273
0
المنيعة تعيد الحياة لنبض الأمومة في قلب مستشفى العقيد محمد شعباني


لم يكن حدث اليوم في مستشفى العقيد محمد شعباني بالمنيعة مجرد قصة "ترميم" اعتيادية، بل كان بمثابة إعلان رسمي عن استراتيجية جديدة تضع صحة المواطن، وتحديداً صحة الأم والطفل، في صدارة الأجندة التنموية.
لحسن الهوصاوي
فبعد غلق دام حوالي شهر لإجراء عمليات تحديث شاملة، أعطيت إشارة الانطلاق لمصلحة الأمومة (النساء والتوليد) بحلتها الجديدة، وسط تفاؤل كبير يعكس أهمية هذا المرفق الحيوي.
وتأتي هذه الخطوة لتضاف إلى سجل المستشفى الذي شهد سابقاً تدشين استعجالات جديدة، ما يؤكد أن الرؤية الإدارية تهدف إلى إنشاء قطب صحي متكامل قادر على الاستجابة لحاجيات الساكنة المتزايدة.
الأطباء والأخصائيون، الذين عبروا عن فرحتهم بهذا "المولود الجديد"، يؤكدون على الأهمية القصوى لهذا التحديث.
فمصلحة الأمومة، بمفهومها الشامل، هي واجهة المستشفى في رعاية اللحظات الأكثر حساسية في حياة الأسرة، وتطويرها يرفع من مستوى الأمان والخدمة المقدمة، ويقلل بالضرورة من الحاجة إلى التنقل نحو ولايات أخرى بحثاً عن جودة الرعاية.
التحدي يكمن في "ثقافة الخدمة"
خلال الجولة التفقدية التي قام بها والي الولاية داخل المصلحة المُجددة، لم يقتصر الأمر على معاينة التجهيزات وتفقد الغرف، بل انتقل مباشرة إلى صلب التحدي الأكبر: البعد الإنساني للخدمة.
فبعد أن وعد بتوفير كل المستلزمات والمعدات الضرورية، وجه بن مالك مختار رسالة واضحة وحاسمة للأطقم الطبية والتمريضية، ودعا الى "إلزامية تضافر الجهود" و"السعي في خدمة المواطن وتقديم العناية الصحية ، مشدداً بشكل خاص على أهمية "إظهار الصورة والمعاملة الحسنة".
هذا التشديد على الأخلاقيات والاحترافية يعكس وعياً إدارياً بأن الاستثمار في البنية التحتية وحده لا يكفي. فالقفزة النوعية الحقيقية التي تطمح إليها المنيعة هي تلك التي تمزج بين جودة الهيكل وكفاءة الأداء، وتجعل من مستشفى العقيد محمد شعباني مثالاً يحتذى به في "ثقافة الخدمة" المتمحورة حول المريض.

