23
0
اتفاق جزائري–جنوب إفريقي لتوسيع التعاون في البحث العلمي والتكنولوجيا إلى غاية 2028

تم، اليوم الخميس، بمقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالعاصمة، التوقيع على محضر تفاهم بين وزارة التعليم العالي ووزارة العلوم والتكنولوجيا والابتكار بجمهورية جنوب إفريقيا، وذلك في إطار دعم الشراكة الثنائية في مجالات البحث العلمي والتكنولوجيا، بالنظر إلى التجربة الرائدة التي حققتها جنوب إفريقيا في هذا القطاع الحيوي.
نسرين بوزيان
جرت مراسم التوقيع بحضور وزيري البلدين، كمال بداري و بليد زيماندي ، ويشكل هذا الاتفاق خطة عمل مشتركة تبدأ من سنة 2026 و تمتد حتى عام 2028، تهدف إلى توسيع آفاق التعاون في التعليم العالي، وتعزيز التبادل العلمي والابتكاري بين مؤسسات البلدين.
في كلمته بالمناسبة ، أكد الوزير كمال بداري على متانة العلاقات التاريخية والأخوية التي تربط الجزائر بجنوب إفريقيا، مشدداً على أن هذا الاتفاق يندرج في إطار رؤية الجزائر الرامية إلى تعزيز مكانتها العلمية قارياً، من خلال تفعيل شراكات استراتيجية في مجالات ذات أولوية على غرار التكنولوجيا الدقيقة، الذكاء الاصطناعي، الأمن الغذائي، الصحة العمومية، وغيرها من التخصصات الحيوية.
في سياق ذي صلة، أشار بداري إلى أهمية تشجيع تنقل الباحثين والطلبة والأساتذة بين البلدين من أجل تنفيذ مشاريع بحثية مشتركة، وتنظيم ملتقيات وندوات علمية ، مؤكداً أن الاستثمار في البحث العلمي يمثل أحد الركائز الأساسية لتطوير الاقتصاد الوطني.
كما كشف الوزير عن إنطلاق أول بعثة من الباحثين الجزائريين إلى جنوب إفريقيا خلال شهر ديسمبر المقبل، كخطوة أولى في تنفيذ بنود الاتفاق، لافتاً إلى أنه سيتم تنظيم لقاءات تقييم دورية كل ستة أشهر لمتابعة تطورات التعاون العلمي و الابتكاري بين الطرفين وتقييم نتائجه إلى غاية سنة 2028.
من جانبه، أشاد وزير العلوم والتكنولوجيا والابتكار بجمهورية جنوب إفريقيا، بليد زيماندي، بـالعلاقات العميقة والمتجذرة ، التي تربط بلاده بالجزائر، التي ساهمت في إرساء قاعدة صلبة للتعاون الثنائي في مختلف المجالات ، لاسيما في المجال العلمي و الابتكاري.
مشيدا بالتطورات التي شهدتها الجامعة الجزائرية، من خلال بناء رؤية استراتيجية في دعم الابتكار و اقتصاد المعرفة، مؤكداً أن الجزائر تمثل شريكاً محورياً في إفريقيا في مجال تطوير التعليم العالي والابتكار.
كما أشار الوزير أن التعاون بين البلدين النابع من التزام مشترك بين البلدين والذي يعود إلى سنة 2017، ويعتمد على أسس واضحة، من أبرزها: إنشاء مراكز بحثية مشتركة مثل مركز تطوير التكنولوجيا المتقدمة والمديرية العامة للبحث العلمي والتكنولوجيا والطاقة، إضافة إلى دعم برامج إفريقية كـمؤسسة نداء إفريقيا و المركز الإفريقي لليزر، وقد شمل التعاون العلمي بين الجزائر وجنوب إفريقيا عدة مجالات حيوية، منها: الهندسة الفضائية، الطاقات المتجددة، تقنيات النانو والمواد المتقدمة، الأمن الغذائي والطاقة، إضافة إلى إطلاق برامج تكوين مشتركة، من بينها برنامج ماجستير مشترك في تخصصات استراتيجية."
وأبرز أن هذا النموذج من التعاون يجسّد الرؤية الإفريقية المشتركة لبناء فضاء علمي وتكنولوجي متكامل، يقوم على تبادل الخبرات وتنسيق الجهود البحثية لمواجهة التحديات التنموية على المستوى القاري.
كما شدد الوزير على أهمية تعزيز تبادل التجارب بين الجامعات ومراكز البحث في البلدين، من خلال تكثيف الزيارات الثنائية وتنفيذ برامج تعاون أكاديمي تركز على الابتكار وريادة الأعمال الجامعية، وأبدى استعداد بلاده لتقاسم خبرتها في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، بما يحقق مصالح مشتركة على مستوى القارة.