387
0
بيان رسمي لتطويق الجدل.. مديرية التجهيزات العمومية ترد على فضيحة صورة مستشفى باتنة

في أول رد رسمي على الجدل الذي أثارته صورة مستشفى فرنسي نشرت على لافتة الإعلان عن مشروع مستشفى جامعي جديد بباتنة، أصدرت مديرية التجهيزات العمومية بيانًا توضيحيًا تسعى من خلاله إلى إحتواء موجة الإنتقادات التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي وتوضيح ملابسات إستعمال الصورة التي اعتبرت من طرف الرأي العام المحلي "تغليطًا" متعمداً عشية ذكرى الإستقلال.
ضياء الدين سعداوي
البيان المؤرخ بعد أيام أعقاب الإحتفالات المخلدة للذكرى 63 للإستقلال، يؤكد أن عملية توتيد الأرضية المخصصة لإنجاز المستشفى الجامعي الجديد بسعة 500 سرير قد تمت فعليًا بتاريخ 1 جويلية 2025 بعد أن تم اختيار الأرضية المناسبة للمشروع الذي يرتقب أن يحدث نقلة نوعية في القطاع الصحي بولاية باتنة ، وتزامن انطلاق المشروع مع مناسبة وطنية بارزة ما جعل الترقب الشعبي حوله كبيرًا.
توضيح رسمي حول الصورة المثيرة للجدل
وفي قلب البيان تطرقت المديرية إلى الجدل الذي فجرته الصورة الموضوعة على اللافتة الميدانية للمشروع والتي تبين لاحقًا أنها تعود لمستشفى في فرنسا، حيث أوضحت السلطات أن إختيار الصورة تم بشكل "عفوي" ومن دون أي نوايا تضليلية أو خلفية توحي بأنها تمثل التصميم الحقيقي للمستشفى المزمع إنجازه.
وأكد البيان أن الغرض من وضع الصورة كان "فقط للتعريف بموقع المشروع وإعطاء فكرة لسكان الولاية عن حجم وأهمية المركز الإستشفائي الجامعي" إلى حين الإنتهاء من إعداد التصميم النهائي من طرف مكتب الدراسات المعتمد والذي سيتقدم به لاحقًا عقب المسابقة الوطنية في الهندسة المعمارية.
توتر بين الثقة الشعبية والإتصال المؤسساتي
رغم التوضيحات الرسمية يرى مراقبون أن هذه الحادثة تعبر عن خلل واضح في آليات الإتصال المؤسساتي خاصة في المشاريع الكبرى التي تهم المواطن بشكل مباشر، فالصورة مهما كانت "عفوية" أو "تعريفية" تبقى جزءًا من الخطاب البصري الرسمي وتكتسب رمزيتها من رمز الدولة التي وضعتها خصوصًا في لحظة إعلان مشروع ضخم على مرأى ومسمع من الجميع.
ويرى العديد من الفاعلين في المجتمع المدني أن البيان وإن قدم توضيحًا تقنيًا وسياقيًا إلا أنه لم يجب بشكل دقيق عن السؤال: "لماذا لم يتم إستخدام مخطط أولي للمشروع بدلاً من صورة أجنبية لا علاقة لها بواقع الصحة في الولاية؟" وهو تساؤل مشروع يعكس إنعدام الثقة الشعبية في المؤسسات المنجزة خاصة في ظل تجارب سابقة لم تر النور أو تعثرت في منتصف الطريق.
ما المنتظر؟
تشير مديرية التجهيزات العمومية إلى أن المشروع في إنتظار الإعلان عن المسابقة الوطنية في الهندسة المعمارية والتي من المفترض أن تقدم التصور النهائي للمستشفى الجديد ، ويأتي ذلك بعد أن تم الإنتهاء من عملية إختيار الأرضية وتثبيتها وهي خطوة محورية في مسار إنجاز أي منشأة عمومية كبرى.
ومن المرتقب أن يتم في الأشهر المقبلة الإعلان عن الجهة التي ستفوز بتصميم المستشفى على أن تبدأ الأشغال الفعلية بعد إستكمال الإجراءات التقنية والإدارية وفقًا لما تنص عليه دفاتر الشروط.
الواقعة بكل أبعادها سواء البصرية أو التواصلية تسلط الضوء على الحاجة الماسة لإعادة الإعتبار لثقافة الشفافية والوضوح في التعامل مع الرأي العام ،فإذا كان المشروع في ذاته يحمل آمالًا كبيرة لسكان باتنة والمنطقة ككل فإن طريقة تقديمه يجب أن تكون على نفس القدر من الجدية بعيدًا عن الإجتهادات التي قد تفهم خطأ أو تفسر على أنها استغباء لعقول المواطنين.
لقد فتحت صورة واحدة نقاشًا واسعًا حول مصداقية المؤسسات وربما تكون هذه فرصة للمراجعة لا للتمويه. فالثقة تبنى على الصراحة لا على صور مستعارة.