142

0

التشكيلية باية محي الدين..من ألعاب طينية إلى أضواء العالمية

التشكيلية باية محي الدين..من ألعاب طينية إلى أضواء العالمية

تحمل في ألوانها الفرح وفي رسمها الكثير من الحياة التي صادرها المستعمر الفرنسي، فلمعت الموهبة الصارخة واتسمت بالكثير من الإصرار والصدق، فتمكنت من التفوق وسطع فنها التشكيلي المميز والمؤثر في المتلقي بشكل مدهش بعيدا في أرجاء العالم، لم تكن الفنانة الجزائرية باية محي الدين، تدرك بأن أناملها الرقيقة وحسها المرهف يطوعان الألوان بشكل سيدهش اشهر الرسامين في العالم في صدارتهم الإسباني بيكاسو.

فضيلة بودريش

قصة باية محي الدين مع الرسم والتألق لم تكن عادية أو عابرة، لفنانة هاوية أو صاحبة موهبة تحتاج إلى دراسة أكاديمية وتحترق لتبلغ الشهرة، بل كانت موهبة استثنائية تمكنت من تخليد لغتها الإبداعية ببصمة لا يمكن للأجيال أن تنساها، فخلدت لوحاتها مدرستها البدائية في الفن التشكيلي وهي أول مدرسة عربية.

اللافت أن باية محي الدين التي حرمها المستعمر من التعليم، كانت أمية، وتجهل بوجود فن تشكيلي، وسبقت بفطرتها وبراءتها ما كان موجودا، حيث نجحت في تطويع الطين وتشكيل ما تراه بالطبيعة من حيوانات ونباتات باحترافية عالية، وعندما رأتها معمرة فرنسية لمست موهبتها، و اصطحبتها للعاصمة حيث ساعدتها على صقل موهبتها.

في عمر السادسة عشرة أي في عام 1947، احتلت التشكيلية باية مكانة، وتركت بصمة قوية في الفن التشكيلي الجزائري، وبعد زيارة تاجر ونحات ومنتج سينمائي فرنسي، يدعى إيمي ماغ، قدمها له الرسام جون بايريسياك، أعجب كثيرا بأعمالها، حيث لمس فيها البدائية والعفوية، وفي نفس العام نظم ماغ لباية أول معرض بمؤسسة ماغ الفنية في باريس، وعقب ذلك اتسعت شهرتها حيث قام بدعمها  الشاعر السريالي الفرنسي أندري بروتون، بعد كتابته مقدمة في مطوية خاصة بمعرضها، وبالموازاة مع ذلك كتب عنها الأديب كاتب ياسين.

وعقب مرور أشهر على معرضها الأول، تلقت دعوة من الرسام الإسباني العالمي بابلو بيكاسو إلى ورشته الكائنة بجنوب فرنسا، لتقضي عدة أشهر رفقته، وخلال هذه الفترة أنجزت تحفا فنية من الفخار، ورسمت العديد من اللوحات التي من بينها لوحات “السيراميك” الشهيرة.

يذكر أن اسمها الحقيقي فاطمة حداد، وتشتهر باسم “باية محيي الدين”، ولدت في 12 ديسمبر 1931 في برج الكيفان بالعاصمة، عاشت يتيمة الأبوين وتكفلت جدتها بتربيتها.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services