67
0
المنيعة تُحيي اليوم الوطني للحرفي: أنامل تصنع التنمية من خيوط التراث


في أجواءٍ تعبق بالأصالة والإبداع، احتضنت ولاية المنيعة، أمس الخميس ، تظاهرةً نوعيةً احتفاءً بـ اليوم الوطني للحرفي (9 نوفمبر)، نظمتها غرفة الصناعة التقليدية والحرف بالتنسيق مع مديرية السياحة والصناعة التقليدية، بمشاركة 30 حرفياً وحرفية من مختلف بلديات الولاية.
لحسن الهوصاوي
لم يكن المعرض مجرد مساحةٍ لعرض المنتوجات اليدوية، بل نافذةٌ مفتوحةٌ على اقتصادٍ بديلٍ ينبض من قلب التراث.
تراث يُعرض... واقتصاد يُبنى
عرض الحرفيون منتجات تنوّعت بين الخيمة التقليدية الصحراوية والنسيج و الصباغة، والطرز، والجلود، والحلي،و صناعة الحلويات والمستحضرات الطبيعية، لتجسد هوية المنيعة كجسرٍ بين الحرفة والفنّ والابتكار.

من الذاكرة إلى السوق
في كلمته الافتتاحية، أكد والي الولاية بن مالك مختار أن “الصناعة التقليدية ليست ترفاً تراثياً، بل قطاعاً منتجاً قادراً على خلق الثروة ومناصب الشغل.”
وشدد على ضرورة مواكبة التحول الرقمي في التسويق وإدماج الحرفيين ضمن المنظومة الاقتصادية المحلية، حتى لا تبقى الحرفة حبيسة الذاكرة، بل تتحول إلى قيمة مضافة في السوق الوطنية.

تكامل المؤسسات... وتكريم الحرفيين
من جهته، أكد مدير السياحة والصناعة التقليدية إسماعيل لبصير أن هذه المناسبة “تجديدٌ للعهد مع الحرفيين والتزامٌ بحماية الموروث الثقافي”.
أما رئيس غرفة الصناعة التقليدية بن جابو إبراهيم، فدعا إلى تحويل المهارات اليدوية إلى مشاريع اقتصادية مستدامة تستفيد من الدعم المؤسساتي والتمويل المحلي.
واختُتمت الفعالية بحفل تكريمٍ للحرفيين المشاركين، في بادرةٍ اعتُبرت رسالة تقديرٍ واعترافٍ بجهود “صنّاع الهوية”.
بهذا تؤكد المنيعة أن اليد التي تصنع من التراب فناً، قادرة على صنع من الحرفة اقتصاداً، وأن الحرفي الجزائري لم يعد مجرد حافظٍ للذاكرة، بل شريكٌ في معادلة التنمية الوطنية.
اله


