حققت الملاكمة الجزائرية إشراق شعيب إنجازا استثنائيا بعد تتويجها، مساء الخميس في سنغافورة، بحزام المجلس العالمي للملاكمة لوزن 63.5 كلغ, عقب فوزها بإجماع الحكام على الهندية راني ديفي المصنفة 30 عالميا، مؤكدة الصعود السريع لملاكمة دخلت تاريخ الرياضة الجزائرية.
كريمة بندو
الملاكمة البالغة من العمر 24 سنة, حققت بهذه المناسبة انتصارها الاحترافي الثالث, كأول جزائرية عبر التاريخ - في جميع الأوزان - تتوج بحزام المجلس العالمي للملاكمة, في إنجاز غير مسبوق على مستوى الملاكمة الجزائرية.
وقبل أيام فقط, في 10 نوفمبر بالعاصمة السعودية الرياض, كانت شعيب قد تألقت في الحلبة الهاوية بتحقيقها الميدالية الذهبية في الألعاب الإسلامية, ما يؤكد قدرتها النادرة على التألق في المنافسات الاحترافية والهواة على حد سواء. وتملك إشراق شعيب, المنحدرة من مدينة قسنطينة, سجلا ثريا رغم صغر سنها, فهي متوجة ببرونزية بطولة العالم 2022, وبطلة إفريقيا مرتين, وحاملة لذهبية الألعاب الإفريقية الأخيرة.
وتتميز إشراق بالانضباط والعمل الجاد, ما جعلها واحدة من أكثر الملاكمات الواعدات في جيلها. وتظهر في كل مواجهة تخوضها مدى قدرتها على الجمع بين القوة المنضبطة والذكاء التكتيكي. وقد أشاد مدربها ومدير أعمالها ناصر يفصح بتطورها قائلا: "إشراق تلاكم بدقة جراحية, تتنبه لكل حركة وتستغل كل ثغرة".
وحققت الملاكمة ثلاثة انتصارات, امنذ احترافها عام 2025, ثنان منها على المستوى الدولي, مع مواصلتها المنافسات في صنف الهواة, وهو خيار غير مألوف يعكس إصرارها على التألق في كل الجبهات. ومن بين أهدافها المقبلة, فهو الصعود على منصة تتويج الألعاب المتوسطية 2026, قبل أن تطمح إلى المشاركة في الألعاب الأولمبية لوس أنجلوس 2028, حيث تسعى لانتزاع ميدالية جديدة للجزائر.
وبهذا أصبحت إشراق شعيب رمزا لجيل جديد من الرياضيات الجزائريات الطامحات لبلوغ أعلى مستويات التنافس العالمي. ويرى العديد من المتابعين أن اسمها, الذي دخل بالفعل تاريخ الملاكمة الوطنية, قد يواصل ترسيخ حضوره لسنوات طويلة قادمة.