219
0
أول تارقي يصل إلى أعلى هيئة تشريعية في الجزائر
خماياس عمر نائبا لرئيس مجلس الأمة

في سابقة هي الأولى من نوعها منذ استقلال البلاد، شهد مجلس الأمة حدثًا تاريخيًا تمثل في تعيين خماياس عمر، ابن الولاية المستحدثة جانت، في منصب نائب رئيس مجلس الأمة، ليصبح بذلك أول شخصية من الجنوب الكبير ومن أوساط الطوارق تتبوأ هذا المنصب الرفيع في أعلى هيئة تشريعية في الجزائر.
محمد الحسان رمون
وجاء تعيين خماياس عمر خلال جلسة علنية عقدها مجلس الأمة هذا الأسبوع بالعاصمة الجزائر، تم خلالها انتخاب عزوز ناصري رئيسًا جديدًا للمجلس، خلفًا للمجاهد صالح قوجيل، في إطار عملية تجديد قادها توافق سياسي واسع داخل الغرفة العليا للبرلمان.
يحمل تعيين خماياس عمر أبعادًا سياسية ورمزية كبيرة، إذ يُعد تتويجًا لنضالات طويلة خاضها أبناء الجنوب من أجل تمثيل منصف داخل مؤسسات الدولة ، وبهذا التعيين تتحقق خطوة مهمة نحو تكريس العدالة الجغرافية وتعزيز التوازن الوطني في توزيع المناصب العليا.
ويمثل خماياس عمر اليوم ليس فقط ولاية جانت، بل الجنوب الكبير بكل مكوناته، وخصوصا المجتمع التارقي الذي لطالما كان جزءًا أصيلاً من النسيج الوطني الجزائري.
يُعرف خماياس عمر بمسيرته السياسية الهادئة والمثابرة، فقد تولى عدة مسؤوليات على المستوى المحلي، وله حضور ميداني في ملفات التنمية، البنية التحتية، التعليم، والصحة بولايات الجنوب. كما أنه نشط في الدفاع عن انشغالات سكان الجنوب الجزائري ، مع التركيز على الخصوصيات الثقافية والاجتماعية للمنطقة.
ويُشيد متابعون بشخصيته المتزنة، وحرصه على مد جسور التواصل ، وهو ما أهله اليوم لأن يكون في واجهة صناعة القرار التشريعي.
ولاية جانت، التي أُنشئت ضمن التقسيم الإداري الأخير سنة 2019، تُعد من أبرز ولايات الجنوب الشرقي الجزائري، وتزخر بموقعها الاستراتيجي وتنوعها الثقافي، حيث تسكنها غالبية من الطوارق وتتمتع بإرث حضاري وسياحي عريق.
وصول أحد أبنائها إلى هيئة رئاسة مجلس الأمة يُمثل قفزة نوعية في مسار دمج الولايات المستحدثة في مؤسسات الحكم، ويُعطي دفعة معنوية قوية لسكان المنطقة، من أجل مواصلة المطالبة بحقوقهم التنموية ومكانتهم داخل مؤسسات وقد لقي انتخاب ناصري وتعيين خماياس عمر ترحيبًا كبيرًا من مختلف الكتل، واعتبر خطوة نحو إصلاح مؤسساتي يعكس التنوع الجغرافي والثقافي للجزائر، ويؤسس لانطلاقة جديدة في الأداء التشريعي.
يمثل تعيين خماياس عمر رسالة واضحة من الدولة الجزائرية تؤكد أن الكفاءة والارتباط الوطني هما المعياران الأساسيان في شغل المسؤوليات العليا، وأن الجنوب شريكًا فاعلًا في تحديد السياسات الوطنية.
وقد عبّر عدد من النشطاء والفاعلين المحليين في جانت والولايات المجاورة عن فخرهم بهذا التعيين، مؤكدين أنه يعزز ثقتهم في مسار الدولة الجزائرية .