940

0

القدس عاصمة فلسطين الأبدية

 

 

 


 

مــن أجــل القـدس

 

بكل لغات العالم ها هي القدس مجدداً تفرض حضورها على المشهد الكوني، عاصمة للأرض والسماء، هي القدس بملامح العرب والإسلام, معلنةً أنها لبّ المشروع الحضاري. القدس بكل الحروف الأبجدية منذ ومضة الحياة الأولى وحتى يرث الله الأرض ومن عليها, القدس المشروع الإنساني بكل أبعاده.. المكوّن الأساسي للنور والمعرفة والسموّ في مواجهة الظلمة والشر والسقوط..

هي القدس التي مازالت تقاتل دون هويتها.. محاولةً الوقوف على قدميها.. لم تسقط أبداً,  فلنكن "معا من أجل القدس" لتقديم قراءة واعية لمجمل الأخطار التي تتعرض لها المدينة المقدسة, التي كانت دائما مفتاحاً للسلام والحرب.. تستمر القدس عاصمة الثقافة العربية فى كل زمان ومكان، في وقت تتآكل فيه المدينة المقدسة؛ وتحوطها أسوار جديدة؛ ومستوطنات جديدة؛ وبنادق جديدة؛ وقوانين قضاء عسكرية جديدة تشرعن سرقة الأرض وتشرعن طرد أهلها وسكانها. المشروع الصهيوني الذي يعتبر أنه لا مشروعية للكيان الصهيونى الغاصب  بدون القدس، أو للقدس بدون الهيكل، يحدد هدفه المركزي في حسم الصراع في المدينة المقدسة لصالحه

 إن الممارسات الصهيونية  لتهويد القدس تعني أن هذا الكيان الفاشى قد اقترب كثيراً من تحقيق هدفه الأساسي، وهذا يعني في المقابل أن جهداً استثنائياً يجب أن يُبذل من أجل كبح جماح هذا المشروع الإسرائيلي الآثم. فهل من مستمع؟ وهل من مجيب؟! قبل أن يحلّ الموت في المدينة ويدرك مسجدها الخراب لا قدرالله، نهيب بكم أن تضعوا أيديكم في أيدينا لنسند أسوار القدس, فبقاؤها مرهونٌ بالنوايا الصادقة وصالح الأعمال.

 

 


 

عروبة القدس... جذور تستعصي على الصهاينة

 

بقلم : ا.د. عبد الكاظم العبودي

 

يعمد الاستئصاليون إلى إعدام التاريخ بدم بارد, حتى عندما تحاصرهم الحقائق التاريخية والجغرافية, وإذا كانت مدارس الاستشراق الخبيثة قد جُبلت على الإنكار التاريخي للوقائع والمدونات، وتعتبر الفتوحات الإسلامية "مجرد غزوات عابرة، قام بها العرب لنشر دينهم الجديد بحد السيف وفرض الجزية على سكان المدن المفتوحة"، كما أنهم يستثمرون، بشكل انتقائي، حالة هزيمة العرب في الأندلس وخروجهم منها ,يعمدون إلى محاولة الإسقاط التاريخي لهذه الحادثة على حالة القدس، ويعتبرون العرب فيها مجرد موجة غزاة عابرين يتوجب عليهم الخروج من هذه المدينة ومسح عروبتها لصالح تهويدها ونسبتها إلى اليهود بعد تزوير حقائق التاريخ.

للأسف يسقط بعض الباحثين العرب في فخاخ وشراك مدارس الاستشراق المتصهينة والانجرار وراء المزاعم اليهودية بتدوين تاريخ القدس العربي مبتدءا من عهد الخليفة عمر بن الخطاب (رض) عندما دخلت جيوش المسلمين بلاد الشام والعراق لتحريرهما من الوجود الفارسي والبيزنطي القائمين فيهما، وبذلك يرتكبون خطأً تاريخياً في حق عروبة القدس.

ولإعادة الحقائق الى نصابها، لابد من التذكير هنا، أن العرب كانوا في القدس قبل الإسلام ، وان الإسلام بدوره أضحى استكمالا لمبدأ التوحيد الحنفي الذي نشره النبي إبراهيم الخليل (عليه السلام) قبل ظهور اليهود بما يقارب الألف سنة، وان الرسالة المحمدية هي خاتمة الرسالات، وهي على ملة إبراهيم وتوحيده الحنفي. ظل الامتداد الجغرافي لأرض الجزيرة العربية وتواصله نحو ارض كنعان  يتقاطع مع كل الممرات القادمة من والى الشام والعراق وسيناء ومصر؛ مما جعلها وأكسبها فرصة الاشتراك في كل الحضارات العربية القديمة التي ظهرت في المنطقة.

