1020

0

المناضل موفق حميد مدير العلاقات العامة في جمعية الأسرى والمحررين حسام بغزة لـ"بركة نيوز" :

"أملنا أن يكون القرار العربي موحدا ووطنيا ويكون العرب صناع قرار وليسوا مطبقين للقرارات الامريكية"

أجرى الحوار سعيد بن عياد

تخصص جريدة بركة نيوز الجزائرية حيّزا معتبرا لمسالة الأسرى الفلسطينيين بهدف تسليط الضوء على كافة الجوانب  المتعلقة بنضالاتهم من أجل الحرية والانعتاق من الاحتلال الصهيوني وكذا ابرزا مدى المعاناة الشديدة التي يواجهونها داخل سجون الاحتلال حيث ترتكب ابشع اشكال التعذيب الممنهج بإشراف صهاينة متطرفين وعنصريين الى درجة ان كثيرا من الاسرى قضوا تحت التعذيب الذي فاق كل تصور.

اهتمام جريدة بركة نيوز الجزائرية بهذا الموضوع نابع عن قناعة راسخة بان وضع الأسرى الفلسطينيين في صدارة المشهد الاعلامي من شانه ان يساهم بلا شك في فضح ممارسات الاحتلال المدعوم بقوى عالمية نافذة وتتستر على جرائمه وسائل الاعلام في الغرب الاستعماري من اجنب وتنير الراي العام العالمي بما يجري داخل الكيان المصطنع مستفيدا من صمت منظمات حقوقية دولية وتواطؤ جانب كبير من صانعي القرار الدولي.

في هذه الحلقة من سلسلة حوارات مبرمجة نحاور المناضل موفق حميد الذي تم اعتقاله سنة 1987 وحكم عليه بـ5 سنوات سجنا على تنظيم عسكري لحرمة فتح، ومع مجيء السلطة اشتغل في الامن الوقائي وفي 2003 اصبح مدير العلاقات العامة بجمعية الأسرى والمحررين حسام مسؤول لجنة آهالي الأسرى بغزة مدافعا عنهم وحقوقهم وحقوق اهاليهم.

وبعد التقاعد في 2017 يواصل العميد موفق حميد حمل رسالة الاسرى حيثما كان فهم يقفون في الخط الأمامي مسلحين بالإرادة والاستعداد للتضحية تحت سقف المقاومة الفلسطينية من أجل الحرية والكرامة.

 

ويتعرض الحوار لمختلف الجوانب ذات الصلة بالأسرى الفلسطينيين في ضوء طوفان الاقصى علما ان ادارة الاحتلال النازية الصهيونية تستعملهم اليوم كدروع بشرية في معركة المفاوضات من أجل المرحلة الثانية. وهذا نص الحوار:     

جريدة "بركة نيوز" الجزائرية: وضع طوفان الأقصى مسألة الأسرى الفلسطينيين في صدارة أولويات مقاومة الإحتلال الإسرائيلي، كواحد من الاسرى المحررين ماهي قراءتك للمشهد منذ 7 أكتوبر؟

موفق حميد: منذ تولي بن غفير مسؤل الأمن القومي لدولة الاحتلال تحدث أن دولة إسرائيل تسيطر على كل شيء ما عدا الأسرى داخل السجون وبدأ بسن قوانين في الكنسيت لسحب انجازات الأسرى والتنغيص على حياتهم وعدم تقديم العلاج لهم وتحديد الزيارة كل شهر مرة وتقليص وقت الزيارة من ساعة الى نصف وتقليص الفورة من ساعة الى نصف ساعة وبدأ بطرح قانون إعدام الاسرى على الكنيست،كل هذه الإجراءات جعلت السجون تشتعل نارا واضرابات عن الطعام وزادت ادارة السجون من عمليات قمع وتفتيش الأسرى وزادت عمليات القمع بعد هروب 6 من الأسرى من نفق الحرية.

هذه الامور كلها جعلت المقاومة تضع نصب أعينها الدفاع عن الأسري وتحريرهم فكانت عملية 7 اكتوبر التي كان هدفها الأساسي أسر عدد من الجنود من أجل تحرير الأسرى ورفع معاناتهم.

هجوم 7 اكتوبر ليس مشروع تحرير لفلسطين لأن إمكانيات المقاومة لا يمكن أن تسمح لها بتحرير فلسطين بل بأسر جنود إسرائيليين وتحرير الأسرى.

