افتتحت اليوم الجمعة، بالعاصمة الفرنسية باريس فعاليات الطبعة الرابعة من صالون العقار الجزائري سينا باريس 2025، وسط حضور واسع للجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا.

ماريا لعجال 

وشهد الصالون، مشاركة معتبرة للمرقين العقاريين القادمين من مختلف ولايات الوطن. ويُعد هذا الحدث الاقتصادي أحد أبرز المواعيد السنوية التي تكرس التواصل بين أبناء الجالية والمستثمرين في قطاع العقار بالجزائر.

 

ورغم بعض الصعوبات الإدارية واللوجستية التي واجهت التحضيرات لهذه الدورة، شهد المعرض مشاركة ستة عشر مرقيًا عقاريًا يمثلون ولايات الجزائر العاصمة، وهران، غليزان، تلمسان، وبجاية، حيث عرضوا أحدث مشاريعهم السكنية والاستثمارية الموجهة للجالية الجزائرية في الخارج، في ظل اهتمام متزايد بربط هذه الفئة بجذورها الاقتصادية والاجتماعية في الوطن الأم.

 

وأوضح سفيان وهاب، المدير العام لشركة الصنوبر للعقارات ومنظم الصالون، أن التحضيرات لهذه الطبعة كانت أكثر تعقيدًا مقارنة بالسنوات الماضية بسبب العراقيل التي حالت دون مشاركة بعض العارضين، لكنه أعرب عن تفاؤله بنجاح المعرض مؤكدا أن الهدف يبقى هو بناء جسر متين بين الحلم الجزائري وفرصة الاستثمار الآمن.

 

ويُعد صالون سينا باريس أول منصة عقارية جزائرية تنظم في الخارج، تجمع بين المطورين العقاريين والمستثمرين من الجالية الجزائرية، وتهدف إلى خلق فضاء تفاعلي لتبادل الخبرات وتقديم فرص استثمارية حقيقية. وأكد وهاب أن هذه المبادرة لم تعد مجرد معرض تجاري بل أصبحت مشروعا وطنيا استراتيجيا يسعى لترسيخ الثقة بين الجالية وسوق العقار في الجزائر، مشيرًا إلى أن الجزائر باتت اليوم بيئة خصبة للاستثمار بفضل الإصلاحات القانونية والتسهيلات الممنوحة للمستثمرين.

 

ويتوقع المنظمون أن يتجاوز عدد الزوار خلال أيام المعرض ستة عشر ألف مشارك من أفراد الجالية والمستثمرين الأجانب المهتمين بالسوق الجزائرية، ما يجعل من صالون سينا باريس 2025 أحد أبرز الفعاليات الاقتصادية الجزائرية المقامة في أوروبا. كما يتضمن البرنامج ندوات متخصصة وورشات عمل يؤطرها خبراء في التمويل والعقار والقانون.

 

وأكد القائمون على الصالون أن الاستثمار العقاري بالنسبة للجالية الجزائرية يتجاوز البعد الاقتصادي ليعبر عن فعل انتماء ووفاء للوطن، حيث يمثل امتلاك بيت في الجزائر بالنسبة للكثيرين حفاظا على صلة حية بالجذور ومساهمة فعلية في التنمية الوطنية.

 

وبعد النجاح الذي حققته الطبعات السابقة في باريس ومونتريال، أعلن سفيان وهاب عن نية توسيع المبادرة نحو مدن أوروبية أخرى مستقبلاً، منها لندن، مؤكدا أن الطموح هو تحويل صالون سينا إلى علامة جزائرية دولية ترافق المستثمرين أينما كانوا وتبرز صورة الجزائر الجديدة المنفتحة على أبنائها في المهجر.

 

وختم المنظمون بدعوة كافة أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا إلى زيارة المعرض والاطلاع على المشاريع المطروحة، مؤكدين أن الاستثمار في الجزائر لم يعد حلما بعيدا بل خيارا واقعيا ومدروسا يعكس جزائر الفرص.