 فلسطين" ارض كنعان" وحاضرتها القدس ظلتا على الدوام قلب الأرض العربية التي لم تخلُ من وجود العرب فيها على مر العصور.

إن أول من سكن فلسطين هم الكنعانيون، وذلك خلال الألف الخامس قبل الميلاد، كما أنّ أحفادهم من بعدهم "اليبوسيون" هم أول من  خطَّ موقعَ القدس واستوطنها في الألف الثالث قبل الميلاد, والكنعانيون هم من الأقوام العربية القديمة "أحفاد كنعان" حيث يشير الطبري الى أنهم من العرب البائدة، "الأقوام الجزرية التي نزحت من جزيرة العرب"، ويرجعون بأنسابهم الى العماليق[نسبة الى جدهم عمليق]، وهو أول من تكلم العربية منهم. تشير بعض الدراسات التاريخية، ومنها ما نسب إلى المؤرخ هيرودوتس (484 ـ 422 ق.م.) إلى أنهم كانوا يقيمون قبل هجرتهم الى فلسطين على ساحل الخليج العربي، ويمارسون التجارة مع الهند وسواحل شرق إفريقيا واليمن, وعندما نزحوا الى بلاد الشام حملوا معهم اسمهم واسم بلادهم الذي أعطوه لوطنهم الجديد. كما سكنت فلسطين أقوام أُخرى، منهم الفلسطينيون الذين نزحوا من جزيرة كريت" إقريطش" بسواحل اليونان، وانصهروا مع الكنعانيين، تبعهم كذلك الهكسوس [وهم مزيج من القبائل العربية والآسيوية] ممن وصلوا الى القدس في النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد, كما يُعتقد أن القبائل العمورية قد استقرت في القدس أيضا. يذهب المؤرخ الجغرافي الروماني سترابو (64 ق. م. ـ 19 م)، الى أن المقابر الموجودة في جزر البحرين تشبه مقابر الفينيقيين، [ الفينيقيين تسمية أطلقها الإغريق على الكنعانيين]، وأن الطريق الذي سلكوه للوصول الى فلسطين كان عبر الوصول الى بر البصرة، ومنها عبر طرق وادي الرافدين السالكة الى فلسطين. من بطون الكنعانيين انحدر اليبوسيون، أقاموا في الكهوف والمغارات والبوادي، ثم بنوا مدينة "يبوس" على ارض القدس الحالية, واليبوس من الألفاظ العربية الشائعة في اللغات واللهجات الجزرية المختلفة، مشتقة من أصلها العربي، وتعني صفة القوة والخشونة والبأس الشديد، وقيل عن: رجل بَئِسُ ، أي شجاع، والبأساء: اسم الحرب. حاول اليهود تحريف اسم يبوس الى "باليبوسي" ، وذكرت القدس في التوراة بـ  (يبوس)، ويعتبرونه الاسم القديم لأورشليم، رغم أنها عرفت  بـ "أورسليم" قبل ظهور اليهود فيها بعدة قرون, كما سمتها المراجع التوراتية في سفر التكوين "الإصحاح 71" أرض كنعان، وهو اعتراف صريح بنسب عروبتها كما أن التوراة تعترف اعترافا واضحا لا لبس فيه بأن ليس لليهود أي صلة بالقدس، لا من حيث الدين او قومية السكان، ولا حتى التسمية في اللغة العبرية القديمة, فنجد حزقيال في سفر حزقيال، (الإصحاح 16 ،العدد 4) يخاطب "أورشليم" قائلا: (أصلك وفصلك من أرض كنعان).

إن أشهر أسمائها التي أطلقها العرب عليها هو (القدس) أو (بيت القدس), وقد كان هذا الاسم شائعا من بين أسمائها قبل الإسلام, وهي لفظة عربية قديمة تعني الأرض المقدسة أو المطهرة. رغم كل الغزوات لم تفقد القدس عروبتها، كما تؤكد على ذلك المعطيات الآثارية والتوراة والمصادر المدونة, كما أن القبائل العربية لم ينقطع وجودها في القدس خاصة وفلسطين عامة.

