908
0
أساتذة وباحثون" يؤكدون على أهمية الاٍقتصاد الثقافي في تطوير المجتمعات و الاقتصادات و تحقيق التنمية المستدامة "
تعزيز الاٍبتكار و الاٍبداع في الاٍقتصاد.

أكد أستاذ بجامعة الجزائر 03 عثمان حماد ، اليوم الخميس خلال مداخلته بعنوان التكامل الاقتصادي والثقافي للمتاحف في ظل التنمية المستدامة، على الدور المحوري للمتاحف في تعزيز التراث الثقافي والاقتصاد المحلي ذلك ضمن فعاليات الملتقى الدولي الموسوم بأليات تفعيل الاقتصاد الثقافي في ظل التنمية المستدامة بجامعة دالي ابراهيم.
مريم بوطرة
و شدد عثمان حماد على أهمية التفاعل الدولي والتواصل الثقافي لتحقيق التنمية المستدامة حيث استعرض متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس نموذجا ركز فيها على بعدين أساسيين كان لهما دورا فعالا وهما الاقتصادي والثقافي واللذان يساهمان بأهمية قسوى في تعزيز التراث الثقافي والاقتصادي في تحقيق غايات التنمية المستدامة .
وأضاف ذات المتحدث بأن تحقيق التنمية يكون من خلال تعزيز والحفاظ على الهوية الثقافية خاصة الوطنية والانضمام إلى المنظمات العالمية الدولية من أجل المساهمة والتواصل بين مختلف الأجناس لخلق التكامل الثقافي سواءً على المستوى المحلي أو الدولي وذلك من خلال السياحة والترويج لها.
و في محاضرة حول "الصناعات الثقافية كمحرك للاقتصاد الثقافي في العصر الرقمي"، قدمت الدكتورة آمنة شيكو تفصيلًا حول كيفية تعزيز الاقتصاد الثقافي من خلال الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية والابتكارات في الصناعات الثقافية. استعرضت الأساليب والأدوات التي يمكن استخدامها لتعزيز الصناعات الثقافية في العصر الرقمي، بما في ذلك التسويق الرقمي والترويج للمنتجات والفعاليات الثقافية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية.
أهمية الحفاظ على التراث الثقافي الغير المادي
أما في محاضرة حول "تطبيق مبادئ تسويق الفنون والثقافة في تسويق الصناعة التقليدية الفنية"، فقد تم التركيز على كيفية دمج مبادئ التسويق الحديثة في الترويج للصناعات الفنية التقليدية. تم التعرض للأساليب الفعالة لتسويق المنتجات اليدوية والفنية، بما في ذلك التصوير والتصوير الفوتوغرافي المبدع، وإنشاء محتوى جذاب على الإنترنت يبرز الفنانين والحرفيين ويعزز منتجاتهم.
أما في محاضرة حول "حماية التراث الثقافي اللامادي كعنصر حيوي للتنمية المستدامة"، تم التركيز على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي، مثل التقاليد والمهارات اليدوية والعادات الاجتماعية. تمت مناقشة السبل التي يمكن بها حماية هذا التراث ونقله إلى الأجيال القادمة، وكيفية دمجه في استراتيجيات التنمية المستدامة لضمان استمراريته والمساهمة في النمو الاقتصادي والاجتماعي.
وفي ورش العمل الافتراضية المخصصة لمجال الثقافة والتنمية المستدامة، تم تناول مواضيع تسلط الضوء على أهمية الثقافة في التحقيق المستدام مثل الفرص الاستثمارية في المجال الثقافي من تقديم البروفيسور د مصطفى ناطق صالح مطلوب من جامعة الموصل في العراق استعرض فيها الفرص الاستثمارية المتاحة في المجال الثقافي.
مشيراً إلى الأثر الاقتصادي الإيجابي للاستثمار في الفن والثقافة وتم عرض تجربة المملكة في تكامل القيم الاقتصادية والثقافية للتراث في استراتيجيات تطوير السياحة التراثية وتحقيق الاستدامة. ناقش كيفية تحويل التراث الثقافي إلى مورد اقتصادي دائم ومستدام.
في مداخلة الخبير الدولي مهدي بن بوبكر، حول موضوع الساعة المتجسد في الذكاء الاصطناعي، قد قدم تحليلاً عميقاً حول دور الذكاء الاصطناعي والكتاب الرقمي تناول الخبير في مداخلته موضوع الذكاء الاصطناعي من زوايا متعددة، مشيراً إلى كيفية تقدم التكنولوجيا في هذا المجال وكيفية تأثيرها على المستقبل. وفيما يتعلق بالكتاب الرقمي، و ناقش كيف يمكن أن يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في تحسين وتيسير الوصول إلى المحتوى الرقمي وتطويره.
وفي ذات السياق توصل البروفيسور رشيد شعلال الى ضرورة أخذ خصوصيات المجتمع الجزائري أمام تحدي الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى مخاطر الذكاء الاصطناعي على الجيل الصاعد حيث سيقضي على القراءة والإجتهاد في الحصول على المعلومة .
أبرز التوصيات : "تأسيس تخصص الاقتصاد الثقافي على غرار الجامعات الأجنبية
وفي الاخير ذكرت رئيسة الملتقى شفيقة صديقي أهم التوصيات التي تركزت على جانبين العلمي والعملي أبرزها ضبط المصطلحات في الإقتصاد الثقافي وضرورة التفرقة بين إعداد البحث في الإقتصاد الثقافي وإعداد التقرير في ذات المجال وكذا تشجيع المواهب في كل مجالات الإنتاج والتوزيع الثقافي داخليا وعلى المستوى الإقليمي أو الجهوي.
في الجانب القانوني جاء المداخلون بضرورة سن قوانين خاصة بنشاط المؤثرين وتوفير آليات الرقابة على ممارساتهم حفاظا على حقوقهم وحقوق الأطراف المتعاملة معهم على غرار دعم الحرفيين على تسويق وترويج منتجاتهم خاصة في ظل التنافسية التي تفرض المنتجات الأجنبية في الأسواق، من خلال تنظيم معارض حرفية للمنتجات وكذا ترويجها عبر منصات التواصل الاجتماعي وتعزيز التطوير المستدام للسياحة التراثية من خلال تكامل القيم الثقافية والاقتصادية للتراث لتحقيق تجربة سياحية ثريّة، والحفاظ على الهوية الثقافية، وإحداث تأثير اقتصادي إيجابي.
وضرورة التوعية بأهمية المتاحف ودورها في نشر الثقافة ترويج لسياحة المتاحف، لتصبح نمطا سياحيا هاما يساهم في تنمية السياحة الثقافية. و تبني متاحف استيراتيجية تسويقية جديدة تعتمد على الإدارة الإلكترونية لمحتويات المتحف، وذلك لتمكين السائح من الحصول على معلومات عن المتحف قبل زيارته له وأخيرا ألح كل الاطراف المشاركة بإجماع على تأسيس تخصص الاقتصاد الثقافي على غرار الجامعات الأجنبية في كلية العلوم الافتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير.