92

0

المنيعة تكتسي بالوردي.. حين تتحول التوعية إلى التزام مجتمعي بصحة المرأة

حملة الشهر الوردي بالمؤسسة الجوارية 200 مسكن ترسم نموذجاً في الوقاية والمسؤولية المشتركة

 

 


بألوان الأمل ورسائل الحياة، أحيَت المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بحي 200 مسكن بولاية المنيعة فعاليات "الشهر الوردي"، في مبادرة صحية توعوية تحوّلت إلى مشروع مجتمعي يجمع بين الوعي، الوقاية، والدعم الإنساني.

لحسن الهوصاوي

فبين الخطاب الرسمي الجاد والمشاركة الطبية المتخصصة، بدا المشهد في المنيعة وكأنه تجسيد لثقافة جديدة في التعامل مع صحة المرأة، أساسها الشراكة بين الدولة والمجتمع، والرهان فيها هو الحياة قبل العلاج.

حضور رسمي برسائل سياسية وصحية عميقة
عرفت التظاهرة حضوراً وازناً لوالي الولاية بن مالك مختار، مرفوقاً برئيس المجلس الشعبي الولائي والسلطات الأمنية والطبية.  في كلمته الافتتاحية، ثمّن الوالي الجهود المبذولة في الميدان الصحي، مؤكداً أن صحة المرأة ليست شأناً قطاعياً فحسب، بل أولوية وطنية تتقاطع فيها قيم الدولة والمجتمع.  

وقال الوالي إن أكتوبر الوردي يمثل “نداءً جماعياً نحو الوقاية والتضامن”، داعياً إلى جعل الكشف المبكر عادة صحية راسخة. وأضاف:
“من واجبنا أن نزرع في قلوب المريضات الأمل، فالكلمة الطيبة قد تسبق الدواء في الشفاء.”
ولم يغفل المسؤول التنفيذي الإشادة بأفراد الطواقم الطبية، مؤكداً أن التعبئة المجتمعية الصحية باتت إحدى أدوات الحوكمة المحلية الحديثة.
الصحة الجوارية في الواجهة: تنظيم، التزام، ورسالة مهنية
من جهته، عبّر مدير الصحة لولاية المنيعة حمزة فتح الله عن اعتزازه بهذه المبادرة التي تُترجم رؤية القطاع في جعل الصحة الجوارية خط الدفاع الأول ضد الأمراض المزمنة.  وأكد أن هذه الفعالية ليست مجرد نشاط رمزي، بل “برنامج عمل ميداني يتكامل فيه الطب والإعلام والمجتمع المدني لصالح وعيٍ صحي شامل”.
أما مدير الصحة الجوارية لحسن أولاد الحاج إبراهيم، فأوضح أن اختيار المؤسسة لاحتضان هذه الحملة لم يكن اعتباطياً، بل نابع من إيمان الطاقم الطبي بأهمية الوقاية كنهج دائم لا كموسم عابر.


أطباء ومختصون... حين يتحدث العلم بلغة الوعي
تميّزت التظاهرة بمداخلات نوعية، أبرزها للدكتورة حمزاوي راضية، أخصائية أمراض النساء، التي أوضحت أن الكشف المبكر يرفع نسبة الشفاء إلى أكثر من 90%، مشددة على ضرورة الفحص الذاتي المنتظم.  كما قدّم المنسق البيولوجي عمورة بلوبر عرضاً علمياً حول المؤشرات الحيوية وآليات التشخيص المخبرية.


وفي السياق ذاته، اعتبرت ضيفاني كنزة، إطار بالمؤسسة، أن الحملات التوعوية “مرآة لوعي المجتمع”، مؤكدة أن العمل الصحي لا يكتمل دون انخراط المواطن في عملية الوقاية.
الجانب النفسي... معركة أخرى في مواجهة المرض
ولأن الصحة ليست جسداً فقط، تناولت الأخصائية النفسانية أولاد علي صباح في مداخلتها الأثر النفسي والاجتماعي للمرض، مشيرة إلى أن الدعم النفسي “هو السند الخفي الذي يرفع مناعة المريضة قبل أي دواء”.  ودعت إلى تكسير جدار الصمت والخوف الذي يحيط بالمرض، لأن التوعية  كما قالت “هي أول خطوة نحو الشفاء”.

ما حدث في المنيعة لم يكن مجرد فعالية صحية؛ بل كان مشهداً للتكامل بين الدولة والمجتمع والطب، حيث تحوّل اللون الوردي من شعار رمزي إلى خطة وقائية واقعية تعزز ثقافة الوعي وتعيد للمرأة مكانتها في السياسات الصحية.
بهذه التجربة، ترسّخ ولاية المنيعة نموذجاً وطنياً في كيفية تحويل التوعية إلى التزام، لتقول بوضوح:“الكشف المبكر ليس إجراءً طبياً فقط... بل ثقافة حياة.”

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services