بقيت القدس كنعانية يبوسية عربية منذ تخطيطها, وظلت لغة أهلها الكنعانية، وخلال احتلال البابليين لها أصبحت لغة سكان القدس بابلية. وهنا يرى المؤرخون وعلماء اللسانيات أن اللغة العربية القديمة "الجزرية" هي اللغة الأم للغات الشرقية منها: الآشورية والبابلية والعمورية والكنعانية والآرامية والعربية الفصحى, لذا تداول السكان بعضاً من هذه اللغات خلال فترات ما وهذا يعني أن لغة سكان القدس ظلت عربية في أصلها وفروعها, وكانت ديانتها قبل وبعد وصول النبي إبراهيم (عليه السلام) إليها هي التوحيد، منذ عهد ملكها "ملك يصادق" الذي كانت له صداقة مع النبي إبراهيم الخليل (عليه السلام)، وهذا لا يعني عدم وجود بعض السكان ممن يؤمنون بالمعتقدات الوثنية، تماما كما هو الحال لدى سكان الجزيرة العربية.

إن الملك الكنعاني اليبوسي" العربي" (ملك يصادق) كان مسالما ولهذا أطلق على مدينته اسم "أور سالم" أي "مدينة السلام".  يرى البحاثة الأثري والمؤرخ احمد سوسة في كتابه (مفصل العرب واليهود) أن (ساليم أو شلم) كان يعني (إله السلم) عند الكنعانيين.  إن دخول المسلمين إلى القدس هو تحرير لأرض عربية لكونها قبلتهم الأولى ومسرى نبيهم، وستبقى عاصمة أبدية للعرب والمسلمين مهما حاولت كتابات الصهاينة نزع هذا المسار التاريخي لعروبتها ومحاولة تهويدها، بإضفاء وجود وهمي لهم فيها بعد ان مكنتهم الإمبراطوريات الاستعمارية المعاصرة من الاستيطان الاستعماري فيها منذ منتصف القرن العشرين إلى يومنا هذا.

 

 

 

التين والزيتون

 

بقلم : د. جواد عون الله

 

حين يقسم الإله بعزته وجلاله ببيت من بيوته وبآية بينة، فان لذلك القسم من الدلالات أكثر من رمزية وحكمة وعبر يتعظ بها المسلمون. أقسم الله في القرآن الكريم وبآية صريحة من آياته:  [والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين]، (سورة التين الآية 1)، لذا يقال لمسجد بيت المقدس (الزيتون) ولا يقال له الحرم، على حد بعض الروايات. كما يقال (طور زيتا)، وهو الجبل الذي قام عليه مسجد بيت المقدس.

وفي (التين) و (الزيتون) روايات كثيرة. وقد روى الكثير من الرواة إنهما جبلان. وعن ابن عباس: ان التين هو مسجد نوح الذي بني على الجودي، والزيتون وهو بيت المقدس، وهناك من يقول انه الجبل الذي صلب عليه المسيح (عليه السلام)، ويسمى جبل سكوبس أيضا. وعن الضحاك: ان(التين) هو المسجد الحرام، و(الزيتون) هو المسجد الأقصى، و(طور سنين) يعني الجبل الذي كلم الله عليه موسى، وان (سنين) و(سيناء) واحد كما جاء في مجمع البيان للطبرسي.

وتجزم عدد من الكتابات التاريخية، انه لم يكن داود المؤسس الأول في بناء المسجد؛ بل انه قد جدده، إذ هناك من يقول بأن الصخرة التي سمي المسجد باسمها هي الصخرة التي كان يذبح عليها إبراهيم (عليه السلام) القرابين لله.

أما الهيكل فان بعض الدراسات ترى ان داود قد أوصى ابنه سليمان (عليه السلام) بأن يعني بمدينة القدس فاستعان سليمان بـ "حيرام" ، ملك صور، فأمده بمهرة الصناع الفينيقيين، وكان لدى (حيرام) عدد كبير من مهرة الصناع.

أتم سليمان الهيكل سنة 1007 ق.م. وكان طرازه كنعانيا خالصا. حتى ان سليمان بعد ان فرغ من بناء الهيكل جمع الناس واخبرهم انه مسجد الله تعالى وهو الذي أقره ببنائه، وأن كل شيء فيه لله تعالى، وان داود (عليه السلام) قد عهد إليه ببنائه وأوصاه بذلك. ومسجد الصخرة، هذا هو المسجد الذي أمر عمر بن الخطاب (رض) ببنائه وتم في نحو سبع سنوات. وبغض النظر عمن من الأنبياء بنى الأقصى فإن المسلمين منحوه على الدوام صفة القداسة والطهارة واعتبروا القدس مدينة الله وموضع التوجه إليه.

وإلى تلك الأرض المقدسة توجه العرب والمسلمون على الدوام باعتبارها أرض التوحيد والصلاح ونشر الخير وإتمام الدعوة التي ختم بها النبوة سيدنا محمد (ص).

حتى وان اختلف مؤرخوا العرب والإسلام في تحديد موضع (الأرض المقدسة)، لكنهم يتفقون جميعا: ان حاضرة هذه الأرض هي مدينة القدس؛ باعتبارها أُولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين عند كل المسلمين.

وقد حدد القاضي مجيد الدين الحنبلي الأرض المقدسة فقال: تحدها من القبلة أرض الحجاز، وتفصل بينها جبال الشورى (الشراة)، ومن الشرق، ومن بعد دومة الجندل برية السماوة الممتدة إلى العراق، ومن الشمال مما يلي الشرق نهر الفرات، ومن الغرب بحر الروم، ومن الجنوب رمل قصر العريش، ثم يليه تيه بني إسرائيل وطور سيناء. ويرى الباحث سلمان هادي طعمة في كتاباته عن القدس: إن عقيدة الإسلام استخلصت  قدسية الأرض المقدسة من التوراة والإنجيل والقرآن الكريم؛ غير ان الشيء الذي لا جدال فيه هو أن الإسلام يعتبر فلسطين وحاضرته القدس ركنا من أركان معتقداته التي تستلزم تقديسها بصفتها مهبط الأنبياء الذين نزلوا في فلسطين. وإيمان الإسلام بما جاء به هؤلاء الأنبياء إيمان مطلق بصفتهم رسل الله وأنبياءه المبشرين بالحق. والإسراء إلى بيت المقدس من أهم ما حظيت به القدس من التقديس والفضيلة عند المسلمين لكونها نهاية المطاف من الإسراء ومبدأ عروج النبي (ص) إلى السماء.

إن الله أسرى برسوله من دار أم هاني أخت الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وزوجها هبيرة بن أبي وهب المخزومي، وكان نائما في تلك الليلة في بيتها. صلى العشاء ثم نام، فلما كان الفجر قام وصلى الصبح واخبر أم هاني: ( يا أم هاني، لقد صليت معكم العشاء كما رأيت بهذا الوادي، ثم قد جئت بيت المقدس فصليت، ثم صليت الغداء معكم).

وقال الحسين وقتادة: كان الإسراء من نفس المسجد الحرام إلى (المسجد الأقصى)، يعني بيت المقدس، وإنما قال الأقصى، لبعد المسافة بينه وبين المسجد الحرام. وفي (الطبقات الكبرى)، يروي ابن سعد: قال النبي (ص): وخرج معي جبرائيل لا يفوتني ولا أفوته حتى انتهى بي إلى بيت المقدس فانتهى (البراق) إلى موقفه الذي كان يقف فربطه جبرائيل، وكان مهبط الأنبياء قبل رسول الله (ص).

وحين بلغ النبي (ص) بيت المقدس تلقاه إبراهيم (عليه السلام) فبشر له في رهط من الأنبياء. وفي رواية قال الرسول (ص): ورأيت الأنبياء جمعوا فرأيت إبراهيم وموسى وعيسى فظننت أنه لابد ان يكون لهم إمام فقدمني جبرائيل حتى صليت بين أيديهم وسألتهم فقالوا بُعثنا بالتوحيد. ومن بيت المقدس، ومن فوق الصخرة تم العروج إلى السماء.

 

 

 

في منطقة اليقين

 

بقلم : علي شكشك

 

في يقين كلٍّ منا, كلِّ طفلٍ وكلِّ شيخٍ وكلِّ رجلٍ وكلِّ امرأةٍ أنَّ دولة إسرائيل إلى زوال, إلى زوالٍ وإن طالَ الزمان, رغم طغيان المشهد وضعف الحال, ورغم ما يتمتعُ به هذا الكيان من حصونٍ ومدامك وهيمنة على عالم الإعلام والرأسمال, رغم حرصهم الشديد وسهرهم المديد ونشاطهم القديم الجديد, ورغم مكر الليل والنهار وسطوة السلاح وتزوير الهواء, ورغم معاندة السياق وابتزاز العباد والالتفاف على القوانين والمواثيق والبراهين والقرارات, ورغم المشهد البائس الذي يكللنا, بضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا, وتفرقنا وذهاب ريحنا, وحصارنا والمتاجرة بأعضائنا, ومساومتنا علينا, ورغم تجريف الزيت والزيتون وهدم البيوت وتغيير المعالم والأسماء, ورغم حال اللاجئين فإنَّ في داخل كلٍّ منا هذا اليقين؛ دولة إسرائيل إلى زوال, وإن كان هذا يمكن أن يُسلِمَنا إلى فكر التهاون والاتكال وانتظار الذي يجيء, فإنَّ هذا الإيمان حقيقيٌّ وكامن في النفوس, وبالتحديد في منطقة اليقين, حيث أنها هناك في مأمنٍ من الارتباك والشكوك, وبعيدةٌ عن مجالات التأثير, فلا تصلها إشاعات, ولا تنال منها قوةٌ غاشمةٌ ولا دبابات ولا طائرات, ولا يهزُّها تراجعٌ هنا أو هناك, ولا صعوبة المرحلة واستنتاجات الدراسات, ولا فيتوهات, ولا أخ يتجهمني ,لا عدوّ ملكته أمري, ولا قسوة المَهاجِر والمكان, ولا الغربة وطولُ الزمان بل إنَّ ما يكون وما قد كان كأنه يردف هذا الغائرَ في البعيد القريب.

