489

0

النوادي العلمية في الجامعة.. بوابة الابتكار توفر دعما لا مشروطا للطلبة والباحثين..

الحديث عن يوم الطالب في عصر الرقمنة والذكاء الإصطناعي، يأخذ من رمزيته النضالية بعدا آخر أكثر ديناميكية وعلمية، تلعب فيها النوادي العلمية دورا هاما في  تدعيم الحركة الأكاديمية بالجامعة الجزائرية، باعتبارها منارة  علميةً بارزةً تساعد على توجيه الطلبة وتنمي قدراتهم وتشجعهم على الخوض في عالم الابتكار والبحث.

 

شيماء منصور بوناب

 

فضلا عن كونها من بين أهمّ الأدوات التي تعتمدها الجامعة لتُقدم للطلاب  فرصًا استثنائيةً للنموّ الأكاديمي والتطبيق العمليّ للمعرفة التي يشترك في بنائها وتطويرها نخبة من الطلبة الجامعيين  بغرض  الاندماج في السياق العام للتكوين الأكاديمي والاجتماعي والثقافي .

وفي هذا الصدد ، أوضحت رانيا أسياخي عضو نادي "أوكتوبيت"، أنه  بفضل النوادي العلمية أصبح للجامعة الجزائرية رؤية أكثر ابداعا وتطورا خاصة بعد انفتاحها على العالم الاقتصادي من خلال دور المقاولاتية وحاضنات المشاريع التي تحتضن أفكار الطلبة وتقدم لهم المرافقة والتوجيه.

وضمن هذا الاطار أبرزت دور النوادي في  تعزيز المشاركة  الطلابية في  الأنشطة البحثية والتجارب العلمية، من خلال فتح باب المناقشة المُحفّزةٍ للتعلم  كما تُساهم الورش والندوات والمشاريع التعاونية في تنمية مهارات الطلاب في  التفكير النقدي وحلّ المشكلات وانتهاج العمل الجماعي.

في ذات المنحى ، أبرز  سلطانة فريد  رئيس نادي "Varphi club دور النوادي في مرافقة ابتكارات الطلبة وتحقيق مشاريعهم العلمية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الحديثة وذلك طبعا بمرافقة دائمة من الأساتذة والإطارات الجامعية.

وتابع مركزا على  تشجيع التعاون بين طلبة التخصصات المختلفة، لاسيما في  ميدان تبادل الخبرات مع اصحاب المؤسسات الاقتصادية والمقاولين  فضلا عن المشاركة في مسابقات دورية تقام بالجامعات من أجل تنمية روح المنافسة بين الطلبة.

وهو ما دعمته الطالبة خوجة  سارة، رئيسة نادي  "Open sourxe club"  حين أكدت أن النوادي العلمية تعلب  دورًا حيويًا في رعاية الثقافة العلمية  المشجعة للسير  على خطى رواد البحث والابتكار.

ونوهت بأن إقامة الأنشطة التي تبرز جهود أعضاء النادي في المجالات التي يتميزون فيها، يعد من بين أهم الأهداف المسطرة كون له الفضل في اكتشاف المواهب و تنميتها.

 

النوادي العلمية ... الحضن الدافئ للأدمغة المحلية

وتعتبر الكفاءات العلمية المتخرجة من الجامعات الجزائرية من أبرز الأدمغة الفاعلة في العالم بمختلف تخصصاتها، كما تشكل العمود الفقري لعمليات التنمية المحلية، نظرا لقدرتها على تطوير البنية الاقتصادية والعلمية  للمجتمع.

وإلى ذلك أشارت الطالبة، واعرب ايمان من قسم الهندسة المعمارية ورئيسة نادي "Archi benevoles "، إلى أن الحفاظ على الكفاءات الوطنية والحدّ من ظاهرة هجرة الأدمغة الى الخارج أمر مرهون بتحسين جودة الحياة وتوفير كل الأدوات التي تساعد الباحث في مساره التكويني والعلمي وكذا المهني.

اضافت تقول، "بما أن نادينا ينشط منذ قرابة سبعة سنوات فقد اكتسب خبرة لابأس بها في دراسة المعيقات التي قد تصادف الطالب والباحث في مساره الأكاديمي، من خلال  السعي نحو تعزيز الروابط بين الطالب وبيئته مع تشجيعه على تطوير ابتكاراته خدمة لمجتمعه أولا لأن نجاح وطنه من نجاحه" .

وبحكم اختصاص النادي في الهندسة المعمارية أوضحت أنه، "لطالما كانت الهوية الوطنية والمرجعية الحضارية والثقافية هي أساس مشاريعنا  المعمارية، لأننا نعمل على توثيق أصالتنا بأيدينا تثمينا لمعالم موروثنا الزاخر والمتنوع  الذي نجده اليوم بحاجة للصون والحماية".

وبالعودة لاحتضان الأدمغة، شددت على أن توسيع آفاق النوادي الطلابية بما يضمن الاستثمار الحقيقي في المورد البشري، من شأنه توجيه تلك الطاقات الشبابية وكسب رهانها للبقاء في حضن الوطن تساهم في تشييده وتحصينه بالعلوم والابتكارات.

