وبالنسبة المقروئية الالكترونية والورقية، قال "للأسف الشديد قليل من يقرأ يقرأ الكتاب الورقي أما القراءة الالكترونية تستخدم في البحث عن مواضيع معينة في التحري عن المعلومات وغيرها، أما القراءة الحقيقية الجادة النافعة التي ترسخ وتُكون الشخصية فهي من خلال الكتاب الورقي".

وأضاف بعد جائحة كورونا مباشر ارتفع سعر الكتاب ارتفاع خيالي، ولكن عرف  انخفاظا ملحوظًا في الآونة الأخيرة ولكن المعادلة الاقتصادية كلما زاد العرض زاد الطلب لا تنطبق على الكتاب، لأنه الآن يتم طبع أعداد قليلة والطلب غير موجود وفي بعض الأحيان قليل والسعر مرتفع، موضحا أنه كان في سابقا يتم طبع أعداد كبيرة بسعر مناسب وعليها الطلب مرتفع.

وأشار الكتاب لا يخضع إلى المعايير الاقتصادية، وربما هذا راجع إلى تراجع القدرة الشرائية التي لها دور كبير عن تراجع السوق، مؤكدا أن العائلة الجزائرية لم تعد مهتمة بإقتناء الكتاب الشبه مدرسي لأبنائها.

وأضاف أنه من أجل القراءة وتكوين مكتبة بيتية للمطالعة والقراءة فهذا منعدم وكذلك في المدرسة الجزائرية موضوع المطالعة غائب تمامًا عن الوجود، وأصبحت الجوائز ليست كتب بل هواتف نقالة ولوحات ذكية وأشياء أخرى، وهذا ينعكس بالسلب على سيرورة الواقع الفكري في الجزائر.

توجه الشباب نحو عالم الرواية 

ولفت إلى أن الشباب تجذبه الرواية بالدرجة الأولى باعتبارها ليست مجرد قصص تُحكى للتسلية، بل هي خلاصة تجربة الكاتب الإنسانية، تحمل بين أسطرها بصمة مكانه وزمانه بكل تفاصيلهما من عادات وظروف وثقافات قد تكون غاية في الجِدَّة على قارئها، لذا فهو لا يخرج من القراءة بقصة مسلية فقط، بل يخرج بانطباع وافٍ عن تفاصيل الظرف الذي عاش فيه البطل.

وفي الأخير دعا مدير دار الخلدونية للنشر والتوزيع إلى ضرورة الاهتمام بهذا المجال وهذا نظرا لأهميته في تكوين الأفكار والآراء لدى الشباب واعادة النظر في المنظمة التشريعية القائمة، لأن معايير القراءة في الجزائر لم تحظ بالدراسة كما ينبغي من قبل المؤسسات ومخابر البحث والمختصين ومراكز سبر الآراء، وقال في ذات السياق "إذا آباءنا وأجدادنا منذ سبعين سنة دخلوا معركة التحرير الآن نحن في معركة التنوير ويجب التنبيه لهذا الجانب".

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services