في سياقٍ ومستوىً من التموضع  أعزّ من قدرة بشرٍ أن تصلَ إليه, يردفه بمزيدٍ من الإيمان؛ أنّ دولة الاحتلال إلى زوال, بل إنَّ كلَّ هذا الظلام كأنّه شرطٌ لتتحققَ حكمةُ التاريخ وتستوفيَ روائيتَها حكايةُ الإنسان, وترتفع بالمعنى إلى حيث يجب أن يكون, لتتمَّ دورةُ الخلق والإبداع, فلا رتابة في آخر الروح ولا في مدى الكون المفتوح, فهما متماهيان, ورغبة الكون في إحقاق الفضيلة تعانقُ ذاتها في تلك المنطقة من أغوار الروح البعيدة, حيث نفس اليقين, دولة باطل الاحتلال إلى زوال, وهم يعرفون ما يعرفون, وقد خبرونا وخبرناهم, وهم يتوجسون من مناخنا واتجاه الرياح فينا ورائحة الزعتر في أرض روحنا ولون الزيتون في عيوننا, وقد تحسسوا تراثنا, بل وتسللوا منه إلينا, وأخفوا ما أخفوا من العهد القديم نكايةً بما فينا من اليقين, اليقين الذي هم أيضاً به موقنون, أنهم دولةُ احتلال, وأنّهم إلى زوال, ولذا فإنهم غيرُ مطمئنين, وما زالوا يكدسون من السلاح ما يكدسون, ويتخبطون كالمجانين, ويبنون ويحفرون ويُجرِّفون ويهجِّرون ويعانِدون, ويشترطون أنْ نؤمن بهم كما يشتهون, بمعنى أنْ نصلَ بأنفسنا إلى تلك المنطقة من روحنا, وأن نشنقَ أنفسنا من داخلنا, وأن نستأصلَ بأيدينا ذلك اليقين, وحتى بعدها سيبقَون هم موقنين بأننا ما زلنا موقنين, وهم وإن كانوا في شيء واحدٍ محقين, ونحن وإياهم عليه متفقين, فهو أنهم دولة احتلال وأنّهم إلى زوال,   ذلك أنهم في آخر المطاف يطارِدون ما في يقينهم من يقين, فيلاحقون المسلسلَ التركي, وماءَ النيل المصري, والحجرَ الكنعاني, وأطباقَ الطعام, وعلى غار حِراء يطاردون ريشَ الحمام, وتطريزَ ثوب الغمام, ورواية بني قنيقاع في قصص الأطفال, وسورة الإسراء, وحكاية الأب توما الدمشقية, كما يطاردون المسيحَ, والطفلَ الفلسطيني الفصيح, ومَن كان شاهداً على الجريمة, ومَن أنكر محرقةً قديمة أو أثبت محرقةً جديدة, فكيف يفعلون وقد بدت بدايات اليقين في عين طفلٍ مستحيل, ببراءة الدم وحدها مسح الهياكل كلها, وأعلن مِن عَلٍ بيقين, يوم اجتماع العالمين, أنّ الجريمة دولة احتلال, وأنها إلى زوال.

 

 


 

النشرة المسائية لمحافظة القدس حول "أبرز المستجدات وجرائم الاحتلال" في الساحة المقدسية

 

 

 

النشرة: رقم (803)

اليوم: الثلاثاء، الموافق:  25 نيسان 2023

 

اقتحامات المسجد الأقصى المُبارك

 

- اقتحم (184) مستوطنًا، و(5620) تحت مُسمى "سياحة" باحات المسجد الأقصى المُبارك بحِراسة  مُشددة من قِبل قوات الاحتلال.