صف لنا يوميات سجون الاحتلال وهل تغيرت المعاملة داخلها بعد بدء حرب الابادة،، علما ان العنصري وزير الأمن الداخلي المجرم بن غدير سبق أن شرع في التشديد على الأسرى قبل ذلك؟

أصبحت حياة الأسرى سيئة جدا جراء إجراءات العنصري بن غفير الظالمة من عمليات قمع وسحب انجازات وتحديد الاستحمام وكمية المياه للاستحمام والشرب وسحب أكثر من 60 نوعا من الكنتيلة التي يشتري منها الأسرى لتحسين طعامهم، إلا ان الحياة أصبحت مأساوية لا تطاق بعد 7 اكتوبر لأن الجيش الإسرائيلي بنفسه أشرف ميدانيا على السجون والتحقيق الميداني مع الاعتقال والتعذيب بالقوة النارية والضرب المبرح واستخدام الكلاب البوليسية بالتحقيق،  يجب أن نشير الى حدوث عمليات اغتصاب الجنود للأسرى وكذلك استخدام الكلاب باغتصاب الاسرى واذلالهم مع عدم خبرة بالتحقيق سوى عمليات الضرب المبرح مما أدى الى استشهاد عدد كبير من الأسرى اثناء التحقيق بل تسرب لنا أن عددا كبيرا من الأسرى تم قتلهم خلال التحقيق وبعدها تم اطلاق النار عليهم والقائهم بالشوارع على انهم قتلوا في أرض المعركة، لذلك لا يمكن ان نشبه الفترة التي سبقت 7 اكتوبر بالرغم من مرارتها بالفترة ما بعد 7اكتوبر.

 

 كيف كنتم تتابعون تطورات الحرب وهل تسرب إليكم الشعور بالثقة بأن التحرير أت لا محالة؟

 كنا بالطبع نتابع اخبار الحرب عن طريق وسائل الإعلام المختلفة وكذلك وسائل ومواقع النت الوطنية وعبر الاتصال بالأهل وكنا على الرغم من قساوة الحرب ندرك ان المقاومة قد نجحت بالحفاظ على الأسرى اليهود وعلى حياتهم من أجل عملية التبادل، ونحن كنا متأكدين من نجاح عملية التبادل لأن المقاومة منذ انطلاقتها عملت عدة عمليات تبادل أسرى ونجحت وكنا متأكدين من نجاح هذه العملية بتحرير أكبر عدد من الأسرى على مر التاريخ كون عدد أسرى العدو كثير لدينا.

الملاحظ أن المقاومة الفلسطينية ادرجت اسماء لأسرى من كافة الفصائل بما فيها من لم تنخرط في العمل الميداني، ما هي دلالات هذا الموقف؟

بالتأكيد ان المقاومة تفرج عن جميع الأسرى الفلسطينيين بلا تمييز لأن الأسرى هم من أبناء الشعب الفلسطيني وكل الشعب قاوم وقدم شهداء وكدلك فإن جميع الفصائل قاومت وفق امكانياتها.

علم الرأي العام مؤخرا اتخاذ السلطة الوطنية في رام الله قرار مثير للجدل بإعادة النظر في المنح والمساعدة المالية المخصصة للأسرى وذوي الشهداء باعتبارهم حالة اجتماعية، لماذا والى ماذا ترمي، وهل لصوت الأسرى صدى لدى مؤسسات السلطة؟

 حول اتخاد السلطة الوطنية اجراءات بجعل قضية الأسرى قضية اجتماعية أقول ان الشهيد ياسر عرفات هو أول من أسس وزارة للأسرى في العالم وكذلك أصدر قرارا بصرف راتب للأسرى كمقاتلين حرية على رأس عملهم وبعد استشهاد ابو عمار أقر الرئيس ابو مازن برفع راتب الأسرى بنسبة مئة بالمئة.

بعدها بدأت الضغوطات على السلطة بادعاء انها تدعم الارهاب وخضعت السلطة للضغوطات وغيرت إسم وزارة الأسرى الى هيئه شؤون الأسرى.

والآن نتيجة الحرب ومصادرة أموال المقاصة اضطرت السلطة لمطالب امريكا لجعل قضية الأسرى قضية اجتماعية ومن ثمة سوف تؤثر على معنويات الأسرى داخل السجون،  وكذلك على حياة أهالي الأسرى من الناحية المادية ونحن نطالب السلطة بإعادة النظر بالقرار الذي اتخذته والعودة الى ما كانت علية الامور وعدم التجاوب مع المطالب الاسرائيلية الأمريكية.