وفي ذات الشأن، ذكر سلطانة، بعض أسباب هجرة الأدمغة بالجزائر والتي تتمحور غالبا حول نقص الفرص البحثية  مع غياب بيئة محفزة   للابتكار  وكذا  ضعف آفاق التشغيل  والتقدير المهني، وكلها عوامل تخلق جوا متعكر للباحث في الجزائر فتجعله يفكر في باب الهروب من واقع مرير في وجهات أخرى بالخارج.

وتابع مضيفا "بالرغم كل هذه العوامل ، إلا أنه من واجبنا كطلاب ناشطين في النوادي العلمية العمل على تغيير هذه  الذهنيات السلبية وتقديم الدعم لنخبتنا من خلال تحسين ظروف البحث العلمي وتقديم المرافقة للباحثين مع دعم مشاريعهم المبتكرة بصفة حيّة تقوم على أساس الشراكة مع القطاع الاقتصادي وربطه  بالجامعة وفق اتفاقيات تعاون من شأنها تحفيز الطلبة لمواصلة مسارهم العلمي".

 

التنمية الاجتماعية.. محور الأنشطة الطلابية

وفي سياق الحديث عن  مساهمة الطلبة  في  تحقيق التنمية، اعتبر الطالب  أوشيخ  ابراهيم الخليل  عضو نادي  "Hope buds club" أن   التنسيق الطلابي لا يقتصر على خدمة الجامعة فقط، إنما يتعدى المدرجات الجامعية بكثير من خلال  المساهمة في نشر الوعي البيئي والتوعية  بضرورة العمل المشترك والجماعي في سبيل تحقيق التنمية المستدامة.

ولفت الى "أن نشر الوعي يبدأ من المحيط الجامعي ليتدرج بعد ذلك لكل الفئات والميادين التي تنمي الحسّ الاجتماعي لدى الشباب فتتشكل لديهم مناعة وطنية تساهم في بناء شخصيتهم كما تعزز ثقتهم بالنفس وبوطنهم".

ويضيف "من أجل هذا المبتغى يعمل نادينا على تكثيف تنظيم الندوات والحملات التحسيسية التي  تعزز الروح الجماعية والتعاون المتبادل من خلال عدة آليات ووسائل تأخذ شكل أنشطة  بيئية وعلمية من شأنها أن تطور مهارات التواصل وتكسب الطالب روح  المسؤولية  كما من شأنها ربط الطالب بقضايا مجتمعه "يضيف ذات المتحدث".

 

وعي ونضال في دعم القضايا العادلة في العالم

على صعيد آخر، نجد أن التنظيم الطلابي عبر التاريخ قد لعب دورا حاسما في عملية التغيير الاجتماعية والسياسية  في مختلف أنحاء العالم، مقتحما في ذلك كل الأفق والسياسات الردعية التي تمنعه من الانتفاضة أو التعبير عن رأيه تجاه القضايا العامة.

وقد كان للطلبة الجزائريين ابان الثورة الجزائرية موقفا صارخ منددا بالاستدمار الفرنسي، حين كانت كلمة الحق سلاحهم والعلم ملجأهم، حينها فقط   خرجوا  إلى الشوارع، ونظموا مظاهرات واعتصامات حاشدة، وواجهوا الاضطهاد والاجرام والعنف بكل أشكاله رافضين الاستسلام في وجه الطغيان ايمانا منهم بموقفهم ودورهم  في سبيل الدفاع عن قضاياهم وحقوقهم الوطنية.

وتثمينا لذلك، لفتت أسياخي أن الواقع اليوم يعيد نفسه من زاوية أخرى، أساسها القضية الفلسطينية، والتي تفرض  على الطلبة توحيد صفوفهم  وتعزيز جهودهم  خدمة للقضية الأم التي لا يختلف بشأنها اثنان مشيرة أنه "من الواجب علينا كجزائريين وبالأخص كنخبة من الجيل الجديد المرافعة من أجل أشقائنا المضطهدين في غزة وفلسطين الأبية".

وبدورها،  شدّدت الطالبة هوارة ريمة  سلمى، رئيسة نادي "Lead"، على "أن الشق الإنساني هو محرك  المرافعة من أجل القضية المركزية،  التي أصبحنا نشاهد مستجداتها يوميا عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تنقل  العديد من الصور الدامية  للأخوة الغزيين  الذين يجابهون الاحتلال الصهيوني  بصدور عارية  منتظرين الفرج القريب الذي نسأل الله أن يعجله و يكتبه لهم".

واعتبرت أن النوادي الجامعية بالرغم من نشاطاتها العلمية إلا أنها تأخذ في أهدافها مسؤولية دعم القضايا العادلة باعتبارها من بين الأقطاب الفاعلة  في طريق التحرير والاستقلال منذ عقود مضت ولا يقتصر الأمر على الجزائر فقط انما في كل بقاع العالم   التي انتصرت فيها الحركة الطلابية وساهمت في إسقاط أنظمة عنصرية وحكومات مستبدة وأنظمة احتلال لطالما هيمنت على بلدان واستنزفت ثرواتها.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services