863

0

الشيخ وليد مهساس لبركة نيوز : على العلماء استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لتوجيه المجتمع نحو الخير

الامام الذي اشتهر بحادثة القطة اثناء صلاة التراويح

 

الشيخ الدكتور وليد مهساس، إمام مسجد أبي بكر الصديق بمدينة برج بوعريريج، و قارئ مجاز بالقراءات الست للقرآن الكريم وحاصل على شهادة الدكتوراه  في الشريعة الإسلامية من جامعة الزيتونة في تونس .

نسرين بوزيان 
يُعتبر  نموذجا للتفاني في خدمة الدين والمجتمع، طوال مسيرته، ظل الشيخ مهساس ملتزماً بمبادئ الإسلام السامية، حيث يواصل أداء مهامه الدينية والتعليمية والاجتماعية بكل إخلاص وحب.

 كما صُنف من أجمل الأصوات في تلاوة القرآن الكريم وفقًا لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، ويُداوم على إقامة الأمسيات القرآنية لحفظ وتجويد القرآن ضمن مسابقة “براعم البيبان”. 
ويُقدم خطب صلاة الجمعة، بالإضافة إلى دروس في شرح وتفسير الدين الإسلامي والعلوم الشرعية، ومنها ما يتعلق ببر الوالدين. 
وعبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، التي تحمل اسم “الصفحة الرسمية للقارئ وليد مهساس”،  يواصل إطلاق بث مباشر دوري لتقديم الدروس الدينية والتفاعل مع الجمهور والإجابة على تساؤلاتهم، مما جعله يحظى  بتقدير واسع  في المجتمع الجزائري بشكل عام، وبين صفوف الشباب بشكل خاص.

في حديثه مع “بركة نيوز”، يشارك الشيخ مهساس تجربته في رمضان وكيفية موازنته بين واجباته الدينية والأنشطة المجتمعية.

قضاء أيام رمضان بين العبادة والعمل الخيري 

يؤم الشيخ  مهساس المصلين في الصلوات الخمس وصلاة التراويح منذ أكثر من عشرين عامًا في ولاية برج بوعريريج .
ويصف يومه في الشهر الفضيل، قائلا: “أقضي وقتي بين الصيام وقراءة القرآن، خاصةً وأن الحفظ يتطلب مراجعة مستمرة، فالساعات النهار تتطلب تركيزًا لمراجعة القرآن حتى يسهل ضبطه في الليل”.
بينما يؤدي مهامه الدينية، لا يقتصر دور الشيخ مهساس على الصلاة والعبادة فقط، بل يتنقل أيضًا بين أنشطة خيري، حيث يدير جمعية خيرية داخل المسجد تقوم بتوزيع الإعانات المادية والعينية، بما في ذلك الطرود الغذائية. 
كما يخصص وقتًا لممارسة هوايته في المشي بعد العصر، ليعود بعدها لمراجعة الجزء الذي سيتلوه في صلاة التراويح، وبعد الإفطار الذي غالبًا ما يكون خفيفًا، يبدأ  الشيخ درسًا دينيًا قصيرًا للمصلين قبل صلاة التراويح، يستغرق  حوالي 15 دقيقة، حيث يفسر بعض الآيات أو يوجه المصلين نحو القضايا الاجتماعية والدينية الهامة.
وبعد أداء صلاة التراويح، يعود الشيخ مهساس لمراجعة القرآن وزيارة والدته في بيتها، حيث يتلقى بركة دعائها.

البداية في طريق الدعوة 

  ترعرع الشيخ مهساس في بيئة دينية داخل المساجد والزوايا القرآنية، وأتم حفظ القرآن الكريم في سن الثامنة عشر في مسقط رأسه برج بوعريريج، حيث درس في المدرسة القرآنية عقبة بن نافع  على يد الشيخ البشير وارم.
وبدأ أداء صلاة التراويح منذ طفولته في التسعينات، حيث قدمه الشيخ عبد المالك بوقطاية لصلاة التراويح وهو في الخامسة عشر من عمره. 
ثم واصل إمامة الصلاة في ولاية قسنطينة بعد التحاقه بجامعة الأمير عبد القادر، وعمره لا يتجاوز الثامنة عشرة.
بعد تخرجه  عام 2003، دخل مجال التعليم، وفي عام 2004 تم تعيينه إمامًا في وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ومنذ ذلك الوقت استمر في أداء هذه المهمة حتى اليوم.

