1094

0

" السردية الفلسطينية في مواجهة الدعاية المعادية " عنوان الملتقى الوطني بالبيض

 

 

تحت رعاية وإلى ولاية البيض، نور الدين بلعريبي، نظمت نهار أمس المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية " الشهيد رق الحاج " بالبيض، بالتنسيق مع الفرع المحلي لبيت الشعر الجزائري الملتقى الوطني الموسوم " السردية الفلسطينية في مواجهة الدعاية المعادية ".

 

عبد العزيز عمران

 

وذلك في غضون المقاومة الفلسطينية المستمرة في غزة الصامدة، التي أعادت قضية السردية الفلسطينية الى الواجهة من خلال الوعي السياسي والفكري وكذا النقاش الدولي، كما اعادتها سابقا النصوص التَحَرُرية للجماهير المُستعمَرة، لاسيما ابان ثورة التحرير المباركة في شمال افريقيا و ثورة الهند في شرق المعمورة ، هاتين الثورتين اللتين تأسستا عليهما جميع النظريات المعاصرة للمقاومة من الناحية التاريخية .

  انعقد هذا الملتقى الوطني في مدينة البيض في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها اخواننا في غزة، حيث استطاعوا الصمود لمدة خمسة اشهر منذ السابع أكتوبر المجيد ، و فضّلوا الاستشهاد داخل وطنهم على التَهجِير الذي دَفعَ ثمنه غاليا الشعب الفلسطيني في نكبة 1948م.

كما استطاعوا مواجهة الدعاية الاعلامية المعادية التي تتحكم فيها الصهيونية، وذلك باستعمال وسائل بسيطة ، لكنها فعالة وكافية لإصال انباء مقاومتهم الباسلة الى ربوع العالم، حيث تمكنوا من قلب موازين اتفاقيات " اوسلو " وما نتج عنها، وذلك بتعرية الاحتلال الغاشم وفضح نفاق الدول الغربية وعلى راسهم الولايات المتحدة الامريكية التي خرج منها قبل ايام ذلك الجندي البطل : " ٱرون بوشنل " الذي اضرم النار في نفسه على المباشر، امام السفارة الاسرائيلية في واشنطن وهو يردد : "لن أكون متواطئا بعد الآن في الإبادة الجماعية".

ذلك الجندي الذي سوف يُكتب اسمه بحروف من ذهب في التاريخ المعاصر، ليُعبّر عن سخط المواطن الامريكي والغربي من مواقف حكامهم، و عن شناعة المجازر التي تُرتكب في حق المواطنين العزل.

افتتح الملتقى الباحث الاكاديمي الدكتور اليامين بن تومي من جامعة باتنة بمداخلة تحت عنوان " تفكيك المحاكات والمقاومة خارج الكهف ، قراءة في نماذج سردية " ، والتي من خلالها اماط اللثام عن اهمية المقاومة الجزائرية باعتبارها الملهمة للمقاومة الفلسطينية، حيث اشار الى المفكر ادوارد سعيد في كتابه " الثقافة والانبريالية " الذي ابرز فيه ان الجزائر والهند تعتبران المرجع الوحيد التي تأسست عليهما جميع نظريات المقاومة في التاريخ، كما اقَّره الاستاذ المحاضر في جامعة كانت بلندن " روبرت بانج " في كتابه الشهير " اساطير بيضاء " ، و الذي جاء فيه ( ان الجزائر هي التي فَرَّخَتْ جميع الدراسات الكولونيابية وما بعد الكولونيابية ) بمعنى ذلك ان الجزائر حاضرة في كل النصوص التاريخية التي تطرقت الى أبجديات المقاومة.

في هذا المجال طرح الدكتور اليامين بن تومي النصوص الكبرى في المقاومة الجزائرية ، اهمها و اقدمها كتاب " الحمار الذهبي " وهو نص جزائري بامتياز لكاتبه " لوكيوس ابوليوس "، والذي ترجمه الاستاذ ابو العيد دودو رحمه الله الى اللغة العربية ، هذا النص الذي كُتب في القرن الاول ميلادي لمقاومة الاستعمار الروماني، بالهوية الجزائرية في المرحلة النوميدية، في ما سُمِّي "بثروة الدَوّارين"، هذا النص العميق الذي يُحرك وعي الجزائري داخل التاريخ القديم، و الذي يقول عنه الاستاذ ابو العيد دودو: أنه اول نص كُتب في التاريخ في جامعة "ماداروش " بولاية سوق اهراس والتي تعتبر اول جامعة كبرى تأسست في التاريخ.

لم تهدأ بعدها الثورات في منطقة الجزائر بدافع النصوص الأدبية، للرد عن مزاعم المستعمر ان هذه البلاد لم يكن لها تاريخ قبل 1830م، كما ظهرت قبل ذلك نصوص لمقاومة الشطحات العثمانية، حسب تعبير المحاضر ، لإثارة الهوية الجزائرية في تلك المرحلة من تاريخنا المجيد، من خلال رواية : " رسالة الحب والاشتياق " لمصطفى بن ابراهيم ، هذا النص الذي كُتب قبل 66 سنة من رواية : " زينب" لمحمد حسنين هيكل ،الذي يُصنف على أنه اول نص ادبي كتب في تاريخ الثقافة العربية !

كما ان هناك نصوص اخرى كُتبت أثناء الغزو الفرنسي ابتداء من ثلاثينات القرن الماضي منها من كُتب باللغة العربية ومنها من كُتب باللغة الفرنسية للتعبير عن الهوية الجزائرية بلسان المستعمر، قبل نص الطاهر وطار، نذكر منها : نص " الطالب المنكوب " لعبد المجيد الشافعي ، و" الحريق " لنور الدين بوجدرة .

ثم واصل الملتقى أعماله في الفترة الصباحية بجلستين تراسهما كل من الدكتور بوترعة الطيب والدكتور باجي بن عودة، تضمنت كل واحدة منهما خمسة مداخلات لأساتذة من المركز الجامعي نور بشير و مختلف جامعات الوطن ، تمحورت جلّها حول أدب المقاومة الفلسطينية في مواجهة الدعاية الاعلامية المعادية من خلال الصورة، و التي تُعرف حاليا " بالأنظمة الناعمة " التي يُسيطر عليها الغرب بعد سيطرته التقليدية على الانظمة العسكرية و الاقتصادية.

اما الفترة المسائية فقد خُصصت للاحتفاء بالشاعر الجزائري سليمان جوادي، الذي حضَر هذا الملتقى، حيث افتتح مداخلته بالقصيدة الشعرية التي كتبها عن الشهيد محمد الدرة واهداها لوالدته سنة 2000 ، كما انهى مداخلته بقصيدة اخرى عنوانها " ويأتي الربيع ..."، ثم اعتلى في الاخير منصة الملتقى عدد كبير من الشعراء المحليين ليُمتعوا مسامع الجمهور بقصائد شعرية متنوعة.

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services