- اقتحمت قوات الاحتلال "مصلى باب الرحمة" بالمسجد الأقصى المُبارك،   وقامت بالعبث بمحتوياته وقطع أسلاك الكهرباء  عن المصلى، ومنعت الحراس من الاقتراب والدخول إليه.

 

اعتداءات وانتهاكات الاحتلال

 

- أجبرت سلطات الاحتلال أصحاب المحال التجارية بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة على إغلاق محالهم بسبب ما يُسمى بـِ (ذكرى قتلى معارك كيان الاحتلال).

-قامت قوات الاحتلال بالتدقيق بالبطاقات الشخصية لمجموعة من الشُبان الفلسطينيين عند باب السلسلة بالقدس المحتلة

- فرضت قوات الاحتلال تَشديدات على المواطنين على حاجز حِزما  العسكري شمال شرق القدس المحتلة .

 

قرارات هدم

 

-أمهلت سلطات الاحتلال الحاجة "فاطمة سالم" أسبوعاً لهدم منزلها في حَيّ الشيخ جرّاح بالقدس المحتلة.

 

اقتحام قُرى وبلدات في محافظة القدس

 

- اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت صفافا جنوب شرق القدس المحتلة.

 

افراجات

 

- أفرجت سلطات الاحتلال عن الشاب المقدسي "عماد الرموني"، من بلدة صورباهر جنوب القدس المحتلة ، يُذكر أنه اعتقل صباح اليوم.

- أفرجت سلطات الاحتلال عن الشاب "عبيدة قعدان"، من الداخل المحتل.

- أفرجت سلطات الاحتلال عن الشابين المقدسيين "أحمد رُكن" و "حُسام الدين العباسي" من القدس، شرط الإبعاد عن المسجد الأقصى المُبارك لمدة (6أشهر)، وعن البلدة البلدة القديمة مدة ( 15 يوم) يُذكر أنه تم اعتقالهم يوم أمس من باب الإسباط.

-أفرجت سلطات الاحتلال عن الشاب المقدسي "محمد الجاعوني" من بلدة الرّام شمال القدس المحتلة بعد قضائه مدة ( 24 شهراً ) في سجون الاحتلال

 

محكمة الاحتلال

 

- أجلت محكمة الاحتلال مُحاكمة الشاب المقدسي "براء أدكيدك" حتى تاريخ (2023/04/28).

- مَدّدت محكمة الاحتلال اعتقال الشابين المقدسيين "أحمد نجيب"،و "عبد الناصر أبو اسنينة" لحين الإنتهاء من الإجراءات  القانونية.

-مَدّدت محكمة الاحتلال اعتقال الشاب المقدسي صُهيب الرموني" من بلدة صورباهر جنوب القدس المحتلة حتى يوم الغد، يُذكر أنه  أُعتقل صباح اليوم.

-أصدرت محكمة الاحتلال حكماً بالسجن الفعلي لمدة (خمس سنوات) بحِق  الشاب المقدسي "أحمد زهرة"والبالغ من العمر (33 عاماً)

 

متفرقات

 

- دعوات شبابية لأداء صلاتي المغرب والعشاء في مصلى باب الرحمة بعد اقتحامة والعبث بمحتوياته صباح اليوم من قِبل  قوات الاحتلال

 

مُلخص أبرز أحداث مساء أمس في محافظة القدس

 

-اعتقلت قوات الاحتلال الفتى المقدسي  "عبد الله عوض"، والبالغ من العمر (16 عاماً) من حَيّ الثوري ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المُبارك.

- اعتقلت قوات الاحتلال الشاب المقدسي  "أمير الزلباني"، عقب اقتحام مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة.

- اعتقلت قوات الاحتلال الشاب المقدسي  "عز الدين الطحان"،  عقب مداهمة منزله في حَيّ رأس  العامود بالقدس المحتلة.

- أفرجت سلطات الاحتلال عن المقدسيين " رشا سعيد"، "محمد خويص"، "مؤيد  خويص"، "أحمد  الجولاني" شرط الإبعاد  عن المسجد الأقصى المُبارك حتى تاريخ 30 آيار المقبل ودفع كفالة مالية.

- دخل الأسير  المقدسي "خالد شوقي حبيب حلبي" والبالغ من العمر (46 عاماً) عامه الاعتقالي الـ(22) على التوالي في سجون الاحتلال ويقضي حكماً بالسجن 28 عاماً عاما يذكر أنه أعتقل بتاريخ (2002/04/19)

 

انتهى لهذا اليوم لغاية الساعة 7:00 مساءً.

