أول أسيرة فلسطينية..فاطمة البرناوي قصة كفاح وصمود

لم تكن إمرأة عادية وإنما كانت تحمل بداخلها شجاعة وبطولة الكبار، وكل من إلتقاها يدرك أنها تحمل معها حيثما حلت قضية وطن مغتصب، ذاقت بصمود ويلات التعذيب بسجون الاحتلال الصهيوني من دون أن تتراجع قيد أنملة عن معركة الدفاع عن أرض وطنها، إنها أول أسيرة فلسطينية بسجون الاحتلال، فاطمة البرناوي، التي رحلت مؤخرا بعد تدهور حالتها الصحية.

فضيلة-ب

رحيل المناضلة والبطلة فاطمة البرناوي عن عمر ناهز 83، أوجع كل من عرفها أو التقى بها وسمع عن معركة كفاحها المريرة، تركت البرناوي هذه الحياة وهي مدركة أن فاطمات كثيرات سيحملن مشعل النضال إلى غاية استرجاع الوطن المسروق بأنياب المحتل، توفيت في مستشفى “فلسطين” في القاهرة، تاركة مسارا بطوليا ساطعا لا يمكن نسيانه بسهولة بل تعد قدوة لجميع الفلسطينيات.

تعد فاطمة البرناوي أول أسيرة بتاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة، على خلفية أنه تم اعتقالها بتاريخ 19/ 10/ 1967، عقب وضعها قنبلة في “سينما صهيون” الكائنة بمدينة القدس والتحقت بصوف حركة فتح وشرعت في النضال في الثامنة عشر من عمرها، وقضت ما لا يقل عن 10 سنوات محبوسة في سجون الاحتلال الصهيوني، يذكر أنه بعد  الإفراج عنها وإبعادها خارج فلسطين المحتلة، رجعت مرة أخرى لتعيش في قطاع غزة عام 1994، وتولت قيادة الشرطة النسائية.

ولكل من لا يعرف البرناوي فإنها ولدت بالقدس عام 1939 لأب من أصل نيجيري ولأم أردنية – فلسطينية، علما أن والدها شارك في ثورة عام 1936، وثم عادت رفقة  عائلتها إلى القدس عام 1960 وأقامت في حي الجالية الأفريقية.