تزامناً مع حلول فصل الشتاء وتصاعد وتحديات استهلاك الطاقة والسلامة العامة، أطلقت مديرية التوزيع بالمنيعة حزمة متكاملة من التحذيرات والدعوات والمبادرات الخدمية والتنموية، مؤكدةً بذلك دورها المحوري كضامن للسلامة واستدامة الخدمة العمومية في ولاية المنيعة.

لحسن الهوصاوي

وتظهر البيانات الصادرة عن المديرية التزاماً مزدوجاً يشمل توعية المواطن وتحسين البنية التحتية للطاقة.

الغاز القاتل الصامت: استنفار وقائي لموسم التدفئة
في قلب هذه التدابير، يأتي التحذير الصارم من خطر التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون، "القاتل الصامت" عديم اللون والرائحة.

وقد دقّت المديرية ناقوس الخطر، مشددة على ضرورة الالتزام بإجراءات وقائية صارمة، أهمها تهوية الأماكن المغلقة، والصيانة الدورية لأجهزة التدفئة وسخانات الماء، والدعوة إلى تركيب أجهزة الكشف في المنازل.

ويشير هذا التركيز إلى استراتيجية استباقية تهدف إلى تقليص الحوادث المنزلية التي تتفاقم مع الاستخدام المكثف للغاز في التدفئة،  كما تم تذكير المواطنين بأرقام الطوارئ (3303 سونلغاز و1021 للحماية المدنية)، ما يعكس استعداداً عملياتياً للتدخل السريع.
ترشيد الاستهلاك: ضمان استمرارية الخدمة في الذروة.

في موازاة الدعوات الوقائية، وجهت المديرية نداءً ملحاً لزبائنها بخصوص ترشيد استهلاك الغاز الطبيعي، خاصةً في فترات الذروة الشتوية. وترى المديرية في هذا الترشيد ليس فقط فعلاً اقتصادياً، بل واجباً بيئياً يساهم في تقليل الانبعاثات الضارة، وإجراءً عملياً لتخفيف الضغط على شبكات التوزيع وضمان استمرارية التموين.

وتدعو المديرية إلى سلوكيات بسيطة لكنها فعالة، مثل ضبط حرارة المدافئ على مستويات معتدلة واستخدام الغاز عند الحاجة الفعلية فقط، ما يعزز ثقافة "الاستهلاك المسؤول" للطاقة.
تحصين الشبكة ضد الأشغال العشوائية
من جهة أخرى، ركزت المديرية على أهمية حماية البنية التحتية للطاقة عبر تحذيرها من الأشغال العشوائية دون تنسيق مسبق. ووجهت نداءً للمقاولين والمواطنين ومكاتب الدراسات بضرورة التنسيق مع مصالح الكهرباء والغاز قبل الشروع في أي حفريات أو بناء. هذا الإجراء الوقائي يهدف إلى تفادي التعدي على شبكات التوزيع، وهو ما قد يؤدي إلى انقطاعات في الخدمة ومساءلة قانونية للمخالفين.

هذا التنبيه يُعدّ ركيزة أساسية في استراتيجية المحافظة على استدامة الشبكة وجودة الخدمة المقدمة.
مشاريع تنموية كبرى احتفاءً بذكرى نوفمبر
وفي سياق تعزيز الخدمة العمومية وتحسين ظروف المعيشة، كشفت مديرية التوزيع المنيعة عن إنجاز مشاريع ربط كهربائي كبرى احتفالاً بالذكرى الـ71 لثورة أول نوفمبر. هذه الإنجازات، التي أشرف عليها والي الولاية، شملت أحياء سكنية جديدة كحي 100 مسكن وحي 200 مسكن بحاسي الفحل. وتبرز أرقام الكلفة الإجمالية للمشاريع، التي فاقت 71 مليون دينار جزائري، التزام الدولة وسونلغاز بتوسيع الشبكة الكهربائية وتحسين نوعية الخدمة، ما يرسخ البعد التنموي لجهود المديرية في خدمة التنمية المحلية.

رقمنة الخدمة وتسوية المستحقات
 وفي إطار تطوير الخدمات، دعت المديرية زبائنها إلى تسوية مستحقاتهم المتأخرة، مروجةً في ذات الوقت لخدمة الدفع الإلكتروني عبر تطبيق "بريدي موب". هذا التوجه نحو الرقمنة يهدف إلى تسهيل عملية الدفع، تفادي الطوابير، وتقديم خدمة آمنة وسريعة متاحة على مدار الساعة، ما يؤكد سعي المديرية لتوفير حلول عصرية تلبي احتياجات المواطنين.
في الختام، يتبين أن مديرية التوزيع بالمنيعة لا تقتصر مهامها على التزويد بالطاقة، بل هي في صلب عملية تحصين المجتمع من المخاطر الشتوية، وتأطير الاستهلاك المسؤول، وتوسيع البنية التحتية، والانخراط في التحول الرقمي للخدمة العمومية.