في أجواء احتفالية نابضة بالألوان والخيول والشعر الشعبي، انطلقت مساء اليوم السبت ببلدية زانة البيضاء بولاية باتنة فعاليات المهرجان الثقافي للتراث السردي بالأوراس الكبير “أمناي لوراس” (فارس الأوراس)
ضياء الدين سعداوي 

المهرجان  الذي تنظمه مديرية الثقافة والفنون بالتنسيق مع الجمعية الثقافية المحلية “أذرار الأوراس” وبلدية زانة البيضاء.

فعاليات الإفتتاح التي أشرف عليها الأمين العام للولاية، رشيد زواد، عرف حضوراً واسعاً لفرق الفروسية وجمعيات الصناعات التقليدية وحرفيين وشعراء في فن الملحون من مختلف ولايات الوطن، إلى جانب ضيوف شرف من تونس وليبيا، ما أضفى على الحدث طابعاً مغاربياً مميزاً يعزز الروابط الثقافية بين شعوب المنطقة.

وعلى مدى يومين، يحتضن الفضاء الخارجي للموقع الأثري “ديانا فيتيرانوروم” بزانة البيضاء معارض متنوعة للصناعات والحرف والألبسة التقليدية، إلى جانب عروض فروسية وسباقات “الفنتازيا” وألعاب البارود التي استحضرت مشاهد من ملاحم الأوراسيين وفرسانهم، كما سيتخلل البرنامج حلقات شعر شعبي وألعاب تراثية تعيد إلى الأذهان حكايات البطولة والكرم التي يزخر بها التراث الشفوي للمنطقة.

وفي تصريح للموقع الإخباري بركة نيوز، أكد مدير المواقع الأثرية تيمڨاد، زانة و إيمدغاسن، شفيق بوغرارة، أن هذه التظاهرة تهدف إلى تثمين التراث المادي واللامادي الذي تزخر به الولاية، وإبراز البعد التاريخي والثقافي لمواقعها الأثرية، وفي مقدمتها موقع زانة الأثري، مشيرة إلى أن المهرجان يمثل “نافذة مفتوحة على ذاكرة الأوراس ورمزاً لإستمرارية الحكاية الشعبية في صيغتها المعاصرة”.

ورغم برودة الطقس، استقطبت التظاهرة في يومها الأول جمهوراً غفيراً من العائلات والزوار الذين توافدوا للإستمتاع بالعروض والأجواء الإحتفالية التي بعثت الحياة في بلدية زانة البيضاء النائية، مؤكدين أن مثل هذه المبادرات الثقافية تسهم في تنشيط الحركة السياحية والثقافية بالمنطقة.

بهذا، يواصل “أمناي لوراس” سرد الحكاية الأوراسية عبر لوحات من الفروسية والشعر والتراث، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في فضاء واحد يحتفي بالذاكرة، ويجدد العهد مع الأصالة والهوية الثقافية للأوراس الكبير.