استأنف المجلس الشعبي الولائي لباتنة اليوم الإثنين أشغال دورته العادية الثالثة لسنة 2025 بعد تعليقها يوم 27 أكتوبر الماضي ساعات فقط قبل إعلان الحركة الجزئية في سلك الولاة.

ضياء الدين سعداوي

 وجاء الإستئناف تحت إشراف رئيس المجلس الشعبي الولائي أحمد بومعراف و الوالي الجديد رياض بن أحمد،بعد التشاور و إذابة الجليد بين الهيئة المنتخبة و التنفيذية حيث خصصت الجلسة لمناقشة مشروع الميزانية الأولية للولاية لسنة 2026.

بيان المجلس: صفحة جديدة ومبدأ التشاركية

وخلال الجلسة تلا رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف سليم عزوزي بيان المجلس المتعلق بإستئناف الدورة والذي أكد فيه أن القرار جاء "تثمينا للروح الإيجابية" التي أظهرها الوالي الجديد ودعوته إلى فتح صفحة جديدة عنوانها الثقة والتكامل بين الجهاز التنفيذي والهيئة المنتخبة.

ونوه البيان على إلتزام أعضاء المجلس بمواصلة أداء مهامهم “بكل مسؤولية وتجرد”، مع وضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار، ومتابعة الملفات التنموية الحيوية عبر مختلف البلديات.

كما دعا المجلس مديري القطاعات ورؤساء الدوائر إلى إحترام روح التعاون والإلتزام بالتشاور مع المؤسسة المنتخبة، مع التشديد على التمسك بمضامين البيان الصادر يوم 27 أكتوبر خاصة فيما يتعلق بالحوكمة، الشفافية، وتكافؤ الفرص التنموية.

بومعراف: عهد جديد مع الوالي وتأكيد على الإبتعاد عن الشعبوية

وفي كلمته الإفتتاحية رحب رئيس المجلس الشعبي الولائي أحمد بومعراف بالوالي الجديد رياض بن أحمد مقدماً له "التهنئتين": الأولى نظير ترقيته إلى منصب والي، والثانية لتوليه قيادة “عاصمة الأوراس، مهد الرصاصة الأولى”.

وأكد بومعراف أن المجلس يدخل مرحلة جديدة “بوصلتها شعبية تمقت الشعبوية”،مؤكداً على أن النجاح لا يتحقق إلا “بإخلاص النوايا وجماعية الأداء”.

ودعا إلى إعتماد أسلوب تشاركي في إعداد الميزانية الأولية والتكميلية، موجهاً إنتقادات واضحة لممارسات السنوات الماضية، خاصة ما تعلق بـ“الأحادية في التحضير ومركزية التخصيصات”.

كما أثار جملة من الملفات الحساسة من بينها التهيئة الحضرية، مناطق الظل، المديونية بين الولاية وسونلغاز، المياه، ازدواجية الطرق، الصحة، السكن، والرقمنة، داعياً الوالي إلى “نفض الغبار عن المشروع الرقمي للولاية” الذي واجه –حسبه– مقاومة من بعض المديريات.

وأكد بومعراف أن المجلس “لا يبحث عن الإصطفافات، ولا يدافع إلا عن باتنة”، مضيفاً:

"لن تجدونا في أمور شخصية، بوصلتنا العامة والشعب فقط، كونوا في الميدان وابتعدوا عن لحظة الصورة و الكاميرات.”

روح مشتركة: الوالي الجديد يدعو إلى عمل جماعي

وفي تعقيبه على تدخلات الأعضاء، دعا والي الولاية رياض بن أحمد المنتخبين إلى لعب دورهم الحقيقي كصوت للمواطن، مؤكداً على ضرورة إقتراح حلول واقعية وملموسة.

وقال الوالي:"نلتزم بالعمل معكم بروح الفريق الواحد، أبواب الولاية مفتوحة للجميع من منتخبين وإداريين ومجتمع مدني وأسرة إعلام."

كما أكد عزمه على إعادة الثقة بين الإدارة والمواطن، واعتماد مسار تنموي يستند إلى التشاور والتنسيق، في إنسجام تام مع التوجهات الجديدة التي أكدت عليها وزارة الداخلية خلال مراسم تنصيبه قبل أيام.

دورة ميزانية بنفس سياسي جديد

وخيمت على أشغال الجلسة روح توافقية واضحة، عكست رغبة الطرفين –التنفيذي والمنتخب– في تجاوز المرحلة الإستثنائية التي شهدت تعليق الدورة، والإنطلاق في صياغة نهج جديد للتسيير المحلي يقوم على الحوار والفعالية.

وتأتي مناقشة مشروع الميزانية الأولية لسنة 2026 في ظرف مميز، تزامناً مع إرتفاع الأغلفة المالية الموجهة للولاية، وإطلاق عدة ورشات قطاعية تستدعي، وفق أعضاء المجلس، “برنامجاً خاصاً يعكس القيمة الإستراتيجية والرمزية لباتنة”.