 سجون الاحتلال الصهيوني تتجاوز في ممارساتها مراكز الاعتقال في زمن النازية إبان الحرب العالمية الثانية، لماذا لا نرى تحركا من المنظمات الدولية ذات الاهتمام بحقوق الإنسان خاصة وان هناك أسرى من النساء والأطفال؟

هناك عمليات قتل (اغتيال بدم بارد) أثناء التحقيق الميداني في سجون الاحتلال الصهيوني على غرارسجن  سدي تيمان (غونتنامو اسرائيلي)  والاغتصاب الجماعي من قبل الجنود  لدرجة موت عدد من الاسرى جراء الاغتصاب الجماعي، وعدم محاكمة هؤلاء الجنود مما اعطاهم الضوء الاخضر بأن إسرائيل لا يستطيع احد في العالم محاسبتها كما قال مجرم الحرب بن غفير وجلعاد اردان الذي مزق تقرير مؤسسات حقوق الانسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة وقال أمام العالم أن المكان الوحيد لهذا التقرير هو سلة الزبالة، جعل لا قيمة تذكر الى مؤسسات حقوق الانسان وبالذات ما خرج من السجون من تسريبات عن التعذيب وما خرج به شكل الأسرى المفرج عنهم من آثار تعذيب وحرق وعدم جدوى الأخذ بالإدانات لهذه المؤسسات ،جعل وجود هذه المؤسسات من عدمها واحد لان إسرائيل محمية بالفيتو الأمريكي.

 البقاء في الأسر داخل سجون الاحتلال  عشرات السنين مع انعدام الرعاية الصحية وقلة الأغذية والتعذيب والإهانة يعكس صورة لشكل من المقاومة التي ينبغي تسليط الضوء عليها، هل يشعر الأسير بذلك؟

 الأسير يعتبر السجن مكانا متقدما في مقاومة الإحتلال وأن المقاومة ليست فقط بالخارج بل داخل  السجون  التي تعتبر أكثر ضراوة وبالطبع الأسرى على مر التاريخ خاضوا "حرب الأمعاء الخاوية" ألاف المرات واستشهد منهم المئات من اجل انتزاع حياة كريمة داخل الأسر.

وقد اثبتت حرب الأمعاء الخاوية انتصارات كثيرة للأسرى وحسنت حياتهم داخل السجون في وقت سابق،  وقد حطم أسرانا داخل السجون ارقاما قيست بعدد ايام الاضراب عن الطعام ومنهم الشهيد عدنان خضر وغيرهم.

اسرانا بالرغم من سوء التغدية والخروج بأمراض مزمنة إلا أنهم متأكدين من انتصارهم وحريتهم.

 ما هي الرسالة التي تود أن توجهها للأسرى الفلسطينيين الذين لا يزالون في سجون الاحتلال والى السلطة الوطنية والى الشعب الفلسطيني وما رايك في عدم التوصل إلى وحدة الفصائل لإحباط  مخطط التهجير خاصة وان حرب الابادة تشمل حاليا سكان الضفة الغربية؟

 رسالتي للأسرى أدعوهم الى  العمل والحفاظ على وحدة الحركة الاسيرة ووحدة الموقف لهم وأقول أن السجن لا يبنى على الانسان وان اكثر من 90 في المئة وبالذات اصحاب المؤبدات تم تحريرهم.

اما رسالتي للسلطة فهي  ان تعتبر قضية الاسرى من أهم القضايا الرئيسة كما صرح بها الرئيسان ابو عمار وابو مازن.

أما حول قضية التهجير فعلى الفصائل كلها انتهاج موقف الوحدة الوطنية داخل منظمة  التحرير الفلسطينية للوقوف سويا لأفشال التهجير موحدين.

 يرتقب انعقاد قمة استثنائية لجامعة الدول العربية وقد تأجل موعدها، ماذا تنتظر بلسان الأسرى من القادة العرب وما هي رسالتك إليهم؟

حول القمة العربية أتمني أن يكون القرار العربي موحدا ووطنيا وأن يكون العرب صناع قرار وليسوا مطبقين للقرارات الأمريكية.

وأدعو الدول العربية وعلى رأسها مصر والأردن والسعودية بأخد زمام نهضة وتحرير العرب من الهيمنة الأمريكية واعادة الدور العربي الطليعي لحل قضية فلسطين وأهم القضايا هي قضية الانسان الذي يعتبر الأسرى هم طليعة وعنوان الشعب الفلسطيني.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services