وحدة العلاقات العامة

محافظة القدس الشريف

 

 

 

القدس نحميها معاً . . . نستعيدها معاً

 

أبرز عناوين نشرة القدس

 

 

تقرير:  راسم أحمد عبد الواحد

 

وسط دعوات لاستباحته يوم الأربعاء القادم:

• عصابات "الهيكل" الارهابية تدعو لاقتحام "الأقصى" غداً الاثنين

بصورة همجية استفزازية:

• قوات الاحتلال تقتحم مصلى الرحمة بالمسجد الأقصى وتخلع تمديدات الكهرباء عن المصلى

عقب تخريبها من قبل الاحتلال أمس

• إعادة تركيب التمديدات الكهربائية في مصلى باب الرحمة بالمسجد الأقصى

• الأوقاف الإسلامية في القدس: ندين "العمل الهمجي والتخريبي الذي نفذه الاحتلال في مصلى باب الرحمة وسنعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة ردًا على هذه الهجمة"

• حكومة الاحتلال ستطلب إلغاء الالتماس المقدم لإخلاء تجمع الخان الأحمر في القدس

• مجلس الأوقاف: الاعتداء على مصلى باب الرحمة انتهاك لحرمة المسجد الأقصى بطريقة تعبر عن حقدٍ أسود دفين من قبل أفراد الشرطة ومسؤوليهم

• أزمة مرورية خانقة على الحواجز العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسية لمدينة القدس بسبب اجراءات الاحتلال

 • دعوات مقدسية لشد الرحال والرباط في المسجد الأقصى لحمايته من مخططات الاحتلال العدوانية

• قوات الاحتلال تعتقل المقدسي أمير الزلباني خلال اقتحامها مخيم شعفاط في القدس

• اعتقال المقدسي أحمد ركن من المسجد الأقصى جهة باب الأسباط

• إعطاب اطارات الجرارات الزراعية والسيارات في سهل ترمسعيا نتيجة وضع المستوطنين للمسامير في أراضي المواطنين

• باحث مقدسي: المقدسيون يتواصلون لعدم قطيعة الأقصى وضرورة شد الرحال إليه

• لليوم الثاني: قوات الاحتلال تُواصل تشديد إجراءاتها وتغلق الحواجز العسكرية في محيط مدينة أريحا أمام المواطنين

 يقضي حكماً بالسجن 28 عاماً..

• الأسير المقدسي خالد حلبي يدخل عامه الـ 22 في سجون الاحتلال

• 19 أسيرًا عربيًا جميعهم أردنيون يقبعون في سجون الاحتلال من بينهم 9 أسرى يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد (مدى الحياة) لمرة واحدة أو لعدة مرات

• قوات الاحتلال تعتقل الفتى المقدسي مؤيد خويص من المسجد الأقصى

 للمرة الثالثة على التوالي

• الاحتلال يجدّد الاعتقال الإداري للأسير المقدسي منذر ناصر لمدة 6 أشهر

• الأسيران المقدسيان ساجد وعمار أبو غلوس يدخلان عامهما العشرين في سجون الاحتلال

 • أزمة خانقة على مداخل مدينة أريحا بفعل حواجز الاحتلال

 • عصابة المعبد الإرهابية تعلن عن عودة اقتحام المستوطنين للأقصى اعتبارًا من غدٍ الاثنين وتدعو لاقتحام واسع يوم الأربعاء للاحتفال بما وصفته بـ "يوم الاستقلال"

• مجلس الأوقاف يشدد على أن مصلى باب الرحمة جزء أصيل من الأقصى

• استطلاع: نظرة تشاؤمية حول مستقبل "إسرائيل" في السنوات القادمة

• قوات الاحتلال تعتقل المقدسي أحمد الجولاني عند باب حطة بأبواب المسجد الأقصى

• قوات الاحتلال تعتقل الشاب حسام إياد العباسي من باب الأسباط في المسجد الأقصى

• "يديعوت" العبرية: "إسرائيل" تمر بأخطر أزمة انقسام داخلي منذ إقامتها وهرتسوغ يعترف بأنه رفض اقتراح لتقديم استقالته

• الإرهابي سموتريتش: أعارض تقديم موقف يقضي بتأجيل إخلاء الخان الأحمر في القدس

شرط الإبعاد عن المسجد الأقصى حتى 30 أيار المقبل ودفع كفالة مالية

• الاحتلال يفرج عن المقدسيين رشاد سعيد ومحمد خويص ومؤيد خويص وأحمد الجولاني

• للأسبوع السادس عشر على التوالي.. مظاهرات في كيان الاحتلال ضد حكومة نتنياهو

• نادي الأسير: محكمة الاحتلال ترفض الإفراج الأسير خضر عدنان بكفالة.. وقد فقد وعيه عدة مرات خلال الجلسة وزوجته أصيبت بانهيار داخل المحكمة