دور العلماء في توجيه المجتمع  

في ظل التحديات الفكرية والاجتماعية التي تواجه الأمة الإسلامية، يؤكد الشيخ مهساس على  دور العلماء في توجيه الشباب والأمة نحو الصواب، مشيرا إلى أن  “العلماء والأئمة هم قدوة للشباب في وقت نعيش فيه وسط فكر مشوش وأيديولوجيات منحرفة،يجب على العلماء تكثيف الجهود التوعوية لتصحيح فهم الدين، بعيدًا عن التطرف والغلو”.

ويوجه الشيخ مهساس نصيحة للشباب قائلاً:  “حبهم لوطنهم ودينهم هو السبيل لتحصينهم من الانحرافات الفكرية، وتمسكهم بالقيم الدينية سيكون درعًا لهم ضد الانحرافات الفكرية والسلوكية”.

استخدام منصات التواصل الاجتماعي بشكل سليم 

حول تأثير منصات التواصل الاجتماعي في العصر الحالي، يرى الشيخ مهساس أنها فرصة عظيمة لنشر الرسالة الإسلامية بشكل إيجابي لاسيما وأن المحتوى الديني يلقى  رواجا كبيرا بين الشباب في وسائط التواصل الاجتماعي ، مما يعزز الايمان ويساهم في بناء  مجتمع أفضل، ويوضح قائلا: “يجب على العلماء والأئمة استغلال هذه المنصات لنشر المعرفة وتوجيه المجتمع نحو الخير، وعلينا ملىء هذه المواقع بالمواضيع المفيدة مثل الدعوة إلى القرآن والسنة، مع نشر رسائل إيجابية تعزز من القيم الإنسانية والوطنية”.

المشاركة المتميزة للقراء الجزائريين  

يشيد الشيخ مهساس بالتقدم الذي حققته  الجزائر في المسابقات القرآنية الدولية، قائلاً: “أصبحت  الجزائر اليوم في مقدمة الدول الرائدة في هذا المجال، ويشرفنا أن لدينا قراء جزائريين يمثلوننا بأفضل صورة في المحافل الدولية”. 
ويؤكد قائلاً: “إن السلطات العليا، ممثلة في وزارة الشؤون الدينية، تبذل جهودًا كبيرة لدعم وتشجيع هؤلاء القراء،ومن المهم أن يتلقى هؤلاء القراء الدعم  أيضا من قبل المؤسسات الاقتصادية، لأنهم يمثلون صورة مشرفة لبلادنا في العالم الإسلامي”.

تعزيز التوعية الدينية في شهر رمضان

وفيما يخص طرق تعزيز التوعية الدينية خلال شهر رمضان، أشار الشيخ أن الجهود تتنوع بين تقديم الدروس الدينية في المساجد والمراكز الشبابية و الملاعب الجوارية ، إلى جانب نشر الوعي عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال مقاطع قصيرة من الدروس الدينية بهدف الوصول إلى أكبر عدد من الناس وتحقيق أكبر فائدة للمجتمع.
فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية، يبرز الشيخ أهمية نشر الوعي حول موضوعات هامة مثل الانحرافات الفكرية والمخدرات، مع التأكيد على ضرورة معالجتها من منظور شرعي يتسم بالاعتدال والوسطية.

في الختام، يُعتبر الدكتور وليد مهساس نموذجًا للإمام الذي يجسد الالتزام الديني والاجتماعي في مختلف جوانب حياته، من خلال أدائه لواجباته الدينية والعلمية، فضلاً عن دوره الفعّال في تعزيز الوعي الديني داخل المجتمع.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services