• الاحتلال يعلن اعتقال مقدسي من صورباهر بزعم محاولته إدخال أعلام فلسطينية للمسجد  الأقصى في أول أيام عيد الفطر بواسطة سيدة فلسطينية

اعتُقل قبل نحو 20 يومًا أثناء زيارته لوالدته بالمشفى

• وفاة والدة الناشط المقدسي رمزي العباسي المعتقل في سجون الاحتلال

• عصابة يهودية تحاول الاعتداء على عائلة فلسطينية في قرية ترمسعيا برام الله والأهالي يتصدون لها

• الأسير خضر عدنان يواصل إضرابه لليوم 78 بخطورة بالغة على صحته

• قوات الاحتلال تعتقل الشاب عز الدين طحان عقب مداهمة منزله في حي رأس العامود بالقدس

• "الأوقاف" تستنكر رفع العلم "الإسرائيلي" على سطح المسجد الإبراهيمي

• مسؤول أردني: "تم إبلاغ الأردن رسميًا أن "إسرائيل" اعتقلت نائباً أردنياً بتهمة محاولة تهريب أسلحة والحكومة تدرس كيفية الإفراج عنه في أسرع وقت ممكن"

• قوات الاحتلال تعتقل الفتى عبد الله عوض (16 عاماً) من حي الثوري في القدس

• البرلمان العربي يدين اقتحام قوات الاحتلال مصلى باب الرحمة

• اقتحام قوات الاحتلال في بلدة قلنديا شمال القدس

• مراسل عسكري "إسرائيلي": المنظومة الأمنية ترفع حالة التأهب إلى أعلى مستوى في القدس والضفة الغربية وعلى الحدود الشمالية والجنوبية خشية تنفيذ عمليات

بزعم مخالفته قرار منع الدخول إلى المسجد الأقصى

• قوات الاحتلال تعتقل الشاب عبيدة قعدان من الداخل المحتل داخل المسجد

• حكومة الاحتلال تشرع بتنفيذ مخطط "القدس الكبرى" الاستيطاني

• صحيفة عبرية: قلق "إسرائيلي" من لعبة محصلتها صفر بعد تفاهم إيراني أردني

• "نفق الحريّة": لجنة التحقيق بفرار الأسرى من الجلبوع تنشر نتائجها في مايو

شارك به الارهابي "بن غفير"..

• أحكام مخففة للمشاركين في "عرس الكراهية" بالقدس المحتلة

• "الجهاد": اعتداء قوات الاحتلال وقيامها بالتخريب المتعمد لمصلى باب الرحمة بالمسجد الأقصى هو عدوان يأتي في سياق حرب الاحتلال الممنهجة بحق المسجد

• هاكرز يخترق موقعين الكترونيين "إسرائيليين" لشركة الكهرباء ومطار اللد

 


 

أسيران مقدسيان يدخلان عامهما الـ20 في سجون الاحتلال

 

دخل الأسيران المقدسيان ساجد أحمد سليم أبو غلوس (38 عاما)، وعمار صدقي سليم أبو غلوس (40 عاما) من بلدة كفر عقب شمال القدس المحتلة، اليوم الأحد، عامهما العشرين على التوالي في سجون الاحتلال. وكان الاحتلال قد اعتقل ساجد وعمار بتاريخ 23/4/2004، وحكمت عليهما محكمة الاحتلال بالسجن المؤبد مرتين إضافة لعشر سنوات.

 


 

الاحتلال يعتقل فتى من حي الثوري ويفرج عن 4 مقدسيين بشرط الابعاد عن الأقصى وغرامة مالية

 

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، فتى من حي الثوري بمدينة القدس المحتلة، وأفرجت عن أربعة مقدسيين بينهم سيدة بشرط الابعاد عن المسجد الأقصى المبارك، ودفع غرامة مالية. وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن قوات الاحتلال اعتقلت الفتى عبد الله عوض (16 عاما)، بعد دهم منزل ذويه، وتفتيشه. وأضافت الهيئة، أن سلطات الاحتلال أفرجت عن كل من: رشا سعيد، ومحمد خويص، ومؤيد خويص، وأحمد الجولاني، بشرط الإبعاد عن "الأقصى" حتى 30 أيار المقبل، ودفع غرامة مالية. وفي سياق متصل، جددّت سلطات الاحتلال الاعتقال الإداري للأسير المقدسي منذر ناصر لمدة 6 أشهر، للمرة الثالثة على التوالي.

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services